قصة قصيدة لا أتقي حسد الضغائن بالرقى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لا أتقي حسد الضغائن بالرقى

أمّا عن مناسبة قصيدة “لا أتقي حسد الضغائن بالرقى” فيروى بأنه عندما أراد الخليفة معاوية بن أبي سفيان أن يولي ابنه يزيد الخلافة من بعد، أتاه وفد من وجوه أهل الكوفة، وكان على رأسهم عروة بن المغيرة، فجلس عروة بالقرب من معاوية، وقام جماعة من الوفد، وقالوا للخليفة: إن ما أحضرنا إلى مجلسك يا أمير المؤمنين هو التيه والنظر إلى أمة محمد صل الله عليه وسلم، ومن ثم قالوا له: يا أمير المؤمنين، إنك قد كبرت في العمر، ونخاف من بعدك أن تنتشر الأمة، فأعلم لنا علمًا، وحد لنا حدًا ننتهي إليه، فقال لهم معاوية: انصحوني، فقالوا له: يا أمير المؤمنين، ننصحك بأن تولي ابنك يزيد من بعدك، فقال لهم معاوية: وهل قبلتم به؟، فقالوا له: نعم، وإن هذا رأينا ورأي من بعدنا، فاقترب من عروة، وقال له: لله در أبيك، بكم اشترى من هؤلاء الرجال دينهم؟، فقال له عروة: بأربعمائة دينار، فقال له معاوية: لقد وجد دينهم عندهم رخيص فاشتراه منهم.

ويروى بأنه عندما كبر عروة، وأصبح شابًا، أمره والده المغيرة بن شعبة أن يتعلم رعاية الغنم، وعندما أتقن ذلك أمره أن يتعلم رعاية الإبل، وبعد أن أتقن ذلك أيضًا قام بدعوة كبار قومه، وقال لهم: أجلسوا ابني عروة في مجالسكم حتى يستمع لحديثكم ويتعلم منك، ومن بعد ذلك قام بتزويجه أربع نساء.

وفي يوم من الأيام قام رجل بشراء جارية من رجل، على أن يكون ثمن الجارية خمسمائة درهم، ولكنه لم يكن يملك سوى ثلاثمائة، فأعطاه إياها، وسأله أن يعطيه الجارية، فرفض وقال له: لن أعطيك إياها، فخرج الرجل، وأحضر ما تبقى من مال، وعاد إليه، ودفعها إليه، فقال له: ادخل وخذ الجارية، فدخل، فوجدها قد ماتت، فعاد إليه، وطلب منه أن يعيد إليه نقوده، فلم يقبل، فخاصمه إلى العروة بن مغيرة، فقال عروة: أما الثلاثمائة فهي لك، وأما المائتان فإنك قد وضعت الجارية رهنًا فعليك ان تعيدها إليه، وكان عروة كثيرًا ما يقول: شر العداوة ما ستر، وكان كثيرًا ما ينشد:

لا أتّقي حسد الضّغائن بالرّقى
فعل الذليل ولو بقيت وحيدا

لكن أعدّ لها ضغائن مثلها
حتى أوازي بالحقود حقودا

كالخمر خير دوائها منها بها
تشفي السقيم وتبرئ المنجودا

نبذة عن عروة بن المغيرة

هو أبو يعفور عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي، وهو تابعي وابن الصحابي المغيرة بن شعبة، روى الحديث النبوي عن أبيه.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: