قصة قصيدة هاجت عليك ديار الحي أشجانا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة هاجت عليك ديار الحي أشجانا

أمّا عن مناسبة قصيدة “هاجت عليك ديار الحي أشجانا” فيروى بأنه في يوم من الأيام رأى رجل يقال له زرارة ابنه مختالًا بنفسه، فجلس معه وقال له: يا بني لما أراك مختالًا بنفسك؟، والله لو أنك قد تزوجت من ابنة ذي الجدين، أو أنك قد أحضرت لي مائة من إبل النعمان، فقال له ابنه لقيط: والله يا أبي لن يمس رأسي الدهن، حتى أصنع الأمرين، ومن ثم خرج من الحي، وتوجه إلى قوم ذي الجدين وهم قوم شيبان، ودخل إليه وهو في مجلسه، وكان عنده جمع من قومه، فوقف وخطب منه ابنته أمام الجميع، فأعجب ذو الجدين بشجاعته وقال له: من أنت؟، فقال له: أنا لقيط بن زرارة، فقال له ذو الجدين: والله لا تبيتن اليوم إلا وأنت متزوج من ابنتي، فزوجه ابنته، ونام يومها في حيهم.

وفي صباح اليوم التالي، خرج من الحي، وتوجه إلى النعمان، وأخذ مائتين من إبلهم، وعاد متوجهًا إلى قومه، ودخل إلى أبيه، ومعه المائتي ناقة، وأخبره بأنه قد تزوج من ابنة ذي الجدين، وبينما هو في قومه بعث له ذو الجدين بابنته مع اخيها بسطام، فخرج يستقبلها، ومعه ابن عمه، وبينما كان ينتظرها أنشد قائلًا:

هاجت عليك ديار الحي أشجانا
واستقبلوا من نوى الجيران قربانا

تامت فؤادك لم تقض التي وعدت
إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا

فانظر قراد وهل في نظرة جزع
عرض الشقائق هل بينت أظعانا

فيهن جارية نضح العبير بها
تكسى ترائبها دراً ومرجانا

كيف اهتديت ولا نجم ولا علم
وكنت عندي نؤوم الليل وسنانا

واستقبلها وعاشت معه حتى توفي، فعادت إلى قومها، وتزوجت من ابن عم لها، وكانت تذكر لقيط كثيرًا، فقال لها زوجها في يوم: أي يوم رأيته فيه أحسن في عينك؟، فقالت له: في يوم خرج للصيد، وعاد إلى البيت وهو ممتلئ بالدماء، وعندما دخل ضمني إليه ضمة، فليتني مت بعدها.

نبذة عن لقيط بن زرارة التميمي

هو لقيط بن زرارة بن عدس الدارمي التميمي، وهو شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وكان فارسًا شجاعًا، كني بأبي دختنوس.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: