قصة قصيدة ما علتي وأنا جلد نابل

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن عاصم بن ثابت:

عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح، صحابي من الأنصار، بايع الرسول صل الله عليه وسلم في بيعة العقبة، وكان ممَّن قاتلوا في غزوتي بدر وأحد، قتل في السنة الرابعة للهجرة في يوم الرجيع.

قصة قصيدة ما علتي وأنا جلد نابل:

أما عن مناسبة قصيدة “ما علتي وأن جلد نابك”، فيروى بأنه في يوم من أيام شهر صفر، وكان ذلك في العام الرابع بعد الهجرة، دخل على الرسول صلى الله عليه وسلم رجالًا من قومي عضل وقارة، وأخبره بأن الإسلام قد دخل في قبائلهم، وطلبوا منه أن يقوم ببعث من يقوم بتعليمهم الدين، ويقرأ عليهم القرآن، فبعث الرسول صل الله عليه وسلم معهم عشرة صحابة، وكان على رأسهم صحابي يدعى مرثد بن أبي مرثد غنوي، فساروا معًا متوجهين إلى هاتان القبيلتان، وبينما هم في طريقهم، وصلوا إلى ماء لقبيلة هذيل بالقرب من الحجاز يقال له الرجيع.

وبينما هم عند هذا الماء، رآهم رجال من هذيل وهم من بني لحيان، فألحقوا بهم مائة فارس، وتتبعوا أثرهم حتى أدركوهم، وأحاطوا بهم، وقالوا لهم بأن لهم العهد والميثاق بأن لا يقوموا بقتل أي رجل منهم إن هم نزلوا عن خيولهم ولم يقاتلوهم، ولكن مرثد، ومن معه من الصحابة رفضوا وقالوا لهم: والله إننا لا نقبل على أنفسنا أن نأخذ عهدًا من مشرك، فتقاتل الجمعان، حتى قتل مرثد ومن معه، وكان ممن كانوا مع مرثد صحابي يدعى عاصم بن ثابت، فكان وهو يقاتل، ينشد قائلًا:

ما علتي وأنا جلد نابل
والقوس فيها وتر عنابل

تزل عن صفحتها المعابل
الموت حق والحياة باطل

وكل ما حم الإله نازل
بالمرء والمرء إليه آئل

وهكذا استشهد مرثد ومن كان معه، عندما رفضوا أن يستسلموا للمشركين، وقد قال حسان بن ثابت شاعر الرسول صل الله عليه وسلم يرثي هؤلاء الشهداء:

صلى الإله على الذين تتابعوا
يوم الرجيع فأكرموا وأثيبوا

رأس السرية مرثد وأميرهم
وابن البكير أمامهم وخبيب

وقال يهجو بني لحيان لأنهم غدروا في هذه السرية:

إن سرك الغدر صرفاً لا مزاج له
فائت الرجيع فسل عن دار لحيان

قوم تواصوا بأكل الجار بينهم
فالكلب والقرد والإنسان مثلان

المصدر: كتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهاني


شارك المقالة: