قصة قصيدة - لمثلها يستعد البأس والكرم

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصة قصيدة “لمثلها يستعد البأس والكرم”:

أمَّا عن مناسبة قصيدة “لمثلها يستعد البأس والكرم” استقر ناصر الدولة الحمداني في بغداد وكان يمارس سلطاته كونه أمير الأمراء فيها وكان مهتم بشكل كبير بإصلاح الوضع الاقتصادي فيها كونه كان متردٍ فكانت الأسعار مرتفة لذلك لعدم الاستقرار واختلال الأمن فيها وكانت القيمة الشرائية للنقود منخفضة والسبب في ذلك تلاعب الصرافة وغشهم فصنع دنانير سماها “الإبريزية” وكانت قيمتها تلاثة عشر درهمًا وبعد أن أصلح الأحوال الاقتصادية أخذ ينظم الأحوال الداخلية وتقوية الأمن وزيادة الاستقرار فعاقب المخالفين من التجار وغيرهم لعبثهم وفسادهم ولكن كل هذه الإجراءات التي قام بها لم تعالج الوضع في بغداد لأنه كان سيء جداً فقام ناصر الدولة باعتزال منصبه بعد ثلاثة عشر شهراً من استلامه إياه واتجه إلى الموصل.

ولكن من سوء حظه أنَّ بغداد سقطت في يد معز الدولة البويهي فطمع بولاية الموصل كونها كانت غنية ولكنه فشل في ذلك وعقد صلاحًا مع ناصر االدولة وأصبح مسؤولاً عن الموصل والجزيرة والشام وفقًا لهذا الصلح على أن يؤدي ثمانمائة ألف دينار كل سنة لناصر الدولة.

بقي الاصطدام بين ناصر الدولة ومعز الدولة قائمًا ولكنه كان ينتهي بالتراضي بدفع الأموال أو بتدخل سيف الدولة كما حدث عندما هرب ناصر الدولة من معز الدولة عند أخيه سيف الدولة الحمداني في حلب فتوسط سيف الدولة بينهما وقام بإرسال الأموال إلى معز الدولة لكي يحصل الصلح بينهما.

فقال أبو فراس الحمداني هذه الأبيات يمدح فيها سيف الدولة الحمداني ويذكر مساوئ ناصر الدولة:

لِمِثلِها يَستَعِدُّ البَأسُ وَالكَرَمُ
وَفي نَظائِرِها تُستَنفَذُ النِعَمُ

هِيَ الرِئاسَةُ لاتُقنى جَواهِرُها
حَتّى يُخاضَ إِلَيها المَوتُ وَالعَدَمُ

تَقاعَسَ الناسُ عَنها فَاِنتَدَبتَ لَها
كَالسَيفِ لانَكَلٌ فيهِ وَلا سَأَمُ

مازالَ يَجحَدُها قَومٌ وَيُنكِرُها
حَتّى أَقَرّوا وَفي آنافِهِم رَغَمُ

شُكراً فَقَد وَفَتِ الأَيّامُ ماوَعَدَت
أَقَرَّ مُمتَنِعٍ وَاِنقادَ مُعتَصِمِ

وَما الرِئاسَةُ إِلّا ما تُقِرُّ بِهِ
شَمسُ المُلوكِ وَتَعنو تَحتَهُ الأُمَمُ

كما قال أيضاً:

كادَت مَخازيهِ تُرديهِ فَأَنقَذَهُ
مِنها بِحُسنِ دِفاعٍ عَنهُ عَمُّكُمُ


أَستَودِعُ اللَهَ قَوماً لا أُفَسِّرُهُم
الظالِمينَ وَلَو شِئنا لَما ظَلَموا

القائِلينَ وَنُغضي عَن جَوابِهِمُ
وَالجائِرينَ وَنَرضى بِالَّذي حَكَموا

إِنّي عَلى كُلِّ حالٍ لَستُ أَذكُرُهُم
إِلّا وَلِلشَوقِ دَمعي واكِفٌ سَجِمُ

الأَنفُسُ اِجتَمَعَت يَوماً أَوِ اِفتَرَقَت
اِذا تَأَمَّلتَ نَفسٌ وَالدِماءُ دَمُ

رَعاهُمُ اللَهُ ماناحَت مُطَوَّقَةٌ
وَحاطَهُم أَبَداً ما أَروَقَ السَلَمُ


شارك المقالة: