قصيدة - أيا مهديا نفي الحبيب صبيحة

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن مناسبة قصيدة “أيا مهديا نفي الحبيب صبيحة”:

أمّا عن مناسبة قصيدة ” أيا مهدياً نفي الحبيب صبيحة ” فيروى بأن قيس بن الملوح من شدة حبه وولهه بليلى، وبعد أن رفض أباها بأن يزوجها منه وذلك لأنّه اشتهر بحبه لها، ساءت حالته حتى عجز الأطباء عن علاجه، ولم يفد معه الدواء، وأصبحت حالته سيئة للغاية، وذلك بسبب بقائه وحيدًا في الصحراء، وعندما وصل خبر قيس إلى ليلى العامرية، شقّ عليها وأذهلها ما حصل مع قيس، فكتبت إلى قيس، وقالت له: والله يا إبن عمي إنّ الذي بي أضعاف مابك، ولكنّي وجدت السترة، وأبقي المودة في قلبي، وأحمد الله على العاقبة، ثم كتبت:

فلو أنّ ما ألقى وما بي من الهوى       
بأرعنَ  رُكناهُ صَفاً  وحـديدُ

تقطَّع  من  وَجدٍ  وذاب حديدهُ        
وأمسى تراه العينُ  وهو عميدُ

ثلاثون  يوماً  كــلَّ   يومٍ  وليلةٍ       
أموتُ  وأحـيا  إنّ  ذا   لشديدُ

وبعثت بهذه الرسالة مع غلام عندها، وأمرته بالذهاب إليه حيثما كان، وانتظار الجواب منه، فمضى الغلام وبقي يبحث عنه في الصحراء، حتى أدركه في يوم شديد الحرارة، وكان في كهف في جبل عظيم، وهو ينكت الأرض بأصابعه ويقول:

أَحِنُّ إِلى لَيلى وَإِن شَطَّتِ النَوى
بِلَيلى كَما حَنَّ اليَراعُ المُثَقَّبُ

يَقولونَ لَيلى عَذَّبَتكَ بِحُبِّها
أَلا حَبَّذا ذاكَ الحَبيبُ المُعَذِّبُ

فاقترب الغلام من قيس، وقال له: يا قيس، هذا كتاب من ليلى تقرأ عليك السلام، فلما ذكر الغلام ليلى، رجع عقل قيس له وأخذ الكتاب منه وقرأ ما فيه، وجعل يبكي ويقول:

إِذا جاءَني مِنها الكِتابُ بِعَينِهِ
خَلَوتُ بِبَيتي حَيثُ كُنتُ مِنَ الأَرضِ

فَأَبكي لِنَفسي رَحمَةً مِن جَفائِها
وَيَبكي مِنَ الهِجرانِ بَعضي عَلى بَعضي

وَإِنّي لَأَهواها مُسيئاً وَمُحسِناً
وَأَقضي عَلى نَفسي لَها بِالَّذي تَقضي

فَحَتّى مَتى رَوحُ الرِضا لا يَنالُني
وَحَتّى مَتى أَيّامُ سَخطِكِ لا تَمضي

ثم أجابها عن كتابها، وقال لها:

أَيا مُهدِياً نَفيَ الحَبيبِ صَبيحَةً
بِمَن وَإِلى مَن جِئتُما تَشِيانِ

بِمَن لَو أَراهُ عانِياً لَفَدَيتُهُ
وَمَن لَو رَآني عانِياً لَفَداني

فَمَن مُبلِغٌ عَنّي الحَبيبَ رِسالَةً
بِأَنَّ فُؤادي دائِمُ الخَفَقانِ

وَأَنِّيَ مَمنوعٌ مِنَ النَومِ مُدنَفٌ
وَعَينايَ مِن وَجدِ الأَسى تَكِفانِ

وقال أيضًا:

وَجَدتُ الحُبَّ نيراناً تَلَظّى
قُلوبُ العاشِقينَ لَها وَقودُ

فَلَو كانَت إِذا اِحتَرَقَت تَفانَت
وَلَكِن كُلَّما اِحتَرَقَت تَعودُ

كَأَهلِ النارِ إِذ نَضِجَت جُلودٌ
أُعيدَت لِلشَقاءِ لَهُم جُلودُ

وقال أيضًا:

أَما وَالَّذي أَعطاكِ بَطشاً وَقُوَّةً
وَصَبراً وَأَزراني وَنَقَّصَ مِن بَطشي

لَقَد مَحَّضَ اللَهُ الهَوى لَكِ خالِصاً
وَرَكَّبَهُ في القَلبِ مِنّي بِلا غِشِّ

تَبَرَّأَ مِن كُلِّ الجُسومِ وَحَلَّ بي
فَإِن مِتُّ يَوماً فَاِطلُبوهُ عَلى نَعشي

سَلي اللَيلَ عَنّي هَل أَذوقُ رُقادَهُ
وَهَل لِضُلوعي مُستَقَرٌّ عَلى فَرشي

المصدر: كتاب " مجنون ليلى " شرح وتحقيق جلال الدين الحلبيكتاب " مجنون ليلى " تأليف أحمد شوقيكتاب " الشعر والشعراء " تأليف أبن قتيبةكتاب " أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون " تأليف سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث


شارك المقالة: