قصة قصيدة - وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصيدة “وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل”

عرف الحطيئة أنه شاعرًا متكسبًا فكان يقول الشعر لكي يكسب المال فكان يقوله بحرفةٍ وبراعةٍ، فهذه القصيدة قصتها هي قصة كرم فربما تكون قصة خيالة؛ لكي يرسم للناس مثلاٌ أعلى بالكرم أو يكون هو الضيف نفسه.

وطاوي ثلاثٍ عاصب البطن مرمل
ببيداءَ لم يعرف بها ساكنٌ رسما

أخي جفوة فيه من الإنس وحشةٌ
يرى البؤس فيها من شراسته نُعمى

وأفرد في شِعب عجوزًا إزاءها
ثَلاثَـةُ أَشبـاحٍ تَخالُهُـمُ بَهمـــا

حُفاةً عُراةً ما اغتذَوا خبز مَلّة
ولا عرَفوا للبُرّ مذ خُلقوا طعما

وهنا يعرض قصة شعرية رائعة لكي يصور معاني الكرم ففي الأبيات الأربعة الأولى يصف حياة رجل كريم يعيش مع عائلته بالصحراء المخيفة في حالة بؤس وفقر.

عندما رأى الحطيئة هذا المنظر قال في الأعرابي أنه رجل عزيز النفس لم يأكل الطعام منذ بضعة أيام فقد يعيش بالصحراء حالة الفقر لا يوجد فيها عمران من كثرة فقر حالته يستحي أن يعيش وسط الناس فقط يحسها ثقيلة على قلبه؛ لأنه في رأيه هذه العيشة في الصحراء أرحم من حسنة الناس علي وهذا يدل على عزة نفسه.

قد أسكن هنا في منطقة منعزلة مع أولادي الثلاثة “كأنهم صغار الغنم لأنهم حفاة عراة لا يعرفون كيف العيشة ولا يعرفون أيضاً طعم الأكل ولا حتى طعم الخبز” وزوجتي أيضاً.

وفي ليلة من الليالي أتى عليه رجلاً ضنه شبحًا ولكن عندما علم أنه ضيف بدأ يناجي ربه قائلاً: يا رب هذا الضيف سوف يبيت الليلة عندي وليس لي شيء من الطعام أقدمه له وعندما رأى الولد ما فيه والده من حيرة فقال له: يا أبي! اذبحني وقدم له الطعام فقط أتى هذ الضيف عندنا فظننا الضيف أننا نملك المال فنشر ذمنا بين الناس وبعد ذلك استجاب ربه حتى إطلالة قطيع الحُمُر الوحشية تطلب الماء، ولا ينسى هنا أن ينوّه لإنسانيته، حيث تركها إلى أن روت عطشها، ثم اصطياد إحداها وتقديم الطعام للضيف.

رأى شبحًا وسط الظّلام فراعه
فلمّأ بدا ضيفًا تشمّر واهتمّا

وقال: هيا ربّاه ضيفٌ ولا قِرى
بحقّك لا تحرمْه تا اللّيلةَ اللّحما

فقال ابنه لمّأ رآه بحَيْرة:
أيا أبتِ اذبحني ويسّرْ له طعما

ولا تعتذرْ بالعُدم علّ الذي طرا
يظنّ لنا مالًا فيوسعنا ذمّا

فروّى قليلًا ثم أحجم برهةً
وإن هو لم يذبح فتاه فقد همّأ

فبينا هما عنّت على البعد عانة
قد انتظمت من خلف مِسحلها نظما

عِطاشًا تريد الماء فانساب نحوها
على أنّه إلى دمها منه أظما

فأمهلها حتى تروّت عِطاشها
فأرسل فيها من كنانته سهما

فخرّت نحوصٌ ذات جحش سمينةٌ
قد اكتنزت لحمًا وقد طَبّقت شحما

فيا بِشرهُ إذ جرّها نحو أهله
و يا بِشرهم لمّأ رأَوا كَلمها يَدمى

وباتوا كِرامًا قد قضَوا حقّ ضيفهم
وما غرموا غُرمًا وقد غنموا غُنما

وبات أبوهم من بشاشته أبًا
لضيفهمُ والأم من بِشْرها أمّأ

شرح قصيدة وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل

  • وطاوي ثلاث: جائع من ثلاث ليالٍ.
  • عاصب البطن: يشدّ بطنه بخرقة من شدة الجوع.
  • مرمل: نفذ زاده.
  • ببيداء: في صحراء.
  • لم يعرف بها ساكن رسما: لم يسكنها أحد قط.

معنى قصيدة وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل

يصف البيت حال رجلٍ شديد الجوع، قد مضت عليه ثلاث ليالٍ لم يأكل فيها شيئًا، حتى اضطرّ إلى شدّ بطنه بخرقة من شدة الجوع. وهو الآن يمشي في صحراء قاحلة لم يسكنها أحد قط، بحثًا عن الطعام أو الماء.

تحليل قصيدة وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل

  • البيت من قصيدة للحطيئة، شاعر عربي مشهور عاش في القرن السابع الميلادي.
  • يُعدّ البيت من أجمل أبيات الشعر العربي، حيث يصور بوضوح شدة الجوع وحال الفقر التي يعيشها الشاعر.
  • يستخدم الشاعر في البيت العديد من الصور البلاغية، مثل الاستعارة والمجاز، لجعل المعنى أكثر وضوحًا وتأثيرًا.

شارك المقالة: