قصة ياليري براون

اقرأ في هذا المقال


قصة ياليري براون أو (Yallery Brown) هي قصة خيالية للكاتب جوزيف جاكوبس، وهي من الحكايات الخيالية الإنجليزية من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية، تطور هذا الفولكلور على مدى قرون من خلال تقليد سرد القصص وهو فريد من نوعه.

الشخصيات:

  •  ياليري براون.
  • توم.

قصة ياليري براون:

ذات مرة كان هناك فتى صغير يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا يُدعى توم تيفر يعمل في مزرعة، وفي أحد أيام الأحد كان يسير عبر الحقل الغربي حيث كانت ليلة يوليو جميلة دافئة وساكنة وكان الهواء مليئًا بالأصوات الصغيرة كما لو أنّ الأشجار والعشب كانت تثرثر مع نفسها، وفجأة سمع أمامه صوت يبكي، وبدأ يبحث في كل مكان عن المخلوق المسكين، قال لنفسه: لا بد أنّه طفل سالي براتون.

والتي كانت دائمًا امرأة طائشًة ولم تعتني به أبدًا، وعلى الرغم من بحثه في كلّ مكان عن الطفل الذي توقعه، لم يستطع أن يرى شيئًا، ثمّ أصبح النحيب والبكاء أعلى وأقوى، واعتقد أنه سمع صوتاً بأذنيه، وكان يقول كلمات ممزوجة بالبكاء: اوه! الحجر، الحجر الكبير! الحجارة في الأعلى، فتساءل أين يمكن أن يكون الحجر، ونظر مرة أخرى وهناك كان هناك حجر كبير مسطح بالقرب من قاع السياج مدفونًا تقريبًا في الطين.

ومختبئًا في الأعشاب، فنزل على ركبته واقترب من ذلك الحجر وسمع مرة أخرى حيث جاء صوت النحيب أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، ولكنّه كان متعباً ويقول مرة أخرى: الحجر في الأعلى، لم يستطع توم تحمل هذا بعد، وقام كالمجنون يحفر حول الحجر بيديه، وفي الحال وجد مع نثر التربة الرطبة والعشب المتشابك، وهناك في الحفرة كان يرقد شيء صغير على ظهره، ويومض القمر وفي وجهه.

وكان بحجم طفل يبلغ من العمر عامًا، لكنّه كان لديه شعر طويل ولحية ملتوية حول جسمه، وكان شعره كله لامعًا، لكنّ وجهه كان عجوزاً وكأنّ عمره مئات السنين، كان مجرد كومة من التجاعيد، وله اثنتان من العيون السوداء اللامعة في المنتصف مع الكثير من الشعر اللامع، وكانت يديه وقدميه العاريتين بنية مثل وجهه، وكانت الدموع على خده، وبدا هذا الشيء الصغير مندهشًا في ضوء القمر وهواء الليل، ثمّ نظر إلى الأعلى في وجه توم، وقال: أنت فتى صالح!

وكان صوته رقيقًا مثل تغريد الطيور، لمس توم قبعته وبدأ يفكر في ما يجب أن يقوله، ثمّ قال له المخلوق مرة أخرى: لا داعي لأن تخاف مني، لقد صنعت لي معروفاً أفضل مما تتوقع يا صديقي، وسأقدم أي شيء من أجلك، ثمّ قال بأسرع ما يمكن: أنا لست مزعجًا، لكن من الأفضل ألا تسألني ما أكون عليه، وعلى أي حال أنا صديق جيد لك.

بدا توم لطيفًا جدًا، وتحدث بشكل جيد، لكنّه تجرأ على السؤال عن اسم ذلك المخلوق الغريب، فقال الغريب وهو يشد لحيته: أنا، وفكر قليلاً ثمّ قال: اسمي ياليري براون صديقك يا صديقي، فقال توم: شكرًا لك يا سيد، والآن، أنا في عجلة من أمري هذه الليلة، فقال له المخلوق: لكن أخبرني سريعًا ماذا سأفعل لك؟ هل تريد أن تحصل على زوجة؟ يمكنني أن أعطي لك أفضل زوجة في المدينة.

سأعطيك الذهب بقدر ما تستطيع، أو هل تريد المساعدة في عملك؟ قل فقط ما تريد، حكّ توم رأسه وقال: بالنسبة للزوجة ليس لدي رغبة في ذلك، وبالنسبة للذهب ربما أريده، ولكن العمل هناك ما لا يمكنني تحمله في العمل، وإذا قدمت لي يد العون فيه فسأشكرك، فقال ياليري براون: سأساعدك، ولكن إذا بقيت تشكرني فلن تراني أبدًا، لا أريد شكرًا وداس قدمه الممتلئة على الأرض وبدا شريرًا مثل الثور الهائج.

ثمّ هدأ وتابع: إذا احتجت إلى المساعدة، أو وقعت في مشكلة، قل فقط ياليري براون تعال أريدك، وسأكون معك في الحال، والآن تصبح على خير، وسرعان ما اختفى المخلوق الصغير، فذهب توم إلى المنزل ونام، وبحلول الصباح كان قد نسي كل شيء تقريبًا، لكن عندما ذهب إلى العمل، لم يكن هناك ما يفعله! لقد تمّ القيام بالعمل بدلاً منه، وتمّ تنظيف الاسطبلات، وكل شيء في مكانه الصحيح، ولم يكن لديه ما يفعله سوى الجلوس ويداه في جيوبه.

وهكذا استمر الأمر يومًا بعد يوم، قام ياليري براون بكل الاعمال بدلاً من توم، ولم ير ياليري براون قط في وضح النهار فقط كان يراه في الظلام وهو يقفز، في البداية كان الأمر جيدًا للغاية بالنسبة لتوم لا شيء يفعله ويدفع ثمنه، ويومًا من الأيام رأى الصبيان أصدقاء توم ياليري براون يقفز في الليل تقريبًا، ورأوا الإسطبل ينظف بدون أيدي، ورأوا أن عمل توم قد أنجز من أجله.

فذهبوا إلى صاحب العمل وأخبروه بأمر توم، وهكذا سارت الأمور من سيء إلى أسوأ، ولم يعد توم يستطيع أن يفعل شيئًا بنفسه، واعتقد أنه يريد ان يقوم بعمله الخاص بنفسه حتّى يتركه ياليري براون وشأنه، لكنّه لم يستطع، لأنّ ياليري كان يتدخل في كلّ ما يخص حياته، وأخيرًا ساءت الأمور لدرجة أن السيد أعطى عملاً لتوم، وأخبره أنّه إذا لم يفعله بنفسه سيطرده.

كان توم غاضبًا جدًا من ياليري براون حيث أوقعه في مثل هذه المشكلة، لذلك صرخ بصوت عالٍ قدر استطاعته: ياليري براون، تعال أريدك، وبمجرد أن نظر إلى أسفل، كان هناك المخلوق الصغير تحت قدميه، كان توم في حالة من الغضب الشديد، وكان يود أن يركله، لكنّه قال: انظر هنا يا سيدي، سأشكرك لو تركتني وحدي بعد هذا؟ لا أريد أيًا من مساعدتك، ولن أفعل شيئًا آخر معك.

ضحك ياليري ضحكة صاخبة وأشار بإصبعه إلى توم وقال: أنت شكرتني يا غلام، فصرخ توم في وجهه: لا أريد مساعدتك، فأنا لا أريد إلا أن أراك مرة أخرى، يمكنك الذهاب، قال ياليري براون مبتسماً: توم يا ولدي، صحيح أنني لن أساعدك مرة أخرى أبدًا، ولن تراني أبدًا بعد اليوم، لكنني لم أقل إنني سأتركك وشأنك، ولن أفعل ذلك أبدًا يا فتى!

لقد كنت لطيفًا وآمنًا تحت الحجر، ولا يمكنني أن أؤذي أحد، لكنك تركتني أخرج بنفسك، ولا يمكنك أن تعيدني مرة أخرى! كنت سأكون صديقك وأعمل معك، لكن بما أنك لست أكثر من مجرد أحمق، فلن أعطيك أكثر من حظك الأحمق، ولكن عندما تتقدم في العمر وتقع في المشاكل لا تطلبني أبداً، هل ستفعل ذلك؟ وبدأ في الغناء و الرقص حول توم، وهو يقول: اعمل كما تريد، لن تكسب قط شيئاً،
لم يهتم توم بما قاله.

لكنّه كان مندهشًا جدًا واستمر بالوقوف هناك يرتجف، ويحدّق في المخلوق المروع، ولكن بعد فترة ارتفع شعره اللامع في الهواء وقد طار بعيدًا عن الأنظار على الريح، مع صوت شرير متقطع وضحك بشكل ساخر، وتحققت كلمات ياليري براون، لقد عمل توم هنا وهناك، ومدّ يده لهذا وذاك وكان يتقدم في السن ومات الأطفال وتعفنت المحاصيل ولم تسمن الحيوانات قط، ولم يصنع توم شيء جيدًا إلى أن مات ودُفن، ولم يكن هناك نهاية لحقد ياليري براون تجاهه.

المصدر: Yallery Brown


شارك المقالة: