قصة قصيدة وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم:

أمّا عن مناسبة قصيدة “وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم” فيروى بأنه في يوم كان الحارث بن عوف وهو أحد سادات العرب جالسًا مع خارجة بن سنان، وقال له: هل هنالك من العرب أحد يردني إن خطبت منه؟، فقال له: نعم، إنّه أوس بن حارثة الطائي، فقال له الحارث: هيا بنا نذهب إليه، وركبوا وتوجهوا إلى بيته، ودخلوا عليه، فقال لهم: مرحبًا بكم، ما الذي أتى بكم، فقال له الحارث: لقد جئت أخطب إحدى بناتك، فلم يرد عليه أوس، وانصرف من الغرفة وهو غاضب، وذهب إلى زوجته، فقالت له: من الذي دخل عليك؟، فقال لها: هو الحارث بن عوف، وقد اتى يخطب من عندنا، وبذلك فهو أهانني، فقالت له زوجته: أوليس هو سيد العرب؟، وإذا لم تقبل به زوجًا لابنتك فبمن ستقبل؟، عليك أن تلحق به وتعيده إلى البيت.

فلحق أوس بالحارث، وأوقفه، وقال له: لقد كنت غاضبًا من أمر حينما أتيتني، وعلى ذلك فإني أعتذر منك، فعد معي، ولك الذي طلبته، فعاد معه الحارث وهو مسرور، وعندما وصلوا المنزل ودخلوا، طلب أوس من زوجته أن تستدعي ابنته الكبرى، وعندما دخلت، قال لها: إنّ هذا الحارث بن عوفد ،قد حاء يطلبك للزواج، فهل تقبلين به زوجًا لك؟، فقالت له: لا تفعل، فأنا لست ذات جمال، ولساني حاد، ولست من أقربائه فيتحملني، ولا يسكن بالقرب منك، فيستحي منك، وإن رأى في ما يبغض فسوف يطلقني، فقال لها أباها: بارك الله فيك يا بنيتي، وأمرها أن تغادر وأن تبعث أختها الثانية.

وعندما دخلت ابنته الثانية، قال لها: إني قد عرضت على أختك أن تتزوج من الحارث بن عوف، ولكنّها رفضت، فما تقولين أنتي؟، فقالت له: إني ذات جمال، وأخلاقي رفيعة، فقال لها أباها: بارك الله فيكي، ودخل على الحارث، وقال له: لقد زوجتك من ابنتي هنيسة، فتزوج منها، وعندما دخل عليها وهي ما زالت في بيت أهلها، وحاول أن يمسك بيدها، قالت له: أتفعل هذا في بيت أبي وإخوتي، والله إن هذا لا يجوز.

وبينما هم عائدون إلى مدينته، حاول أن يقترب منها، فقالت له: أتفعل بي كما يفعل الرجل بسبيته، والله إنّ هذا لا يجوز، فقال في نفسه: والله إنّي أراها عاقلة، وعندما دخل إلى مدينته، أمر بنحر الإبل والغنم، ثم دخل عليها، ولكنها رفضت، وقالت له: وهل يجوز أن تتفرغ للزواج والعرب يتقاتلون؟، فقال لها: وما الذي علي أن أفعله؟، فقالت له: أصلح بين العرب فأنت سيدهم، فقال لها: والله إن رأيك لسديد، فخرج يصلح بين العرب، هو وهرم بن سنان، وعندما أتم ذلك، عاد إلى زوجته، فقالت له: أما الآن فنعم.

وقد قال زهير بن أبي سلمى يمدح الحارث بن عوف، وهرم بن سنان، بسبب إنهائهما للحرب:

وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ

مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً
وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ

فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها
وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ

فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُم
كَأَحمَرِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِمِ

نبذة عن الشاعر زهير بن أبي سلمى:

هو زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رباح المزني، حكيم الشعراء في الجاهلية، وأحد أصحاب المعلقات.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب " الأغاني" تأليف أبو فرج الاصفهانيكتاب "ديوان زهير بن أبي سلمى" شرح وتقديم حسن علي فاعوركتاب " البدية والنهاية " تأليف ابن كثير


شارك المقالة: