قصيدة يزيدك وجهها حسنا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر عباس بن الأحنف

أمّا عن شاعر هذه القصيدة فهو العباس بن الأحنف، ويعد أحد شعراء العصر العباسي ولد في مدينة البصرة سنة سبعمائة وخمسين ميلادية وتوفي في بغداد سنة ثمانمائة وثمانية ميلادية.

قصة قصيدة يزيدك وجهها حسنا

أمّا عن مناسبة قصيدة “يزيدك وجهها حسنا” فيروى بأنّه في يوم وبينما كان هارون الرشيد جالس في غرفته في آخر الليل، وبينما هو جالس صنع بيتًا من الشعر، وقال فيه:

جنان قد رأيناها
فلم نر مثلها بشرا

ولكنّ البيت الثاني قد اضطرب عليه، فنادى على أحد الخدم، وأمره بأن يذهب من فوره إلى بيت عباس بن الأحنف، وأن يحضره له، وبالفعل توجه الخادم إلى بيت العباس بن الأحنف، وطرق على بابه، وعندما خرج له العباس، أخبره بأن أمير المؤمنين يريده، فقال له: آتيه في الصباح، فقال له الخادم: لا، إنّه يريدك الآن، فذعر العباس من ذلك، ودخل إلى بيته وارتدى ثيابه، وتوجه نحو قصر الأمير هارون الرشيد، ودخل إلى مجلسه، ووقف بين يديه، وكان خائفًا خوفًا عظيمًا، فقال له الرشيد: لا تخف، فقال له العباس: كيف لا أخاف يا أمير المؤمنين، وقد أتاني رجلك في هذا الوقت من الليل، وطلب أن آتيك في هذه اللحظة، فإنّي والله لم أخرج من بيتي، إلّا وكل أهل بيتي يشكون بأنّي سوف أقتل.

وبعد أن طمأنه هارون الرشيد بأنّه لا خوف عليه، قال له: لقد أحضرتك إلى هنا لأنّي قد قلت بيتًا من الشعر، ولكنّه قد صعب علي أن أشفعه ببيت ثانٍ مثله، فقال له العباس: وماذا قلت يا أمير المؤمنين، فقال له هارون الرشيد: لقد قلت:

جنان قد رأيناها
فلم نر مثلها بشرا

فقال له العباس بن الأحنف:

يزيدك وجهها حسناً
إذا ما زدته نظرا

إذا ما الليل مال عليك
بالظلماء واعتكرا

ودج فلم تر قمراً
فأبرزها ترَى قمرا

فقال له هارون الرشيد: والله إنّ ديتك أصبحت علينا واجب، لما نزل عليك أنت وأهل بيتك من خوف بسببنا، وأمر رجاله بأن يعطوه عشرة آلاف درهم، ومن ثمّ أمره بأن يعود إلى بيته.


شارك المقالة: