ما هي أساليب الإضحاك في القص العربي القديم؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو الضحك أو الفكاهة؟

الضحك والفكاهة تعتبر فن من أهم الفنون التي تساهم في إضحاك الناس وجزء مهم من حياتهم؛ وذلك لأنّ الضحك يؤدّي مهامّ عديدة في جسم الإنسان تتمثل بمهام فسيولوجية روحية، والضحك له فوائد كثيرة تنعكس بشكل إيجابي.

تغيّرت الثقافات التي أصبح فيها شيء من الترف والرفاهية، فأصبح النّاس يحبّون الفكاهة والمجالس التي يروى فيها قصص وحكايات ونوادر فيها نوع من الفكاهة، سنتحدّث في هذا المقال عن أهم أساليب الإضحاك التي كانت موجودة قديماً والتي تخصّ بعض الكتّاب المعروفين.

كيف كانت أساليب الإضحاك قديما؟

طبيعة الإنسان البشرية مجبولة على التناقضات؛ فنجده أحياناً سعيداً ونجده حزيناً أو حكيماً أو ساذجاً، فلكل من هذه الصفات وقت محدّد تعبّر عن الإنسان وما بداخله، ومن أهم الفنون التي تعبّر عن فرح الإنسان هو الأدب العربي والذي عرّفه الدكتور عبد العزيز شرف بقوله: (الأدب الفكاهي يقوم بوظيفة تطهيرية، حيث يزيل من النفس أدران الهم والقلق، واليأس والحقد، والتشاؤم والإحباط)، وبرأيه أن الضحك يقوم بتطهير نفس الإنسان من المشاعر السلبية، بعض نماذج الكتّاب الذين استخدموا أساليب الإضحاك في كتاباتهم ومنهم:

  • الكاتب المعروف أبو الفرج الأصفهاني ومن أهم كتبه المعروفة بذلك كتاب (الأغاني)، تحّدث فيه عن جانب من حياة الخلفاء في بغداد وعن بعض تصرفاتهم، وكان يمتاز أسلوبه بالبعد عن السجع والتزام الكلام المنقول عن أحوال الرجال، بل كان ينقل هذا الكلام بأسلوبه الخاص الذي كان يعتبر موجزاً وسلساً.
  • الكاتب المعرف والأديب الجاحظ الذي كان معروفاً في فترة العصر العباسي، ومن أشهر كتبه التي كانت تجمع العلم والفكاهة هو (البخلاء)؛ حيث كان معروفاً هذا الأديب بأسلوبه الفكاهي والعفوي الذي كان يحبّه الناس وكان مميّزاً كذلك بإدخاله بعض النصوص بلهجته الخاصّة. وهذا ما كان يضفي روح المرح والفكاهة على كتاباته، بعض الأدباء اقترحوا أن هذا الكتاب للجاحظ على وجه الخصوص كان قد ألّفه في سن الشباب، فظهرت به روح السخرية والتهكّم والتركيز أحياناً على عيوب الآخرين، ومع ذلك فإنّ كتاب البخلاء استطاع أن يجذب عدد ضخم من قرّائه ومعجبيه لتنوّعه ما بين العلم والإفادة والضحك في آن واحد.
  • مقامات الهمذاني والتي كتبها الهمذاني بأسلوب ساخر في وقت كان مجتمعه يتعرّض لظروف سيّئة، فكانت مقاماته تتناول هذه القضايا بأسلوب فكاهي وساخر وبنفس الوقت استخدم بها مفردات تحاول خلق إصلاح الانهيارات التي كانت تحدث بمجتمعه، كان أسلوبه بنظر البعض نوع من مسكّن الآلام لديهم، وبنظر الآخرين طريقة ساخرة لكن لا تخلو من الشعور بالحزن على مجتمعهم.
  • الشاعر المعروف بشار بن برد وكان هذا الشاعر معروفاً بشعره الساخر، والذي كان أغلبه هجاءً قويّاً للمسؤولين في عصره، كان من أشهر الشعراء العباسيين في الهجاء.

المصدر: الأدب وفنونه/د.محمد عناني/1985من فنون الإضحاك في الأدب العربي/عبد الرحمن/2002نظام التصوير الفني في الأدب العربي/وهيب تنوس/1993السخرية في الأدب العربي حتى نهاية القرن الرابع هجري/نعمان محمد أمين طه/1979


شارك المقالة: