مناسبة قصيدة - فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا -

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالشاعر مالك بن الريب التميمي:

وأمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو مالك بن الريب المازني التميمي ولد سنة ” 21 ” للهجرة في نجد بالجزيرة العربية، يكنّى بأبي عقبة ويعد شاعرًا وفارسًا شجاعًا، توفي سنة ” 57 ” للهجرة.

مناسبة قصيدة ” فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا “:

الشاعر مالك بن الريب التميمي كتب قصيدة يرثي نفسه بها عندما تاب بعد أنْ كان لصً ثم إستوى في جيش المتوجه إِلى خرسان بقيادة سعيد بن عثمان بن عفان، فقد حرص في أنْ يكون فارسًا شجاعًا في المعركة وفي الطريق لدغته حيّةً فأحس أن الموت حان أجله فكتب قصيدة رائعة يبكي فيها نفسه، قائلاً:

فيَا صَاحبي رَحْلىِ دَنَا المـوتُ فانْزِلاَ
برابيــــةٍ إنّي مُقيمُ ليَا لِيَا

أقيمَا عَلىَّ الْـيَوْمَ أَوْ بعــضَ لَيْلةٍ
وَلا تُعجلانِي قَــدْ تَبيّن مَا بيا

وَقُوماَ إذَا ما اســتُلّ رُوحِي فَهيّئا
لِيَ السِّدرَ والأكْفَانَ ثم ابكيا ليا

وَخُطّا بأطْرَافِ الأَسـِنّةِ مَضْـجَعِي
وَرُدَّا عَــلىَ عينيَّ فَضْلَ رِدَائيا

وَلا تَحْسُدَانِي- بـَارَكَ الله فيـكُمَا
مِن الأرْضِ ذاتِ العَرْضِ أن توسِعا ليا

فلله دَرِّي يَـــوْمَ أَتْركُ طـَائعاً
بَنيَّ بأعْلىَ الرّقمـــتين وَمَالِيَا

وَدرُّ الظباءِ السّانحاتِ عـشــيّةً
يخبّرْن أنّي هَالِكٌ مَــن ورائيا

خُذانِيِ فجُـرّاني بُبردي إليـكُما
فقد كُنتُ قبلَ اليْوَمِ صعباً قياديَا

وقَدْ كنْتُ محموداً لدَى الزّادِ والقِرىَ
وعَنْ شَتْميَ ابنَ العمّ والجارَ وَانيا

وقد كنتُ صَبَّاراً عَلى القِرْن في الوَغَى
ثقيلاً على الأعْدَاءِ عَضْباً لِسـانيَا

وَلاَ تَنْسَــــيَا عَهدِي خليليَّ إنّه
تقطّعُ أوْصَــالي وتبْلىَ عِظامِياَ

يقولُون لا تَبْعدْ وَهُـــمْ يَدفِنُونَنِي
وأَيْنَ مكانُ البُعدِ إلاّ مَكــَانيا

غدَاةَ غدٍ يا لهَف نفســِي على غدٍ
إذا أَدلَجُوا عنّي وخُلّفـتُ ثَاويَا

وأصبح مَا لي من طًرِيفٍ وتـــالِدٍ
لِغْيري وكَان الْمَالُ بالأمْسِ مَاليَا

وَمَا كَانَ عَهدُ الرّملِ مني وأهـْــلُه
ذميماً، وَلاَ بالرَّمْلِ وَدَّعْـتُ قَالِيا

المصدر: المصدركتاب " مجنون ليلى " تأليف أحمد شوقيكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعود


شارك المقالة: