ما هو مستقبل الكتابة باليد؟

اقرأ في هذا المقال


في عام 2016 إحدى الصحف نشرت موضوع يخصّ الكتابة باليد، وذكرت بأن الكتابة باليد أصبحت أمر غير مهم، لكن تفاجأت هذه الجريدة بالردود المعاكسة لرأيها؛ حيث توضّح من خلال هذه الردود بأن الكتابة باليد لا زالت أمراً مهماً في مستقبل الثورة الرقمية، فقد كانت النقطة الأساسية لبعض الصحف أيضاً بأن الطباعة تمكّن الكاتب من كتابة كلمات بعدد أكبر؛ لأنها أسرع من الكتابة باليد وأيضاً الطباعة مهارة مطلوبة في سوق العمل.

تاريخ الكتابة باليد:

أول كتابة ظهرت كانت قبل خمسين عام في العراق، وهي الكتابة المسمارية التي كانت تكتب أو تنحت على ألواح الطين، وبعد ذلك ظهرت اللغة الهيروغلوفية في مصر حيث كانت رموز هذه اللغة أقرب إلى الأبجديات، فظهر القلم والورقة أول مرة في مصر، وبدأت عملية التدوين وقتها وكانت اللغات المستخدمة مثل: الأوغاريتية والفنيقية وغيرها، مع تطور التجارة والحروب والاحتلال كل هذه الظروف ساهمت بتشابك اللغات ببعضها البعض حتى شكّلت لغة مستحدثة، وكانت بداية الكتابة باليد باستخدام الريش والحبر وتطور الأمر حتى وصلنا إلى ظهور شكل القلم، وبعد ذلك ظهرت أول آلة كتابة في ألمانيا في القرن الخامس عشر على يد المخترع (يوهان جوتنبرغ)، وبدأ وقتها مصطلح جديد للكتابة وهو الطباعة، وأصبح يتبيّن أن الكتابة باليد بدأ يصبح امراً غير مهماً لوجود البديل الأسرع والأسهل وهو الطباعة.

هل بقيت الكتابة باليد أمر مهم بعد الثورة الرقمية؟

بقيت الكتابة باليد أمراً مهماً باعتبارها وسيلة التدوين الأولى، لكن الثورة الرقمية وظهور الكمبيوترات والهواتف الذكية هدد هذه الأهمية لكونهم بديل يختصر الوقت والجهد في التدوين، وكان في رأي البعض أن الكتابة باليد أمر أكاديمي يدرّس في المدارس فقط؛ لأنه أصبح نظام قديم وهو في نظر البعض مجرد هواية، بالإضافة إلى ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي ألغت أهمية الرسائل الورقية مثل رسائل مي زيادة وميخائيل نعمة، ورسائل جبران خليل جبران، فالأثر الأكبر كان في اختفاء بعض من أشكال الكتابة باليد وهي الرسائل الورقية؛ وذلك بسبب وجود أشكال أخرى مثل المدونات ووسائل التواصل الاجتماعي.

هل الطباعة أثرت على أساليب الكتابة؟

بعد إجراء العديد من المقابلات مع عدد من الأدباء، فكان رأي بعضهم أن الطباعة لم تؤثر على أسلوبهم في الكتابة بل على العكس كانت تدعمهم كونها تختصر عليهم الكثير من الوقت والجهد، وأضافوا أن الكاتب الذي يمتلك أسلوب خاص يميزه عن غيره لا يتأثر بهذا النوع من التغيير، والدليل على ذلك الكاتب المشهور (ساراماغو) الذي أخذ جائزة نوبل على جميع أعماله الأدبية والذي استخدم آلة الكتابة في كتاباته، ولا يمكن نكران أهمية بعض المواقع مثل  النصوص التفاعلية التي سمحت بإمكانية تعديل النص، لكن يبقى السؤال هلي بقيت مكانة الكتب الورقية بمكانة الكتب الإلكترونية؟

الإجابة هي لا بل إن الكتب الورقية تبقى الأهم؛ وذلك بسبب أن بعض الكتب تحتاج تأمل كبير أثناء قرائتها وهذا لا يمكن أن يحدث إذا كانت القراءة على شاشة الكمبيوتر، بالإضافة إلى أن البعض يعشق هواية القراءة قبل النوم أو باحتضان كرسي هزاز مثلاً، لكن مستقبلاً لا يمكن التنبؤ بأن الكتابة باليد والكتب الورقية ستبقى بنفس المكانة؛ لأن مع ظهور هذه الثورة الرقمية يمكن أن نقول أن بعض أشكال الكتابة قد اختفت، تبقى الحاجة إلى الكتب الورقية والإلكترونية موجودة؛ لكن لا يمكن التنبؤ ماذا سيحصل على مر السنين وأي طريقة ستتفوق على الأخرى.

المصدر: مستقبل الكتابة التاريخية في عصر العولمة والانترنت/إبراهيم قادري/2001تاريخ الكتابة/د.سليمان أحمد ظاهر/2004فن الكتابة/ أحمد حماد/2013البلاغة العربية وأساليب الكتابة/أيوبي ياسين/1998


شارك المقالة: