قصة قصيدة ما بالها ليس يثنيها تثنيها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ما بالها ليس يثنيها تثنيها

كان العديد من الشعراء في العصور السابقة يخوضون في العادات السيئة من شرب الخمر والقمار وغيرها، ومن هؤلاء الشعراء شاعرنا شهاب التلعفري، الذي اعتاد على القمار.

أما عن مناسبة قصيدة “ما بالها ليس يثنيها تثنيها” فيروى بأن شهاب الدين التلعفري هو أحد شعراء العصر المملوكي، ولد في قرية يقال لها تل أعفر، وهي واقعة بين سنجار والموصل، ومن بعد ذلك انتقل إلى الموصل ودرس فيها، وعندما شب وأخذ يكتب الشعر، واشتهر شعره، أصبح واحدًا من شعراء صاحبها الملك الأشرف موسى الأيوبي، ولكنه وبعد أن اغتنى ابتلي بالقمار، وحاول الملك الأشرف ردعه عن ذلك، ولكنه لم ينثني، فقام بطرده من الموصل، فسافر إلى حلب، وهنالك تقرب من صاحبها الملك الناصر يوسف بن محمد الأيوبي، وأصبح نديمًا له، فقرر له الملك الناصر رسومًا تدفع له كل شهر، فكان كلما تأتيه يضيعها في القمار، فأمر الملك الناصر أن ينادى في المدينة أن من يلعب مع شهاب الدين القمار سوف تقطع يده، فتوقف الناس عن لعب القمار معه.

ومن بعد ذلك لم يعد يستطيع أن يقامر، فلم يتمكن من الاستمرار في المعيشة في حلب، وخرج منها، وتوجه إلى دمشق، وهنالك التقى بفتاة، وأحبها، ووقع في عشقها، وقال فيها العديد من القصائد، ومنها قوله:

ما بالُها ليسَ يَثنيها تثنَّيها
وَلا مَعاطِفُها بالعَطفِ تُغريها

إِذا دَنت ظَلَّ فَرطُ الدَّل يُبعدِهُا
وإن نأت باتتِ الأحلام تُدنيها

أبكي فتضحكُ من عُجبٍ ومِن عَجَبٍ
فالغيثُ والبرقُ في جفني وفي فيها

يا بانُ غُصنُكَ لِيناً ليسَ يُشبهُها
يا ليلُ بدرُكَ حُسناً ليسَ يحكيها

في خدَّها وردَةٌ للحُسنِ ناضرةٌ
لم يجنِ ذَنباً سوى من جاء يَجنيها

يتغزل الشاعر في حبيبته، ويقول بأنها جميلة كأنها وردة تسر الناضر إليها، وهو الذي ليس له ذنب سوى أنه اقترب منها، ورآها عن قرب.

يهنيكَ قُلبُ قُربٌ من معاصمِهِا
وأنت يَا عِقدُ مَسٌّ من تَراقيها

لو تنطِقُ الشَّمسُ قالت وهيَ صادقةٌ
ما فَّي فيها وما فَّي الذي فيها

هَبني أُماثِلُها نُوراً وفرطَ سناً
من أينَ أَملِكُ معنىً من معانيها

ولكنه وعلى الرغم من وقوعه في الحب لم يتمكن من ترك القمار، فكان يستجدي بشعره، وما يحصل عليه لقاءه يقامر به، فساءت حالته، وقرر الخروج من دمشق، فخرج وتوجه إلى حماة، وتقرب من صاحبها، وبقي فيها حتى توفي.

الخلاصة من قصة القصيدة: عندما أصبح شهاب التلعفري مقتدرًا، أصبح يقامر بنقوده، وبسبب ذلك تم طرده من الموصل، فغادر إلى حلب، وأعاد ما فعل في الموصل، ومن ثم انتقل إلى دمشق، واستمر على نفس العادة، ومن ثم انتقل إلى حماة، واستمر بممارسة القمار هنالك، وبقي فيها حتى توفي.

نبذة عن شهاب الدين التلعفري

هو هو شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مسعود الشيباني التلعفري، شاعر من شعراء العصر المملوكي.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: