كيف نشأ فن المقالة وتطورها؟

اقرأ في هذا المقال


المقالة بتعريف النقاد العرب:

من الأمر المعروف أن المقالة هي فن من الفنون التي تختص بكتابة نص متوسط الطول حول موضوع ما، لكن عرّفها النقّاد العرب تعريف آخر وهو أنها قطعة نثرية ليست قصيرة الطول ولا قصيرة بل متوسطة، ويجب على الكاتب عند كتابتها أن يكون تلقائياً وغير متصنّع أو متكلّف، وذلك لأنها تعتبر تعبيراً صادقاً عنه، ووصفها البعض أن الشخص الذي يقرأ المقال بمثابة شخص يجالس شخص آخر ويكتشف مكنوناته.

ما هي مراحل نشأة المقالة؟

أول ما نشأ فن المقال في فرنسا على يد الكاتب (ميشل دي مونين)؛ حيث كان يكتب المقالات ويقوم بعرض تجاربه الشخصية بها، وكتب عدّة مواضيع أخرى ولاقت نجاحاً وإقبالاً من قبل القراء، وكان هذا في القرن السادس عشر، في القرن الذي يليه تطوّرت المقال في دول إنجلترا؛ حيث أصبحت تتناول مواضيع اجتماعية كذلك، وكانت تميل إلى الموضوعية نوعاً ما، وفي القرن الذي يليه أصبحت المقالة تميل للأدب وتحكي عن مظاهر الحياة المختلفة، ودعمتها الصحافة أيضاً.

أمّا في القرن التاسع عشر انتشرت المقالة بشكل واسع جدّاً؛ حيث أصبحت تتناول جميع المواضيع وفي جميع مجالات الحياة المختلفة، وكانت المقالة قديماً عبارة عن مراسلات فقط، وتعتبر ركيكة كونها مليئة بالجماليات والزخرفة اللغوية فلم تلاقي اهتماماً كبيراً، والمراحل التي مرّت بها المقال في العصر الحديث هي:

  • المرحلة الأولى وهي التي كانت على يد الكاتب رفاعة الطهطاوي في سنة (1801)، كانت المقالة فيها ضعيفة وغالباً ما تتناول المواضيع السياسية، وساهم الطهطاوي في تحسين المقال من حيث الضعف الذي يتمثّل بالتكلّف في الكتابة.
  • المرحلة الثانية التي نشأت في عصر النهضة وساعد اتسّاع الصحافة العربية على تطوّر أساليب الكتابة للمقالات، وساهمت في تبديل أسلوب الكتابة من التكلّف إلى التلقائية، بالإضافة إلى السهولة وعدم التعقيد، ومن أشهر من ظهر في المرحلة ( الأفغاني)، (طه حسين)، (العقّاد).
  • المرحلة الثالثة التي تأثّرت بالاحتلال الأوروبي، فظهرت بالمقالات النزعة الحزبية والطائفية، وكان من قادة هذه الحركة الكواكبي، وامتازت المقالة بهذه المرحلة بجودة اللغة وسلامة المبنى.
  • المرحلة الرابعة وهي الفترة التي تلت فترة الاستقامة باللغة العربية؛ حيث تأثّرت اللغة وقتها بالثقافة الغربية، وظهر أدباء المهجر ومنهم (ميخائيل نعمة، الزيات، مي زيادة)، وغيرهم الكثير.

وأخيراً اتصّفت المقالات ضمن هذه المراحل بحسب موضوعاتها، فالمقال الذي يتناول قضية اجتماعية يسمّى المقال الاجتماعي، والذي يتناول سيرة ذاتية يسمّى مقال أدبي وهكذا، وبذلك تنوّعت أنواع المقالات بحسب مواضيعها وعناوينها، واتخذت شكل موحّد بعد ذلك يتكوّن من مقدّمة المقال وهي التهيئة النفسية والذهنية للقارئ، ثم ثم فقرات العرض والتي تحتوي على أدلّة من القرآن الكريم والأدب الشعري ومن الأحاديث الشريفة أو الأقوال المأثورة، والخاتمة وهي خلاصة الموضوع ويعتمد طولها على طول المقال وحجم فقراته.

المصدر: فن المقالأحمد مطر/2000المقالات المحظورة/فهمي هويدي/1998المقالات الأدبية ووظيفتها في العصر الحديث/عطا كفافي/1985فن المقال في ضوء النقد العربي/عبد اللطيف محمد سيد الحديدي/1996


شارك المقالة: