قصيدة - إلى الله أشكو من خليل أوده

اقرأ في هذا المقال


نبذه عن الشاعر البرج بن مسهر:

هو البرج بن مسهر بن جلاس بن الأرت الطائي، ولد عام خمسمائة وخمسة وتسعون ميلادي، في نقبين في حائل، وهو أحد معمري الجاهلية الذين ذكروا في التراث، وله خبر مع والد حاتم الطائي عندما قام باختبار أحد الكهنة في مدينتهم، وقد انتقل إلى الشام وتنصّر هنالك، ومات فيها بينما كان يشرب.

وكان ممّا اشتهر به البرج بن مسهر الشراب، فكان إذا شرب ذهب عقله، ومن ذلك خبره مع زوجة عمه.

وقد كان البرج من المسهر جليسًا ونديمًا للحصين بن حمام، وفيه قال:

وندمانٍ يزيد الكأس طيباً
سقيت إذا تغورت النجوم

رفعت برأسه وكشفت عنه
بمعرقة ملامة من يلوم

قصة قصيدة “إلى الله أشكو من خليل أوده”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “إلى الله أشكو من خليل أوده” فيروى بأنّ البرج بن مسهر الطائي كان في يوم جالسًا مع عمه أبي جابر، وكانا يشربان، وقد كانت معهم زوجة عمه أبي جابر، وبينما هم كذلك، قام البرج من مكانه وقام بتقبيلها، وعندما رأى بأنّ عمه قد رآه، استحى مما فعله، وكفّ عنه، ثم عاد إلى جانب عمه، وقال له: والله يا عمي لقد غلبني الشراب على فعل ذلك، فقال له عمه: لقد رأيتك حينما رأيتني، استححيت وتوقفت عمّا كنت تفعله، فلو كان الشراب قد غلبك كما تقول، لم تكن لتستحي، فاذهب من هنا، فإنّه والله لن تجمعني معك بعد اليوم غزوة ولا مجلس، ولن أجتمع معك في بلد بعد هذا، ولا أتكلم معك ما دمت حيًّا، فندم البرج ممّا فعله، وندم عليه أشد الندم، وحزن من مفارقة عمّه له، وأنشد هذه الأبيات، قائلًا:

إلى الله أشكو من خليل أوده
ثلاث خلال كلها لي غائض

فمنهن أن لا تجمع الدهر تلعة
بيوتا لنا، يا تلع سيلك غامض

ومنهنّ أن لا أستطيع كلامه
ولا وده حتى يزول عوارض

ومنهن أن لا يجمع الغزو بيننا
وفي الغزو ما يلقى العدو المباغض

ويترك ذا البأس والشديد كأنّه
من الذل والبغضاء شهباء ماخض

فكانت هذه القصيدة من أجمل القصائد التي ذكرتها العرب .

المصدر: كتاب"تعريف الشعر وفائدتة وفضله وعناصره" تأليف محمد أبو الفتوح غنيمكتاب "الشعر الجاهلي" تأليف شوقي ضيفكتاب "الشعر والشعراء" تأليف إبن قتيبة كتاب " الأغاني " تأليف أبي الفرج الأصفهاني


شارك المقالة: