شرح قصيدة ولما تلاقينا

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالشاعر قيس بن الملوح

شاعر هذه القصيدة هو قيس بن الملوح، ولد في سنة 645 ميلادي في نجد، وكان لقبه مجنون ليلى؛ لأنَّه أحب ليلى العامرية وعشقها وكان قد تربى منذ نعومة الأظافر مع ليلى، فعُرف عنه شاعر الغزل العربي، حيث توفي قيس بن الملوح سنة 688 ميلادي، حيث تم العثور عليه مُلقى بين الحجار ميتاً فقد كتب بيتين من الشعر نقشها على الحجر بيديه، قائلاً:

توسّد أحجار المهامه والقفر
ومات جريح القلب مندملَ الصدر

فيا ليت هذا الحبّ يعشقُ مرةً
فيعلم ما يلقى المحبُّ من الهجر

لقب مجنون ليلى

عُرف قيس بن الملوح بلقب “مجنون ليلى” لِعِظَمِ حُبِّهِ لها، ولِما عاناه من مشاعر الألم والهجر والفراق.

ولما تلاقينا على سفح رامة شرح

تروى قصة “ولّما تلاقينا” أن الشاعر قيس بن الملوح أراد أن يسافر ليبحث عن عمل ويجد رزقه، كما كان يريد أن ينشر شِعره، فأتت عليه ليلى العامرية وسألته: إلى أين أنتَ ذاهب؟، فأجابها: أريد أن أسافر لأنشر شِعري وأبحث عن رزقي، ثم سألته: متى سوف تعود؟، فرد عليها وقال لا أعرف.

ومرّت الأيام والسنين ثم عاد وعندما عاد ذهب لكي يرى محبوبته ليلى فوجد لون أطراف أصابع ليلى أحمر، وكان يعرف في الزمن القديم أنَّ من تقوم بوضع الحنة على يديها تكون مخطوبة، فحدث بينهم حوار طويل فقال لها: ماذا حصل يا ليلى بعد فراقي؟ وهل حنيتي يديكِ وخطبتي؟، فقالت له بشوقٍ: لا ولكنَّني منذ أن سافرت وأنا أبكي على فراقك دماً حتى ابتلَّ التراب وكنت أمسح دموعي حتى تحنّت كما ترى، فقام بكتابة قصيدةً ليصف بها الموقف وكانت الكلامات ذات معانٍ عذبة وتتسم بالرّقة والإحساس، حيث قال:

و لمَا تلاقينا على سفح رامةٍ
وجدتُ بنان العامريَة أحمرا


فقلت خضبت الكفّ بعد فراقنا؟!
فقالت: معاذ الله، ذلك ما جرى


ولكنّني لـما وجدتك راحلا
بكيت دماً حتى بللــت به الـثرى


مسحت بأطراف البنان مدامعي
فصار خضاباً في اليدين كــما ترى

قيس بن الملوح شاعرٌ عاش قصة حب خالدة، وترك لنا إرثًا غنيًا من الشعر الغزلي.

اقرأ المزيد عن قيس بن الملوح: قيس بن الملوح.


شارك المقالة: