قصة قصيدة وشر سلاح المرء دمع يفيضه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وشر سلاح المرء دمع يفيضه:

أمّا عن مناسبة قصيدة “وشر سلاح المرء دمع يفيضه ” فيروى بأن الحملة الصليبية التي قامت بين عامي ألف وستة وتسعون ميلادي وألف وتسعة وتسعون ميلادي قد أدت إلى قيام أربع دول صليبية في بلاد المسلمين، وهي الرها وأنطاكية وطرابلس وبيت المقدس، ولكن نجاح الصليبيين بإنشاء دولهم الأربعة لم يكن بسبب خطة محكمة ساروا على نهجها، ولم يكن بسبب إرادتهم القوية، بل كان بسبب إنقسام المسلمين، وتفرقهم عن بعضهم البعض.

وعندها وجد المسلمون أنفسهم ورايات أعدائهم ترفرف فوق رؤوسهم، وهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً حيال ذلك، وكانت دمائهم تسيل أمام سيوف أعدائهم ، وكل ذلك تحت أعين الخليفة العباسي في ذلك الوقت، وتآمر رجال الدولة عليه، وخيانة البعض للدولة الإسلامية، واكتفى المسلمون بالبكاء على ما يحدث لهم، وقد أنشد في خبر ذلك الشاعر أبو المظفر الأبيوردي، قائلًا:

وشر سلاح المرء دمع يفيضه
إذ الحرب شبّت نارها بالصوارم

وكيف تنام العين مـلء جفونها
على هفوات أيقظـت كل نـائم

وإخوانكم بالشام أضحى مقيلهم
ظهور المذاكِي أو بطون القَشاعِم

تسومهم الرومُ الهوانَ وأنتمُ
تجرون ذيل الخفض فعل المُسالم

أرى أمتي لا يشرعون إلى العدى
رماحهم والدين واهي الدعائم

أترضى صناديد الأعاريب بالأذى
ويغضي على ذل كماة الأعاجم

وكان الحاكم الصليبي روجر دي سالرنو والذي كان يحكم أنطاكية، قد قرر عندما رأى ما عند المسلمين في وقتها من تخاذل وخوف، أن يقاتلهم، وقاتلهم في معركة تل دانيث، وهزمهم يومها هزيمة نكراء، ممّا أدى إلى أن قام أهلها بالاستنجاد برجل يدعى نجم الدين إيلغازي بن أرتق، وهو صاحب ماردين في شمال الشام، فتحالف مع طغتكين البوري حاكم دمشق، وجمع ما يزيد على العشرين ألف رجل، واستطاع أن يسيطر على حلب، مما أدى إلى تخوف الصليبين، وقرروا أن يبعثوا إليه ويطلبوا المصالحة، مقابل تحرير أسرى المسلمين الذين عندهم، فوافق ولكن على شرط أن لا يساعدوا حاكم أنطاكية في حال تقاتل معه، ووافقوا على ذلك.

وعندما شعر حاكم أنطاكية بالخطر، بعث إلى ملوك باقي الدول الصليبية طالبًا منهم المساعدة، وانتظر رجالهم خارج أنطاكية، ولكن جواسيس إيلغازي نقلوا له بأن حاكم أنطاكية يجهز له، فجهز للقتال، وفاجأ الصليبين وقتل منهم الآلاف ومن بينهم روجر حاكم أنطاكية، وعرفت هذه المعركة باسم ساحة الدم، بسبب العدد الكبير من القتلى.

نبذة عن أبو المظفر الأبيوردي:

هو أبو المظفر محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد الأبيوردي، أديب وشاعر عاش في القرن الخامس الهجري.

المصدر: كتاب " البداية والنهاية " تأليف ابن كثيركتاب " ديوان الابيوردي " تاليف ابي المظفر محمد احمد اسحاقكتاب " الشعر والشعراء " تأليف ابن قتيبة كتاب " الاغاني " تأليف أبو فرج الاصفهاني


شارك المقالة: