قصيدة لا تخضعن لمخلوق على طمع

اقرأ في هذا المقال


حالة الشاعر:

كانت حالة الشاعر عندما كتب هذه القصيدة العفاف عن طلب العباد، وبدلًا عنهم طلب رب العباد.

قصة قصيدة لا تخضعن لمخلوق على طمع:

أمّا عن مناسبة قصيدة “لا تخضعن لمخلوق على طمع” فيروى بأنّ الخليفة معاوية بن أبي سفيان كان في كل عام يبعث إلى الحسن بن علي بمئة ألف درهم، وفي سنة من السنوات منعها عنه معاوية، فضاقت عيشته ضيقة شديدة، فقرر الحسن بن علي أن يكتب له يطلبها منه، ولكنّه في النهاية امتنع عن ذلك، وذهب لكي ينام، وفي المنام رأى الرسول صل الله عليه وسلم، فقال له: كيف أنت يا حسن؟، فقال له الحسن: أنا بخير يا رسول الله، وشكى له الحسن ضيق حاله، وتأخر المال عنه، فقال له الرسول صل الله عليه وسلم: أكتبت إلى مخلوق مثلك تطلبه المال؟، فقال له الحسن: نعم، فماذا أفعل؟.

وعندما سأل الحسن جده الرسول صل الله عليه وسلم ماذا هو بفاعل، قال له الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: قل: اللهم اقذف في قلبي رجاك، واقطع رجائي عمّن سواك، حتى لا أرجو أحداً غيرك، اللهم وما ضعفت عنه قوتي، وقصر عنه عملي، ولم تنته إليه رغبتي، ولم تبلغه مسألتي، ولم يجر على لساني ممّا أعطيت أحداً من الأولين والآخرين من اليقين فخصني به يا رب العالمين.

وعندما استيقظ الحسن بن علي من نومه دعا بما أخبره به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يلبث بعدها أسبوع حتى بعث إليه معاوية بن أبي سفيان ألف وخمسمائة ألف درهم، فقال: الحمد لله الذي لا ينسى عبده، ولا يخيب من يدعوه، ومن بعدها رأى الرسول صل الله عليه وسلم في المنام، وقال له: كيف أنت يا حسن؟، فقال له الحسن: أنا بخير يا رسول الله، وأخبره بما حصل معه، فقال له الرسول: يا بني، هكذا من رجا الخالق، ولم يرجو المخلوق.

وقد قال أحدهم في خبر ذلك:

لا تخضعن لمخلوق على طمع
فإن ذلك نقص منك في الدين

لا يستطيع العبد أن يعطيك خردلة
إلا الذي سواك من طين

فلا تصاحب غنيا تستعز به
وكن عفيفا وعظم حرمة الدين

واسترزق الله مما في خزائنه
فإن رزقك بين الكاف والنون

واستغن بالله عن دنيا الملوك كما
استغن الملوك بدنياهم عن الدين

المصدر: كتاب "معجم أجمل ما كتب شعراء العربية" تأليف حامد كمال عبدالله حسين العربيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهانيكتاب "عبد الرحمن الداخل في الشعر العربي الحديث" تأليف الدكتور ابتسام على الصبحي


شارك المقالة: