قصة مانكا الذكية

اقرأ في هذا المقال


قصة مانكا الذكية أو (Clever Manka) هي قصة خيالية للكاتب باركر فيلمور مؤلف كتاب (The Laughing Prince)، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي.

الشخصيات:

  • المزارع.
  • زوجة المزارع.
  • مانكا.
  • الراعي.
  • رئيس البلدية.

قصة مانكا الذكية:

في يوم من الأيام  كان هناك مزارع ثري وهو بخيل جداً، وكان عديم الضمير حيث كان دائمًا يربح صفقاته الصعبة، وكان دائمًا يتفوق على جيرانه الفقراء، كان أحد هؤلاء الجيران يعمل راعياً متواضعاً ومقابل عمله كراعي كان عليه أن يحصل من المزارع على بقرة كأجر له، وعندما جاء موعد الدفع رفض المزارع إعطاء الراعي البقرة، واضطر الراعي إلى عرض الأمر على رئيس البلدية واشتكى عليه عنده.

كان العمدة شابًا ولم يكن لديه خبرة كبيرة، استمع إلى كلا الجانبين وعندما كان يفكر بالقضية برأسه قال: بدلاً من البت والحكم في هذه الحالة، سأضع لغزًا لكما وسيحصل الرجل الذي يقدم أفضل إجابة على البقرة، هل وافقتما؟ قبل المزارع والراعي هذا العرض وقال رئيس البلدية: حسنًا، ها هي الأحجية، ما هو أسرع شيء في العالم؟ وما هو أحلى شيء؟ وما هو الأغنى؟

فكرا في إجاباتكما وقدماها لي في نفس الساعة غدًا، عاد المزارع إلى المنزل في حالة حزينة، وهو يقول: أيّ نوع من الناس هذا  العمدة، لو كان قد سمح لي بالاحتفاظ بالبقرة، كنت سأرسل له سلة مليئة من الكمثرى، لكنّني الآن في طريقة غير عادلة لفقد البقرة، لأنّني لا أستطيع التفكير في أي إجابة على لغزه الغبي، فقالت زوجته: ما الأمر يا زوجي؟

فقال بحزن: إنّها تلك المدينة الجديدة، كان من الممكن أن يعطيني العجوز البقرة بدون أي جدال، لكنّ هذا الشاب يفكر في البت في القضية من خلال سؤالنا عن الألغاز، وعندما أخبر زوجته ما هو اللغز، قالت له بشدة بإخباره أنّها تعرف الإجابات في الحال، قالت: يا زوجي العزيز، يجب أن تكون فرسنا الرمادية أسرع شيء في العالم، وأنت تعرف نفسك لا شيء يمرّ أمامنا على الطريق قبلها.

أمّا أحلى هل تذوقت عسل أحلى من عسلنا؟ وأنا متأكد من أنّه لا يوجد شيء أكثر ثراءً من صندوقنا من البنسات الذهبية الذي وضعناه خلال الأربعين عامًا، كان المزارع سعيداً، وقال بفرح: أنت على حق، أنت على حق! تلك البقرة ستبقى لنا، في تلك الأثناء كان الراعي عندما عاد إلى المنزل حزينًا، كان لديه ابنة فتاة ذكية تدعى مانكا، قابلته عند باب كوخه وسألته: ماذا حدث يا أبي؟

ماذا قال رئيس البلدية؟ تنهد الراعي وقال: أخشى أنني فقدت البقرة، وضع رئيس البلدية لنا لغزًا وأنا أعلم أنني لن أحرزه أبدًا، قالت مانكا: ما هو، ربما يمكنني مساعدتك؟ لذا أعطاها الراعي اللغز وفي اليوم التالي عندما كان ينطلق إلى العمدة، أخبرته مانكا ما هي الإجابات التي يجب قولها، وعندما وصل إلى منزل رئيس البلدية، كان المزارع قد وصل بالفعل إلى هناك وهو يفرك يديه ويشعر بالأهمية والفرح.

طرح رئيس البلدية اللغز مرة أخرى ثمّ سأل المزارع عن إجاباته، فقال المزارع: أسرع شيء في العالم يا سيدي العزيز هي فرسي الرمادية، بالطبع لأنّه لا يوجد حصان آخر يمر بنا على الطريق ويجتازنا، والأكثر حلاوة هو العسل من خلايا النحل خاصتنا، وأغنى شيء هو صندوق بنساتي الذهبي، ثمّ شبّك المزارع يديه وابتسم منتصرًا، فقال العمدة الشاب بجفاف: هممم.

ثمّ سأل: ما أجوبة الراعي؟ انحنى الراعي بأدب وقال: أسرع شيء في العالم هو الفكر حيث أنّه يمكن للفكر أن يقطع أي مسافة في غمضة عين، وأحلى شيء هو عندما ينام الرجل وهو متعبًا وحزينًا ما أحلى الراحة حينها، وإنّ أغنى شيء هو الأرض لأنّه من الأرض تأتي كل ثروات العالم، فقال رئيس البلدية: حسناً، البقرة تذهب إلى الراعي.

وبعد ذلك قال رئيس البلدية للراعي: أخبرني الآن من أعطاك هذه الإجابات؟ أنا متأكد من أنها لم تخرج من رأسك أبدًا، فاعترف بأنّها أتت من ابنته مانكا، فأرسل رئيس البلدية اختبار آخر لذكاء مانكا، وهو عشر بيضات أعطاها للراعي وقال: خذ هذا البيض إلى مانكا وأخبرها أن تفقسها غدًا وأن تحضر لي الكتاكيت، وعندما وصل الراعي إلى المنزل وأعطى مانكا رسالة العمدة.

ضحكت مانكا وقالت: خذ حفنة من الحبوب وارجع إلى العمدة، وقل له: ابنتي ترسل لك هذه الحبوب تقول إنّك إذا زرعتها وحصدتها غدًا، فستحضر لك الكتاكيت العشر ويمكنك إطعامها بالحبوب الناضجة، وعندما سمع رئيس البلدية هذا، ضحك بحرارة، وقال للراعي: هذه بنتك الذكية، إذا كانت لطيفة بقدر ما هي ذكية، أعتقد أنّني أود الزواج منها، وقل لها أن تأتي لرؤيتي.

لكن عليها أن لا تأتي في النهار ولا في الليل، ولا تركب ولا تمشي، ولا ترتدي ملابسها ولا تكون عارية، وعندما تلقت مانكا هذه الرسالة انتظرت حتى الفجر التالي عندما ذهب الليل ولم يحن النهار بعد، ثمّ لفت نفسها بشبكة صيد، وألقت إحدى ساقيها على ظهر ماعز وأبقت إحدى قدمها على الأرض، وذهبت إلى منزل رئيس البلدية،  ولم تكن ترتدي ملابس بل شبكة صيد السمك وهي ليست ملابس.

ولم ترتدي ملابسها وكانت مغطاة بشبكة صيد، ولم تمش لأنّها ذهبت وكانت هناك ساق واحدة ملقاة على عنزة، ولم تركب لأنّها كانت تمشي على قدم واحدة، وعندما وصلت إلى منزل رئيس البلدية صرخت: ها أنا ذا وقد جئت لا ليلًا ولا نهارًا، لا أركب ولا أمشي، ولا أرتدي ملابسي ولا عاريًا، كان رئيس البلدية الشاب سعيدًا جدًا بذكاء مانكا وكان مسرورًا جدًا بمظهرها الجميل لدرجة أنه تقدم لها في الحال وتزوجها في وقت قصير.

وقال: لكن يا عزيزتي مانكا لا يجب عليك استخدام ذكاءك على حسابي، لن أجعلك تتدخل في أي من أعمالي، وإذا قدمت نصيحة لأي شخص يأتي إلي لإصدار الحكم عليه، فسوف أخرجك من منزلي في الحال وأرسلك إلى المنزل إلى والدك، وكل شيء سار بشكل جيد لبعض الوقت، وعملت مانكا على تدبير منزلها وكانت حريصة على عدم التدخل في أي من قضايا رئيس البلدية.

ثمّ في أحد الأيام جاء مزارعان إلى العمدة لتسوية خلاف بينهما، وكان أحد المزارعين كان يمتلك فرسًا ولدت في السوق، وكان الجحش قد ركض تحت عربة المزارع الآخر، وادعى مالك العربة أن الجحش ملكه، قال رئيس البلدية بلا مبالاة: الرجل الذي وجد الجحش تحت عربته هو بالطبع مالك الجحش، وعندما كان مالك الفرس يغادر منزل رئيس البلدية التقى بمانكا وتوقف ليخبرها عن القضية.

شعرت مانكا بالخجل من زوجها لأنه اتخذ قرارًا بهذا الحماقة وقالت للمزارع: عد بعد ظهر اليوم بشبكة صيد ومددها عبر الطريق الترابي، و عندما يراك رئيس البلدية سوف يخرج ويسألك عما تفعله، قل له أنك تصطاد سمكة وعندما يسألك كيف تتوقع أن تصطاد سمكة في طريق ترابي، أخبره أنّه من السهل عليك أن تصطاد سمكة في طريق ترابي كما هو الحال بالنسبة لعربة أن تصطاد مهر.

ثم سيرجع إليك الجحش، لكن تذكر شيئًا واحدًا: يجب ألا تدعه يكتشف أنني أنا من أخبرتك بفعل هذا، وفعل الرجل كما أخبرته، ثمّ تعرف رئيس البلدية على الرجل على أنه صاحب الفرس وكان عليه أن يعترف بأنّ ما قاله صحيح، وقال له: قل لي من أخبرك بهذا، لم تفكر في الأمر بنفسك، وعندما اكتشف أنّ مانكا كانت صاحبة هذا الكلام، جعله غاضباً جداً، وعندما دخل المنزل نادى بزوجته.

وقال: هل نسيت ما قلته لك إذا تدخلت في عملي؟ لا يهمني سماع أي أعذار، يمكنك أن تأخذي معك الشيء الوحيد الذي تفضليه في منزلي وتغادري، فقالت: سأفعل كما تقول، وسأعود إلى المنزل إلى كوخ والدي وأخذ معي الشيء الوحيد الذي أحبه أكثر في منزلك، لكن لا تجعلني أذهب إلا بعد العشاء، أود أن أتناول وجبة أخيرة معك، وافق رئيس البلدية على ذلك وأعدت مانكا عشاءًا جيدًا من جميع الأطباق.

كان العشاء جيدًا لدرجة أنه أكل وزاد شربه حتّى نعس أخيرًا وسقط نائمًا على كرسيه، ثمّ دون إيقاظه نقلته مانكا إلى العربة التي كانت تنتظر نقلها إلى منزل والدها، وفي صباح اليوم التالي عندما فتح رئيس البلدية عينيه، وجد نفسه مستلقيًا في كوخ الراعي، وقال: ماذا يعني هذا؟ قالت مانكا: أنت تعلم أنك أخبرتني أنني قد آخذ معي الشيء الوحيد الذي أحببته أكثر في منزلك، لذلك بالطبع أخذتك، هذا كل شيء.

فرك رئيس البلدية عينيه بدهشة، ثمّ ضحك بصوت عالٍ كيف تغلبت عليه مانكا، وقال: أنت ذكية جدًا بالنسبة لي، تعالي يا عزيزي لنعد إلى المنزل، لذا صعدوا عائدين إلى العربة وذهبوا إلى المنزل.

المصدر: Clever Manka


شارك المقالة: