ما هي الفلسفة في الشعر العربي؟

اقرأ في هذا المقال


يُشير العديد من الأدباء إلى أنَّ الشعر مختلف من حيث المفهوم حيث يقول البعض منهم بأنَّه عبارة عن الكلام قد قصد إلى كل من تقفيته إلى جانب وزنه وهذا منذ البداية من كتابته، أمَّ الشيء الذي قد أتى بشكل عفوي فإنَّه لا يمكن أن يُقصد به الشعر وبالتالي فإنَّه لا يمكن القول بأنَّه شعر.

وكمثل ابن خلدون فقد قام على تعريف الشعر على أنَّه عبارة عن الكلام البليغ الذي يتم بناؤه على الأوصاف وكذلك الاستعارة، وبالتالي فإنَّه مفصَّ بالعديد من الأجزاء التي تتفق من حيث الوزن والروي على حدٍ سواء كما وأنَّه مستقل تماماً عن الغرض والمقصد عما قبله وكذلك بعد، حيث يجري الشعر على الطرق والأساليب العربية المخصوص به.

يمكننا القول بأنَّ الفلسفة تتمثل في أجل مظاهرها وصورها وهذا من خلال المحاولات ذات الطابع الإنساني من أجل الوقوف أمام كافة أشكال وأنواع التساؤلات الكُبرى، والتي لا تزال هذه التساؤلات تشغل الإنسان وهذا على مرِّ العصور، ومن أبرز الأمثلة على هذا الأمر هي التساؤلات التي تتعلق بكل من:

  • الموت والحياة.
  •  التساؤلات التي تتصل ببداية الخلق.
  • التساؤلات التي تتعلق بالحقيقة التي يمتلكها الكون.
  • التساؤلات التي تتعلق بالدور الذي يقوم به الإنسان إلى جانب مصيره في النهاية.

حيث تعتبر هذه التساؤلات نابعة من العقل البشري ذاته التي عمل على ابتكار الشعر في ذات الوقت وهذا من أجل أن يتم إطلاق هذه التساؤلات بكافة أشكال القوالب ذات الطابع الأدبي المتعددة والمختلفة، حيث نجد أنَّ الشاعر يُحاول جاهداً من أجل أن يُعبِّر عن كل شيء يخطر في بال الإنسان، ومن بينها تلك القضايا ذات الطابع الفلسفي، وكأنَّ الوظيفة الأولى التي يقوم بها الشاعر القلق اتجاه كافة التساؤلات.

حيث نجد أنَّ الفلسفة قد شهرت في الشعر الذي عمد إلى كتابته الكثير من الشُعراء العرب قديماً وهذا على شكل الحكم وكذلك التأملات المختلفة، كما وأنَّها تمثلت من خلال أنَّها تجسدت وتجلَّت عن العديد من الشُعراء العرب المختلفين، وهذا كمثل: الشاعر زهير بن أبي سُلمى، الشاعر الشنفري وليد، وغيرهم العديد من الشعراء الآخرين.

بدأت الفلسفة في الشعر العربي تتخذ الوضوح الأكبر وهذا عندما تطورت وازدهرت الحركة في العلوم إلى جانب الترجمة وكذلك الفلسفة ذات الطابع اليوناني وهذا في العصر العباسي، ويظهر هذا كثيراً في الشعر الذي عمد إلى كتابته الشاعر أبي تمام وكذلك الشاعر أبي العتاهية.

أمَّا بالنسبة للشاعر أبو الطيب المتنبي، فإنَّ شعره كان عبارة عن الحالة الفلسفية الفريدة والمختلفة من نوعها وهذا كافة كافة جوانب الحياة ومناحيها، حيث يقول” إذا ما تأملتُ الزمان وصرفه تيقنت أنَّ الموت ضرب من القتلِ وما الدهر أهل أن تؤمل عنده حياة وأن يُشتاق فيه إلى النسلِ”

وبالنسبة للشاعر أبو العلاء المعرّي فيعتر من أشهر الشعراء الفلاسفة العرب، حيث وصِف بأنَّه فليسوف الشعراء إلى جانب أنَّه شاعر الفلاسفة كذلك، وفي كل مرحلة من المراحل الشعرية فإنّ لفلسفة قد استمرت بالتطور وكذلك بالظهور، وحتى في العصر الحيث كذلك.

وهذا بعد أن ظهرت مدرسة كل من  المدرسة الواقعية وكذلك المدرسة الرومنسية، حيث أنَّ الأشعار في كلا المدرستين فإنَّهما يتسمان بالتأملات المتعددة إلى جانب التكلُّم عن النفس والذات البشرية إلى جانب التحدث عن الإنسان بشكل عام والقضايا التي تتعلق به كذلك.

من هم أبرز الشعراء الذين ظهرت في أشعارهم الفلسفة

ومن أبرز الشعراء الذين ظهرت الفلسفة في شعرهم بشكل واقعي وجلي هما:

  • والشاعر أيليا أبو ماضي.

حضور الفلسفة في النقد الأدبي

لم تظهر الفلسفة فقط في الشعر في الأدب العربي فقط وإنَّما ظهرت كذلك في أشكال وأنواع الأدب العربي المختلفة الأخرى، وبما فيها النقد العربي، حيث أنَّها كانت عبارة عن الأسلوب وكذلك الطريقة الذي يسير وراؤه البعض سواء كان هذا متعلقاً بالألفاظ أو متعلقاً بالأفكار المختلفة وهذا من أجل طرح وإطلاق الكلام إلى جانب الحكم على الأمور المعينة.

حيث أنَّ النُقاد العرب قد لاحظوا كثيراً بيان وظهور الفلسفة وهذا في الشعر إلى جانب أنَّ المواقف التي امتلكوها متباينة كثيراً اتجاه تلك الظاهرة، وهذا ما بين القبول” التأييد” والرفض لها، حيث يعتبر النقد عبارة عن العلم القائم بحد ذاته، كما ويُعد عملية معقدة جداً يتم بناؤها وهذا على:

  • أساس الفكر.
  •  الفلسفة.
  • إضافة إلى الأيديولوجيا.
  • وكذلك الثقافة.
  • الفن، وهذا بغية تحليل النصوص الأدبية المختلفة.

وبالتالي فإنَّ النقد الأدبي هو عبرة عن استقصاء وهذا لكافة التجارب المختلفة التي قام بها البشر وهذا من أجل تكوين المواقف النقدية الخاصة، وهذا فإنَّ هذا الأمر يعمل على تمثيل طريقة الفلسفة وهذا فيما يخص كل من البحث إلى جانب الوصول إلى الحقيقة.

المصدر: الأدب العربي عبر العصور، هدى التميمي, ‏دار الساقي، 2017.مقالاتنا في الأدب العربي، بدر حلمي حلمي بدير، 1987.الطير في الأدب العربي، محمد أحمد أبو زبيد، 1998.الادب العربي بين البادية والحضر، إبراهيم عواين، 1981.


شارك المقالة: