قصة قصيدة - فإن تسألوني عن النساء فإنني

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصيدة ” فإن تسألوني عن النساء فإنني”:

وأما عن قصيدة “فإن تسألوني عن النساء فإنني” فمنذ قالها علقمة الفحل وهي تردد على ألسنة العرب منذ يومها وحتى يومنا هذا، فقد ترددت في كتب الأدب كلما تحدثوا عن طبائع النساء، وفي أكثر المجالس التي يدور فيها الحديث عن المرأة. وفي هذه القصيدة يؤكد علقمة الفحل على أنه خبير في النساء فهو كالطبيب في شؤون النساء فكتب قائلًا:

فإن تسألوني عن النساء فإنني
بصير بأدواء النساء طبيب

إذا شاب رأس المرء أو قل ماله
فليس له في ودهن نصيب

يردن ثراء المال حيث علمنه
وشرخ الشباب عندهن عجيب

وفي البيت الأخير يقول الشاعر بأن النساء يحببن الشباب ولايتزوجن ممن هو أكبر منهن، والعكس هو الصحيح، فالرجل هو الذي يحب البنت الأصغر منه سنًا ولا يرضى بمن هي أكبر منه، وهربهم ممن أكبر منهم أكثر من هرب النساء من الرجال الذين يكبرونهم بالعمر، بل إن أكثر النساء يفضلن الزواج من الرجل الناضج الذي يكبرهم سنًا والذي يكون في الأربعين من عمره أكثر من الشاب الذي ما زال في سن الخامسة والعشرين.

ولم نسمع بشاب فضل من هي في الأربعين من عمرها وهو ما زال في الثلاثين من عمره على من تكون في العشرين من عمرها إلا إذا كان طامعًا في راتبها الكبير أو ثروتها، أو كانت زوجته الثانية أو الثالثة، وفي أيامنا هذه كثر زواج الطامعين في أموال زوجاتهم وراتبهم، وإن كان الكثير منهم لايتزوج بمن تملك المال عن طمع بل بسبب الواقع الذي يعيش به، فهو يريد أن يعيش حياة كريمة بالتعاون معها فيكونا أسرة معًا ويواجهون صعاب الحياة معًا، ويربون أولادهم ويعلموهم تعليماً لائقًا، وهذا ليس بالشيء الخاطئ طالما كان في حدود رضا الزوجة وبالتعاون معها وبالمودة والتفاهم والاحترام.

وأما الذين يطمعون في رواتب زوجاتهم، أو أموالهن فلم يكن زواجهم بنية صالحة ولم يكن قصدهم ذلك القصد النبيل السامي من الزواج وهو تكوين الأسرة والتعوان مع زوجاتهم على أن يستقروا ويطوروا من أسرتهم والعيش بمودة ورحمة.

الزواج هو من أعظم الشراكات في الحياة، وأي شركة لم تبنى على الأمانة والصدق والإخلاص فإن نهايتها ولا بد هي الشقاق والخصام وخراب الشركة مهما كانت قوية، ففي الحديث القدسي قال الله عز وجل “أنا ثالث الشريكين فإذا خان أحدهما خرجت من بينهما” والزواج بقصد الاستيلاء على أموال الزوجة هو زواج مبني على الخيانة، ولك في حال كان هذا هو القصد الوحيد منه، وللأسف فإن هذا الزواج موجود بكثرة في أيامنا هذه حتى بلغ ببعضهم أن يقايض زوجته عواطفه بمقدار ما يأخذ منها المال، ولا يلين لها إلا في الوقت الذي يسبق راتبه بقليل.

تفضل المرأه من يملك المال ولكن ذلك ليس طمعًا في ماله فقط ولكن لأن قدرته على كسب الأموال تدل على قوة شخصيته، وكونه مقدام محنك، وبأنه قادر على الفوز بما يتقاتل عليه جميع الرجال ألا وهو المال.

المصدر: كتاب " في الشعر الجاهلي " تأليف طه حسينكتاب " مظاهر القوة في الشعر الجاهلي " تأليف الأستاذ الدكتور حنا نصر الحتيكتاب " الشعر الجاهلي وتجاذبات البساطة والفخامة " تأليف سراته البشيركتاب " دور الشعراء الصعاليك في تطور الشعر الجاهلي " إعداد عبد المتين


شارك المقالة: