ما هي أهم مظاهر التجديد في الشعر الجاهلي؟

اقرأ في هذا المقال


سمي العصر الجاهلي بهذا الاسم سبةً إلى الجهل الذي قد شاع فيه آنذاك، ويقصد بهذا هو السفه وكذلك الغضب، وهذا في المقابل كلمة الإسلام التي تدل بدورها على الخضوع فقط لله تعالى وبالتالي فإنَّها ليست تلك الكلمة المشتقة من الجهل الذي يعتبر ضد العلم، وللدليل على هذا فإنَّنا نجد أنَّ العديد من العلوم قد اكتشفها علماء العصر الجاهلي كعلم الفلك والطب والأثر وغيرها.

تعددت المظاهر التي تدل في النهاية على أنَّ الشعر قد مسَّه التجديد، وفي كل عصر من العصور تختلف تلك المظاهر وباختلاف الشاعر أيضاً، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن أهم مظاهر التجديد في الشعر الجاهلي.

ما هو الشعر الجاهلي

وهو ذلك النوع من الشعر الذي تم القول به وهذا قبل ظهور الإسلام، ومن بين أبرز الشعراء الذين كتبوا بهذا النوع من الشعر هم الشعراء الذين كتبوا المعلَّقات إلى جانب كافة العلماء وكذلك الرواة الذين تناولوا مادة الشعر الجاهلي أيضاً، كما وأنَّ الشعر الجاهلي قد توزع في العديد من المصادر ومنها على النحو الآتي:

  • المنتخبات العامة: حيث أنَّ هذه المنتخبات تبدأ في المعلقات السبعة للشعراء وهم” أمرئ القيس/ الشاعر زهير/ الشاعر وليد/ الشاعر طرفة/ والشاعر عمرو بن كلثوم/ الحارث بن حلزة/ الشاعر عنترة، المفضليات: وهي التي عمل الأديب المفضل الضبّي على جمعها، الأصمعيات: حيث أنَّها تُنسب إلى الأصمعي، حيث يصل عددها إلى اثنين وتسعين قصيدة وكذلك مقطوعة شعرية.
  • الدواوين الشعرية: حيث تنقسم الدواوين الشعرية في الشعر الجاهلي إلى نوعان: المفردة/ القبائل، وأمَّا عن أهم الأمثلة التي تم كتابتها في الدواوين المفردة ما قام به الشاعر الخيال والشاعر طرفة والشاعر علقمة وكذلك القبائل التي قد عمل الشاعر الشيباني على الجمع منها قرابة نيفاً وثمانين، وبالتالي فإنَّه لا يتبقَ منها إلى تلك القطع التي كتبها الشاعر هُذيل والتي تم نشرها بواسطة ثلاثة مجموعات فقط.

ما هي أهم مظاهر التجديد في الشعر الجاهلي

يعتبر الشعر الجاهلي أحد الفنون الذي تم فيه اجتماع الثقافة العربية إلى جانب أنَّه قد تنامت العبقرية لديهم، كما ويعد تلك الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي كانت تسود بين القبائل آنذاك، والتي بواسطتها كان يتم النشر بأمجادها وكذلك يُشيد بالأحساب لديها، كما ويعمل على تسجيل كافة الأجيال المفاخر لديها، كما وتُعد الموضوعات التي تناولتها القصائد الشعرية الجاهلية تلك المرآة التي تعكس الحياة ذات الطابع البدوي، حيث كانت قديماً ذات منحى تقليدي يقوم كافة الشعراء آنذاك على تناولها وهذا بذات الأسلوب النسق ومن بينها:” الهجاء/ المدح الموجه للسلاطين المختلفين/ مدح الملوك/ الغزل ذو الطابع الصريح/ الفخر وغيرها.

ومرَّ الشعر الجاهلي بالعديد من الأمور لعلَّ أهمها أنَّها في نهاية ذلك العصر قد بدأت ظهور المظاهر الجديدة وهذا بالدخول إلى الشعر ذو الطابع الجاهلي؛ ويعود السبب في هذا إلى توافر الاحتكاك وهذا مع الأمم وكذلك الحضارات الأخرى، ومن أهم مظاهر التجديد في الشعر الجاهلي على النحو الآتي:

  • القصيدة آنذاك قد تفردت بكل من اليسر وكذلك بالسهولة، إلى جانب البُعد تماماّ عن أشكال التعقيد المختلفة، وهذا بعد ما كانت القصيدة الجاهلية صعبة والتي كانت تتمتع وتتميز بتوافر الجزالة اللفظية وكذلك استخدام الألفاظ الغريبة وكذلك الموحشة، ومن أهم الأمثلة على هذه النقطة هو ما قاله الشاعر عنترة:

ولد ذكرتك والرماح نواهل        مني وبيض الهند تقطر من دمي

  • ومنذ بداية القصيدة الجاهلية إلى نهايتها يتم فقط تناول الموضوع الواحد لا غير، وهذا بعد ما كانت القصيدة الشعرية الجاهلية منقسمة إلى العديد من الأقسام، حيث أنَّ كل قسم يتكلم عن ذلك الموضوع المنفرد بذاته، وبهذا الأمر فإنَّنا تنوصل بأنَّ القصيدة الشعرية الجاهلية أصبحت تتمتع بالوحدة من الناحية الموضوعية.
  • كما ودخل على الشعر الجاهلي العديد من الموضوعات الجديدة، ومن بينها المنطق وكذلك الفلسفة.
  • اللغة التي كانت تمتلكها القصيدة الشعرية قد ارتقت وتطورت وسمت وهذا من حيث العديد من الأمور لعلَّ أهمها الألفاظ والتراكيب التي تتعلق بها، حيث أنَّ الشعراء كانوا يعمدون إلى غرق القصيدة بالألفاظ ذات الطابع الخشن والفخم، وبهذا أصبحت فيما بعد تميل إلى الرقة كثيراً.
  • تعتبر القصيدة الشعرية الجاهلية أحد أنواع القصائد التي تمتلك ذلك المخزون الغني من حيث المحسنات البديعية، ومن أهماه الطباق إلى جانب الجناس، وكذلك التقسيم، كما وأنَّ تلك المحسنات فقد أتت وليدة الطبع وكذلك الموهبة، ومن أبرز الأبيات الشعرية على هذه الأمر هو قول الشاعر طرفة بن العبد:

وتبسُم عن ألمي كأن منوراً         تخلل حُرَّ الرَّملِ دعِصِ له ندي

المصدر: الأدب العربي عبر العصور، هدى التميمي, ‏دار الساقي، 2017.مقالاتنا في الأدب العربي، بدر حليمي، 1987.الادب العربي بين البادية والحضر، إبراهيم عوادين، 1981.الادب العربي بين الدلالة والتاريخ - صفحة 46، علي، عدنان عبيد، 2000.


شارك المقالة: