نظريات الفلسفة الرواقية

اقرأ في هذا المقال



يشبّهون الرواقيون الفلسفة باختصاصاتها الفرعية بالبستان المليء بالثمار، فالمنطق يقابل الجدران التي تحمي البستان، والطبيعيات هي الأشجار التي تنمو عالياً، أما الأخلاق فتشكل الثمار في البستان، إذاً تنقسم الفلسفة الرواقية إلى اختصاصات فرعية تتمثل بالمنطق والطبيعيات والأخلاق.

نظرية المنطق الرواقي:

بحث الرواقيين في مجال المنطق – logikê – بحيث كان شاملاً وواسعاً، فلم يقتصر على تحليل أشكال الجدل فقط بل شمل أيضاً فلسفة في اللغة ونظريات المعرفة، أي بحث في مجالات أخرى من مثل نظريات المفاهيم، وقواعد الخطابة، والمسائل المنطقية والفهم والتفكير .

بالإضافة إلى المنطق الشكلي يتضمن المنطق الرواقي أيضًا دراسة نظرية اللغة ونظرية المعرفة، توسّع الرواقيون في علم القياس وذلك بإضافة خمسة أقيسة شرطية، وخرجوا بخلاصة مفادها أنّ جميع النتائج الصحيحة، وبالتالي تكون المتغيرات لا من المفاهيم بل من الأقوال.

الأقيسة الشرطية:

  1. إذا كانت A تكون B، الآن A موجودة إذاً B موجودة أيضاً.
  2. إذا كانت A تكون B، الآن B غير موجودة إذاً A غير موجودة أيضاً.
  3. لا يمكن A وB أن تكونا معاً، الآن A موجودة إذاً B غير موجودة.
  4. إما A أو B، الآن A موجودة إذاً B غير موجودة.
  5. إما A أو B، الآن B غير موجودة إذاً A موجودة.

منطق فلسفة اللغة:

اعتمد الرواقيون في فلسفة اللغة على نشأة الكلمات -etemologie- فبحثوا في أصل عن كل كلمة، ولكن ربما أبرز ما بحثو فيه الرواقيون بفلسفة اللغة هي نظرية الدلالة، فقام الرواقيون بالتميز بين الدال والمدلول والموضوع الواقعي، فالدال هو شكل صوتي يرتبط بالصوت وبتأثيره باعتباره جسماً، أما الموضوع فينتمي إلى الفضاء الطبيعي، أما الدلالة – lekta – فهي بعكس ذلك غير جسمانية، بل هي نتاج نشاط ذهني الذي يطبقه العقل كتعبير صوتي للغة، ويمكن اختصار ذلك بمعنى أنّ الكلام هو إحداث تعبير صوتي يعبر عن مفكّر به.

نظرية المعرفة الرواقية:

تعتمد النظرية المعرفة لدى الرواقيين على أسس مادية، فكل معرفة تصل إلى العقل -لوغوس- تكون بواسطة الحواس، وهذا العقل يقتصر نشاطه على ما توفره الأعضاء الحسية الجسدية، فيكون العقل أبيض نقي فتطبع الحواس ما تريد، وهذا ما أراد الرواقيون تفسيره بأن تغير الإدراكات حالة نفسنا المادية – كريسبوس-، أو ما تنطبع فيها كما تنطبع الشمع -زينون-، وهذا الانطباع الناشئ يرتبط بانطباعات أخرى.

نظرية الطبيعة الرواقية:

كما قلنا سابقاّ بأن الرواقيون هم ماديون، فلا عجب بأن يعترفوا فقط بالوجود إلّا لما يفعل أو يتألم لأي جسم، فالأجساد وحدها هي الموجودة بنظرهم، والمنفعل هو ما يتوافق مع المادة، والفاعل هو ما يتوافق مع العقل.


شارك المقالة: