قصة قصيدة من سره كرم الحياة فلا يزل

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة من سره كرم الحياة فلا يزل

أمّا عن مناسبة قصيدة “من سره كرم الحياة فلا يزل” فيروى بأن كعب بن زهير قد خرج في يوم من الأيام إلى المدينة المنورة لكي يقابل الرسول صل الله عليه وسلم، ويعلن أمامه أنه قد دخل في الإسلام، وقد كان قبل ذلك قد قام بهجاء الرسول صل الله عليه وسلم، كما فعل الكثير من الشعراء الكفار في زمانه، وقام الرسول بهدر دمائهم بسبب ذلك.

وعندما وصل إلى المدينة المنورة، توجه إلى الرسول، وجلس أمامه، وكان الرسول لم يقابله من قبل ذلك، فقال له كعب بن زهير: يا رسول الله إن كعب بن زهير قد أتاك ليستأمن منك، فهل تقبل منه إن قمت بإحضاره إليك، فقال له الرسول: نعم، فقال له كعب: أنا كعب بن زهير، وكان من بين الحاضرين جماعة من الأنصار، فوقف له رجل منهم، واستأذن الرسول صل الله عليه وسلم لكي يضرب له عنقه، فقال له الرسول: “دعْهُ عنك، فإنّهُ قدْ جاءَ تائباً نازِعاً عمّا كان عليه”، وبعد ذلك قام كعب بن زهير بمدح المهاجرين وهجاء الأنصار بقصيدة، قال فيها:

زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ
عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ

شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ
مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ

بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ
كَأَنَّها حَلَقُ القَفعاءِ مَجدولُ

يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم
ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ

لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ
قَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا

لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نُحورِهِمُ
ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُ

وبعد أن أسلم وحسن إسلامه، قام بمدح الأنصار في قصيدة، قال فيها:

مَن سَّرهُ كَرُمُ الحَياةِ فَلا يَزَل
في مِقنَبٍ مِن صالِحي الأَنصارِ

تَزِنُ الجِبالَ رَزانَةً أَحلامُهُم
وَأَكُفُّهم خَلَفٌ مِنَ الأَمطارِ

المُكرِهينَ السَمهَرِيِّ بِأَذرُعٍ
كَصَواقِلِ الهِندِيِّ غَيرِ قِصارِ

وَالناظِرينَ بِأَعيُنٍ مُحَمَرَّةٍ
كَالجَمرِ غَيرِ كَليلَةِ الإِبصارِ

وَالذائِدينَ الناسَ عَن أَديانِهِم
بِالمِشرَفِيِّ وَبِالقَنا الخَطّارِ

وَالباذِلينَ نُفوسَهُم لِنَبِّيِهِم
يَومَ الهِياجِ وَقُبَةِ الجَبّارِ

دَرِبوا كَما دَرِبت أُسودٌ خَفِيَّةٌ
غُلبُ الرِقابِ مِنَ الأُسودِ ضَواري

وَهُم إِذا خَوَتِ النُجومُ فَإِنَّهُم
لِلطائِفينَ السائِلينَ مَقاري

وَهُمُ إِذا اِنقَلَبوا كَأَنَّ ثِيابَهُم
مِنها تَضَوُّعُ فَأرَةِ العَطّارِ

وَالمُطعِمَونَ الضَيفَ حينَ يَنوبُهُم
مِن لَحمِ كومٍ كَالهِضابِ عِشارِ

وَالمُنعِمون المُفضِلونَ إِذا شَتَوا
وَالضارِبون عِلاوَةَ الجَبّارِ

نبذة عن كعب بن زهير

هو كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني أبو المضرب، شاعر من الشعراء المخضرمين، ولد في نجد، وتوفي في المدينة المنورة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: