من هو زيد الخيل؟

اقرأ في هذا المقال



اسمه

هو زيد الخيل بن مهلهل أبو مكنف الطائي النبهاني المعروف بزيد الخيل في الجاهلية، وأدرك الإسلام ووفد على النبي صلَّ الله عليه و سلم وسماه زيد الخير، حيث كان علماً من أعلام الجاهلية ، وكان من أجمل الرجال، وأتمِّهم خلقة، وأطولهم قامة،حتى إنَّه كان يركب الفرس فتمس رجلاه الأرض، وكان فارساً عظيماً ورامٍ من الطراز الأول.
أبناؤه
وله ابنان: مكنف وحريث، أسلما وصحبا النبي محمد عليه السلام، وشهدا حروب الردَّة مع خالد بن الوليد، كما أنَّ له ابناً اسمه عروة، كما تعتبر قبيلة زوبع من شمَّر من نسله.

قصّة إسلامه
لما بلغت أخبار النبي محمد صل الله عليه و سلم، سمع زيد الخيل ووقف على شيء ممّا يدعو إليه، أعد راحلته وجمع السادة الكبراء من قومه وفيهم زر بن سدوس، ومالك بن جبير، وعامر بن جوين، وغيرهم ودعاهم إلى زيارة يثرب( المدينة المنورة)، ولقاء النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وكان سيد قومه وفارس عظيم، إذا أسلم أسلم معه كبار القوم وعليتهم، وركب زيد الخيل، ومعه وفد كبير من طيء فلمّا بلغوا المدينة، توجَّهوا إلى المسجد النبوي الشريف، وأناخوا ركائبهم ببابه، وصادف عند دخولهم أن كان النبي عليه السلام يخطب المسلمين على المنبر وقت خطبة الجمعة، فراعهم كلامه، وأدهشهم تعلُّق المسلمين به.
ولقد كان النبي محمد عليه السلام فطناً فلمَّا أبصرهم، ورأى وفداً يدخل المسجد أول مرَّة، حتى أدار بعض الكلام وخاطبهم به، فقال:
” أنِّي خير لكم من العزَّى، ومن كل ما تعبدون، إنِّي خير لكم من الجمل الأسود، الذي تعبدونه من دون الله”.
فوقع كلام النبي في نفس زيد الخيل ومن معه موقعين مختلفين، بعضهم استجاب للحق، وأقبل عليه، وبعضهم تولَّى عنه، واستكبر عليه مثل: زر بن سدوس الذي دبَّ الحسد في قلبه، وملأ الخوف فؤاده، عندما رأى الرسول عليه السلام في موقفه الرائع، تحفة القلوب، وتحوطه العيون، ثم قال لمن معه:” إنِّي لأرى رجلاً ليمكن رقاب العرب، والله لا أجعله يملك رقبتي أبدا”.
ثم توجَّه إلى بلاد الشام وحلق رأسه و تنصَّر، وأما زيد والآخرون، فقد كان لهم شأن آخر، فما أن انتهى النبي محمد عليه السلام من خطبته، حتى وقف زيد الخيل، بين جموع المسلمين، وقف بقامته الممشوقة، وأطلق صوته الجهير وقال: يا محمد، أشهد أنَّ لا إله إلا الله، وأنَّك رسول الله.
وأقبل النبي عليه السلام على زيد الخيل ثم قال: ” من أنت؟ قال أنا زيد الخيل المهلهل، فقال النبي عليه السلام:” بل أنت زيد الخير، لا زيد الخيل، الحمد لله الذي جاء بك من سهلك وجبلك، ورقَّق قلبك للإسلام”، فعُرف بعد ذلك بزيد الخير.

ثمَّ أسلم مع زيد جمع من صحبه من قومه ثمَّ مضى به النبي عليه السلام إلى منزله ومعه عمر بن الخطاب، ولفيف من الصحابة، فلما بلغوا البيت طرح النبي عليه السلام لزيد متكئاً، فعظم عليه أن يتكيء في حضرة النبي محمد، رغم أنَّه لم يمض على إسلامه سوى القليل من الوقت، أو أقل.

وفاته
كان زيد الخير يتمنَّى أن يلتقِ بقومه، وأن يكتب الله لهم الإسلام على يديه، وطفق يسابق المنيَّة، والمنيَّة تسابقه، لكنَّها ما لبثت أن سبقته، فلفظ أنفاسه الأخيرة في بعض الطريق، ولم يكن بين إسلامه و موته متَّسعاً لأن يقع في ذنب.

المصدر: كتاب الشعر و الشعراء.


شارك المقالة: