كيف تختلف استرتيجيات الكتابة الأدبية؟

اقرأ في هذا المقال


كل شيء في الحياة يجب وضع خطة أو استراتيجية له، وكلمة استراتيجية الكتابة بمعنى خطة الكتابة، فاستراتيجيات الكتابة هي التي تحدد أنواع الكتابة بمختلف أشكالها؛ بحيث أنها تجعل الكتابة واضحة وسهلة الفهم عند وضع استراتيجية لها، ولكل نوع كتابة استراتيجية خاصة به فمثلاً استراتيجية كتابة التقارير تختلف عن استراتيجية كتابة الروايات، وعلى الكاتب أن يمتلك هذه الموهبة أو أن يكون لديه معرفة باستراتيجية الخطة، مع العلم أن هذه الاستراتيجيات غير ثابتة وقابلة للتغيير وبالتالي قابلة للنقد، ولذلك يقوم الكاتب أولاً بكتابة تجريبية ثم يرى ما القالب المناسب له للكتابة ويستخدمه.

ما هي استراتيجية الكتابة الإبداعية؟

تعتبر طريقة الكتابة الاستراتيجية، طريقة تعبير غير معلوماتية فهي تعبر عن أفكار فلسفية أو مشاعر إنسانية؛ ولذلك هي تعتمد على العواطف فبالتالي تحتاج إلى الخيال وليس الواقع، والكتابة الإبداعية تشتمل: النثر، الشعر، القصة، الرواية ولكل منهما خصائص تجعل استراتيجياتهم مختلفة عن بعضها البعض.

  • استراتيجية الرواية: الرواية هي عبارة عن عملية توصيل لمجموعة من الحكايات، وهي من أهم وأشهر أنواع الكتابة الأدبية لرواجها التجاري، وعلى الرغم من صعوبتها فالرواية تحتاج أحياناً لكتابتها سنوات من الممكن أن تستغرق عشر سنوات؛ وذلك بسبب كثرة تفاصيلها وأن كل حكاية تحدث في زمن ومكان مختلفين، وتتمثل استراتيجيات كتابة الرواية في النقاط الرئيسية التالية:

1- فكرة الرواية: فكرة الرواية يجب أن تكون فكرة مكتملة تماماً من حيث المواضيع والشخصيات والأدوار الرئيسية؛ وذلك لأن الرواية مجموعة فصول فإذا لم تكن خطتها مكتملة هذا الأمر سيشكّل صعوبة على الكاتب؛ لأنه عندما ينتهي من كتابة الفصول المخطط لها ويتنقل لفصول جديدة غير مخطط لها سيكون مخزونه وطاقته قد استنفذت في الفصول السابقة.

2- تحضير الفصول: وهي أهم عنصر بعد تجهيز الفكرة يجب تنسيقها وترتيبها وتقسيمها إلى فصول، وتكمن أهميتها في أن الكاتب عندما يرتب الأفكار إلى فصول يتسنّا له التركيز على اللغة وجودة الكتابة، أما إذا لم يقوم بتقسيم الأفكار إلى فصول فسيكون أغلب تركيزه على الشخصيات والزمن والحبكة، ولن يركز جيداً على السلامة اللغوية.

3- تحديد المشاهد: ويجب أن يتم ترتيب المشاهد وتحديدها قبل كتابة الرواية واثناء التجهيز لها، حتى تكون كتابة الرواية أمر سهل وواضح، ويمكن التجهيز لهذه المشاهد باستخدام لغة عامية، فالهدف من ذلك هو تذكر المشاهد أثناء الكتابة ووضوحها بصورة أدبية.

4- كتابة الرواية: بعد إتمام النقاط المذكورة مسبقاً، سيكون البدء بكتابة الرواية أمر سهل جداً؛ لأن الصورة قد نضجت واكتملت وسيتستنّا للكاتب أن يركز جيداً في لغة الكتابة ويتجنب الأخطاء اللغوية، وسيصل إلى درجة عالية من جودة الكتابة.

5- التنقيح والنقد: وهي الخطوة الأخيرة بعد كتابة الرواية، فيقوم الكاتب بمراجعة الرواية إما يحذف نصوص زائدة وكما ذكرنا بأن الكتابة فن الحذف أو من الممكن أن يستوحي نصوص فيزيدها على الرواية، ومن أجل أن يتم هذا الأمر بصورة جيدة من الأفضل عرض المسودة على عدة أشخاص موثوق بهم لضمان سلامة النص الأدبي.

المصدر: الكتابة والتناص في الرواية العربية/الحبيب الدائم/2004فن الكتابة/أحمد حماد/2013البلاغة العربية وأساليب الكتابة/أيوبي ياسين/1998أسس تعليم الكتابة الإبداعية/رعد خصاونة/2008


شارك المقالة: