مفهوم اللغة الذكورية

اقرأ في هذا المقال


ما هي اللغة الذكورية؟

تم إجراء العديد من الدراسات من قبل مختلف علماء علم اللغة الاجتماعي في البحث تحديد الفروق اللغوية الخاصة بين النساء والرجال. فدرس اللغوي بيتر ترودجيل واللغوية ديبورا تانين اللغات المستخدمة من قبل الجنسين. فعندما نقول لغة ذكورية لا نقصد بأنها لغة كباقي اللغات المتحدثة في العالم ذو علم واسع من نحو وصرف وأصوات وغيره، ولكنها تعتبر أسلوب كلام لغوي متبع من قبل أفراد محددين في المجتمع.

وتشير بعض المصادر العلمية بأن كون هناك لغة خاصة مستخدمة من قبل الرجال، فهذا دلالة على وجود علاقة فسيولوجية تجعل كل جنس يتحدث بأسلوب لغوي معين. وليس هذا فقط بل يشير البعض الآخر من الدراسات إلى أن سبب تحدث كل جنس أسلوب لغوي معين يرجع إلى التأثير الثقافي جنبًا إلى جنب مع التنميط والتحيز، فتبين أن هذه العوامل تلعب دورًا كبيرًا في الاختلافات اللغوية بين النساء والرجال.

لماذا يتحدث الرجال والنساء بشكل مختلف؟

لفترة طويلة، كان الرجال والنساء يؤدون مهامًا مختلفة، وكانوا مشغولين بأعمال مختلفة تتطلب مهارات مختلفة. فالناس ليسوا متشابهين، والتأثير الثقافي الهائل جعلهم يفكرون ويتحدثون بشكل مختلف. كما يمكننا القول أن كل واحد منا هو مزيج خاص من هذه الخصائص، فيتمتع كل من النساء والرجال بمدى قدراتهم الخاصة التي تشكلت من خلال ماضيهم الفريد.

كل شخص يختلف عن الآخر، ولكن إذا نظرنا إلى الفروق بين الجنسين، فيجب الإشارة إلى أن هناك مشكلات طبيعية تعتمد على جسم الإنسان، فيميل الرجال والنساء إلى التفكير والتحدث بشكل مختلف. كما يقول علماء النفس إن النساء يجمعن التفاصيل بشكل مختلف ويرتبنها في أنماط معينة، ولكن هذا لا ينطبق على الرجال، فعادة ما يكون لدى الرجال أفكار مبعثرة.

ولكن تعد طريقة تفكير الرجال مباشرة، وهذا يجعلهم يتخذون القرارات بشكل أسهل بكثير من النساء. فعند اتخاذ القرار تعتمد النساء على المزيد من المعايير، فهم يفكرون في المزيد من الخيارات والأصناف وينظرون إلى قضية من وجهة نظر سياقية.

يواجه الرجال في بعض الأحيان صعوبة في التعبير عن حاجاتهم ومشاعرهم، كما أنهم لا يستطيعون انتقاء الكلمات بسهولة مثل النساء. كما تم إجراء دراسة تبين بأن الرجال عادة ما يستخدمون ألفاظ وتراكيب لغوية بسيطة وقصيرة. وتبين مع معظم علماء اللغة بأن لغة الرجال تكون بسيطة وليست معقدة؛ لأنهم لا يقومون بمهام عديدة، أي لا يقومون بتدريس أطفالهم كما تفعل النساء وخلق الانسجام والتفاهم في الأسرة.

بينت اللغوية هيلين فيشير في دراسة أجرتها في عام 2005، أن الرجال كان همهم الأساس هو الصيد أو العمل، وهذه أعمال لا تساعد على تطور اللغة بشكل محترف. فيقول أحد الأمثال الشعبية في الصين، أن اللسان هو سيف المرأة وهي لا تدعه يصبح صدئًا على الإطلاق.

اللغة القياسية واللغة الذكورية:

في الواقع، لا يقومون الرجال باستخدام اللغة القياسية بشكل كبير؛ وذلك لأنهم يعتقدون أنه يجب عليهم أن يشعروا بالراحة أثناء الحديث وألا يتم تقييد كلامهم بقواعد لغوية من شأنها ألا تعبر عنهم بالشكل المطلوب، كما أن المجتمع لا يتوقع من الرجل أن يتحدث مثل هذه اللغة.

ولكن تستخدم النساء اللغة القياسية أكثر بكثير من الرجل لأن المجتمع يتوقع منهن القيام بذلك. فإذا تصرفت المرأة بطريقة مخالفة للقواعد، فسيتم الحكم عليها بدرجة أشد من الرجل في نفس الموقف. ومرة أخرى، تتمسك هذه القوالب النمطية بحقيقة أن النساء مرتبطات بأصحاب الأسرة الذين يقومون بتربية الأطفال. وعلاوة على ذلك، تظهر الاختلافات اللغوية بسبب الجوانب المادية لجسم الإنسان والتعليم وملايين السنين من التطور البشري.

هل الرجال كثيرو الكلام؟

هناك صورة نمطية واسعة الانتشار، تظهر فيها المرأة بأنها العنصر الأكثر حديث في المجتمع، وهي من يسيطر على الكلام في المحادثة. ولكن إذا نظرنا إلى الحديث في سياقات مختلفة، فسنرى أن له وظائف مختلفة، أي أن لكل سياق كلام محدد طريقة لغوية وعدد كلمات محدد يتم استخدامه من كلا الجنسين.

ولكن أكدت دراسة أُجريت في المملكة المتحدةوالولايات المتحدة الأمريكية، بأن الرجال يسيطرون على الحديث أثناء اجتماعات العمل والندوات والأحداث التنظيمية؛ وذلك لأن الرجال يرون أن هذا النوع من الهيمنة في الحديث هي التي تناسبهم. ولكن تعد النساء أكثر استعدادًا للتحدث في سياقات اجتماعية خالية من التوتر، حيث يمكنهن تطوير العلاقات الاجتماعية وتحسينها. ولكن لوحظ أنه خلال البرامج التلفزيونية التي يتم فيها إجراء مقابلات مع مختلف الأجناس، يستغرق الرجال وقتًا أكبر في التحدث في العلاقات الاجتماعية من النساء.

المصدر: The Language of Man: Learning to Speak Creativity Book by Larry Robertson, 2016The Language of Men Book by Anthony D'Aries, 2012Language and Gender Book by Penelope Eckert and Sally McConnell-Ginet, 2003Language and Gender: An Advanced Resource Book Book by Jane Sunderland, 2002


شارك المقالة: