ما الفرق بين الترجمة التعليمية والترجمة المهنية؟

اقرأ في هذا المقال


مع انتشار وسيلة التواصل الثقافية الأولى في العالم وهي الترجمة، نشأت معه عدّة مجالات مختلفة، وكان لكل مجال من هذه المجالات الترجمة المتخصّصة به، ومجالات الترجمة كثيرة وهي بعدد المجالات المستحدثة مثل الطب، القانون، الهندسة، الإعلام والإعلان، النصوص الأدبية وغيرها الكثير، سنحكي عزيزي القارئ في هذا المقال عن نوعين من الترجمة وهما: الترجمة التعليمية والترجمة المهنية، وسنذكر أهم الفروقات بينهما.

الفرق بين الترجمة المهنية والترجمة التعليمية

يعتبر الفرق الأوّل والأساسي بين الترجمة التعليمية والمهنية هو أنّ الترجمة التعليمية هي ترجمة مناطة باللغة وتعليمها، وذلك على العكس من الترجمة المهنية غير منوطة بذلك، بل هي تركّز فقط على معاني الكلمات والعبارات والتراكيب المستخدمة بالنصوص، وهو إعادة صياغة للكلمة، حتى أنّ البعض يرى بأنّه لا يجوز إطلاق مسمّى الترجمة عليه، بل من الأفضل أن تسمّى بعمليّة استبدال الرموز والدلالات، ولكن بعد عدّة دراسات أجريت وأثبتت أن استبدال الرموز لا يخلّ باللغة الأصلية فجاز أن تسمّى بالترجمة المهنية.

وهنالك عدّة جوانب للتمكّن من التفريق بين الترجمة المهنية والتعليمية وهي كما يلي:

استبدال الرموز

من أجل معرفة وفهم اللغة المترجمة أو المسمّاة باللغة الأم؛ فمن الأمر المهم معرفة وفهم اللغة الأم، وهذا الأمر لا يصلح إلّا عند فك الرموز والعبارات والتراكيب غير المفهومة باللغة الأم، وعندما يكون هدف الترجمة تعليمي، فتكون عمليّة الترجمة عبارة عن تعليم هذه المصطلحات وتوضيحها باللغة الهدف، أو تكون أحياناً الترجمة التعليميّة نوع من أنواع المقارنة بين اللغة الأم أو المصدر ولغة الهدف.

أمّا عندما تكون الترجمة مهنية؛ فعند استبدال الرموز يكون الهدف منه هو إعادة صياغة كاملة للجملة أو العبارة، وهي تقدّم العمق الدلالي لجزء من الجملة وليس لها كلّها، وعندما تكون الترجمة تعليمية فيقوم المترجم باستبدال الرموز وهذا يساعده كثيراً على تعلّم اللغات الأجنبية وكشف مدلولاتها وأسرارها.

التدريب على مهارة الترجمة

في مجال الترجمة التعليمية يقوم المدرّس أوّلاً بتدريب طلّابه على مهارة التعبير عن أنفسهم أو التعبير عن أي شيء باستخدام لغتهم الأم، وليس باستخدام اللغة الأجنبية، وهذه المرحلة تعتبر المرحلة الأولى التي تمهّد للمرحلة الثانية وهي تعلّم التعابير والمدلولات في اللغة الأجنبية.

هنالك استراتيجيات يستخدمها المدرّبون في قاعة تدريس الترجمة التعليمية، وهذه الاستراتيجية هي تدريب الطالب على استبعاد مصطلح (الترجمة) نهائيّاً عند التدريب عليها؛ فيقومون أوّلاً بالتعبير عن المدلولات بلغتهم الأم، ومن ثم بدء التعبير عنها بصياغة أخرى باستخدام لغة أجنبية، ويقومون بفعل ذلك بصورة تلقائية من دون اللجوء إلى ما يسمّى بالترجمة؛ وهذه استراتيجية التدريب على الترجمة بصورة شبه فطرية.

أمّا في مجال الترجمة المهنية فيحدث الأمر بطريقة مشابهة، إلّا ان الفرق الأساسي هو أن التمرين الذي يتم عمله للطلّاب يجب أن يكتمل تماماً بمعنى أن يحقّق الغاية اللغوية منه، بالإضافة إلى أن الترجمة المهنية تكون بحاجة لتواصل الطلّاب بشكل أكثر، كما أنّها تستغرق الجهد والوقت الأكثر من التدريب على مهارة الترجمة التعليمية.

وفي التدريب على مهارة الترجمة المهنية يتم اللجوء لعدّة مصادر مهمّة مثل القواميس والمعاجم، بالإضافة للرجوع لأهم القواعد التي تحكم الصيغ التعبيرية للجمل والعبارات، ويجب على مدرّبي الترجمة المهنية اكتساب كل المعلومات التكميلية للغة، وهذا يعتبر شرط أساسي لقيامهم بتدريب الطلّاب على الترجمة المهنيّة.

وعلى جميع الحالات فيجب على الطلّاب التمييز بين الترجمة التعليمية البحتة والترجمة المهنية من حيث الغاية؛ فلكل نوع غاية محدّدة له، وهم يستطيعون التفريق بينهما من خلال معرفة هدفهم من تمارين الترجمة التي يقومون بها، وغالباً هدف الترجمة التعليمية هو تعزيز اللغات الأجنبية والتقدّم في مجال معرفتها، أمّا الترجمة المهنية فالهدف منها فقط هو إعادة الصياغة للنصوص والجمل والعبارات بمختلف أشكالها، وهي لا تتطلّب الكثير من المهارات اللغوية بقدر ما تتطلّب معرفة المهمّة الأساسية من القيام بها.

وعندما يدرك المدرّبون أو المدرّسون هذه الفروق؛ فسيصبح بإمكانهم تعليم الطلّاب أن ثمة فرق كبير بين الترجمة التعليمية والترجمة المهنية، وأن الطالب الذي تدرّب على الترجمة التعليميّة لا يكون قادر أو مهيّأ للقيام بالترجمة المهنيّة، وهذا بسبب الفروق بينهما بالإضافة للتحديّات اللغوية التي يواجهونها، ولكن النتيجة الأهم التي توصّل لها الباحثون هو أن الترجمة التعليمية من الممكن أن تحسّن من أداء الترجمة المهنيّة والعكس غير صحيح.

المصدر: أصول الترجمة/حسيب إلياس/2013الترجمة الأدبية حلول ومشاكل/أنعام،بيوض/2002دليل المترجم الأدبي/ماجد سليمان/2003فن الترجمة الأدبية/محمد عبد اللطيف/1989


شارك المقالة: