قصة قصيدة يا طلل الحي بذات الصمد

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا طلل الحي بذات الصمد

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا طلل الحي بذات الصمد” فيروى بأنه في يوم من الأيام، خرج بشار بن برد من منزله، وتوجه إلى مجلس عقبة بن سلم الهنائي، ودخل إلى المجلس، وجلس مع عقبة بن سالم، وكان من بين الحاضرين في المجلس شاعر يقال له عقبة بن رؤبة بن العجاج، وبينما هم جالسون يتسامرون، وقف عقبة بن رؤبة، وبدأ ينشد أرجوزة له، فأعجب بشار بن برد بما سمع منه، ولاحظ عليه عقبة رؤبة إعجابه بالأرجوزة، فقال له: يا أبا معاذ، إني لم أعهد بأن هذا النوع من الشعر يعجبك أنت ونظرائك، وعندما سمع ذلك بشار غضب منه، وقال له: أتقول عني هذا؟، والله إني لأشعر منك ومن أبيك ومن أبيه من قبله، ثم اتجه صوب عقبه بن سلم الهنائي، وأنشده أرجوزة قال فيها:

يا طَلَلَ الحَيِّ بِذاتِ الصَمدِ
بِاللَهِ حَدِّث كَيفَ كُنتَ بَعدي

أَوحَشتَ مِن دَعدٍ وَنُؤيِ دَعدِ
بَعدَ زَمانٍ ناعِمٍ وَمَردِ

عَهداً لَنا سَقياً لَهُ مِن عَهدِ
إِذ نَحنُ أَخيافٌ بِما نُؤَدّي

يُخلِفنَ وَعداً وَنَفي بِوَعدِ
فَنَحنُ مِن جَهدِ الهَوى في جَهدِ

نَلهو إِلى نَورِ الخُزامى الثَعدِ
في زاهِرٍ مِن سَبِطٍ وَجَعدِ

ما زالَ مِن حَرجِ الصَبا في رَندِ
يَختالُ في ماءِ النَدى المُنَدّي

حَتّى اِكتَسى مِثلَ عُيونِ البُردِ
رَوضاً بِمَغنى واهِبِ بنِ فِندِ

أَهدى لَهُ الدَهرُ وَلَم يَستَهدِ
أَفوافَ أَنوارِ الحَداءِ المُجدي

يَلقى الضُحى رَيحانُهُ بِسَجدِ
بُدِّلتُ مِن ذاكَ بُكىً لا يُجدي

آذَنَ طِلباتُ الصِبى بِصَدِّ
طالَبَني أَمرٌ وَلَيسَ يُجدي

فأعجب به عقبة، وقال لعقبة بن رؤبة: والله ما إنك لم تقل لا أنت ولا أبوك ولا جدك شعرًا مثل هذا، ومن ثم أمر بأن يكرموا بشار، ويعطوه العطايا جزاءً له عل ما قال من شعر.

نبذة عن بشار بن برد

هو بشار بن برد بن يرجوخ (وقيل بهمن) العقيلي، كان يكنى بأبي معاذ، ولد في مدينة البصرة في عام ستة وتسعون ميلاديه، وعاصر نهاية الدولة الأموية، وبداية الدولة العباسية، وعاصر الخليفة المهدي، وقام بمدحه، ومن ثم هجاه، لأنه لم يعطه شيئًا مقابل مدحه له، فقتله الخليفة بسبب ذلك في عام مائة وثمانية وستون ميلادية في بغداد.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: