ما هو تحديد الجمهور في خطة العلاقات العامة؟

اقرأ في هذا المقال


تحديد الجمهور في العلاقات العامة:

يستخدم مفهوم الجمهور فى العلاقات العامة ليشير إلى أي إجابة تحتوي على فردين أو أكثر، يوجد بينهم مصالح وأهداف مشتركة. ويتأثر هذا الجمهور فى بعض المنظمات ويؤثر فيها في نفس الوقت، لكن عدد الجمهور لا يمكن حصره بعدد معين فهو تقريباً عدد لا نهائي، ومع هذا فإنه من الضروري فى العلاقات العامة تحديد أهم الجماهير بالنسبه للمنظمة وأكثر الوسائل فاعلية فى الاتصال بالجماهير.
والهدف من تعيين الجمهور هو الوصول الى قطاعات المجتمع التى لها أهمية بأهداف الاتصال، ويكون هذا التخصيص بسيطاً إذا كانت الجماهير معينة ومحصورة فى جداول لدى المنظمة، كجمهور العاملين مثلاً أو جمهور حملة الأسهم أو الموردين وغيرهم. وعملية التخصيص هذه توفّر الكثير من الجهد والنفقات؛ لأنها تُركّز على الهدف مباشرة ولا تتفرق الجهود حوله دون أن تصيبه.
وقد اختلف مختصيين العلاقات العامة فى تسمية جماهيرها، رغم أن هناك شبه اتفاق على تعيين أنواع هذه الجماهير فلا خلاف أن هناك جمهور داخلي هو مركز البدء فى أنشطة العلاقات العامة، وهناك قاعدة أساسية تقول أن العلاقات العامه تبدأ من الداخل لتتجه بعد ذلك إلى الخارج، حيث أن فاقد الشيء لايعطيه، ومن العسير أن يعامل الجمهور الداخلي جماهير المنظمة الخارجية بروح الود والتفاهم كان هو نفسه لا يلقى هذه المعاملة فى الإدارة.
حيث يتكون الجمهور الداخلي للمنظمة، من العديد من الأفراد الذين يعملون داخل المنظمة من فنيين، إداريين وعُمّال، وقد يزيد هذا الوصف ليشمل أصناف أخرى غير العاملين بالمنظمة من مؤسسين، مساهمين. كما أن الجمهور الداخلي أكثر اهتمام وتأثر بالتطورات التى تجري فى المنظمة وهو بداخله، وانضمامه إلى جماعات كثيرة فى المجتمع المحلي ينقل الاهتمام والتأثير إلى الخارج فى كثير من الأحيان.
ومن جماهير العلاقات العامة أيضاً الجمهور التجاري ويعني الافراد الذين يتشاركون في المنافع المادية مع المنظمة سواء كانت تقدم خدمات أو منتجات، وحتى إذا كان هذا الجمهور مستهلك لهذه السلع أو مستفيد من تلك الخدمة أو مورّد ووسيط بين المنتج والمستهلك. وهناك أيضاً الجمهور الخاص الذى يرتبط عمله بنشاط المنظمه ويتأثر باتجاهاته وأفعال نحوها وعلى سبيل المثال نستطيع أن نقول أن جمهور والمحامين ورجال النيابة هو أحد الجماهير المعينة التي تتضامن معها وزارة الداخلية.
ومن الضروري أن لا تبتعد المنظمة عن الجمهور الخارجي، الذي قد يوجد فى نفس المدينة أو على مستوى الأقليم أو مستوى الدولة وأحياناً على الصعيد العالمي، إذا اتسع نشاط المنظمة ليُغطّي هذا المجال ولكل جزء من أجزاء النشاط الاجتماعي مجموعة من الجماهير التى يتصل بها خبير العلاقات العامة. وقد يتصل ممارس العلاقات العامة بجماهير العمال ورجال التعليم والطلاب من الجماهير النوعية التى تجمع الجمهور العام، وفي الميدان الفني نجد أن الجماهير تتضمن من، الكُتّاب، المؤلفين، المُلحّنين، النّقاد.
حيث يُعد دور العلاقات العامة دور أساسي في الوصول إلى هذه الجماهير المختلفة؛ لكسب ثقتها والتوصل إلى التفاهم معها فقد أصبح من الأساسي أن تتوافر لدى إدارة العلاقات العامة معلومات أساسية عن نوعيات هذه الجماهير والخصائص المشتركة بينها والاتجاهات والعادات السائدة، والتى تكون عقبة أمام السياسات الجديدة على العكس من ذلك إذا جاءت هذه السياسات متفقة مع القيم والاتجاهات السائدة لهذه الجماهير
كما أن لكل جمهور له مصالحه الخاصة التى قد تختلف عن مصالح الجماهير الأخرى، فمصلحة المساهمين تكون في تحقيق أكبر قدر من الأرباح، بينما مصلحة العمال والمستخدمين هى الحصول على أكثر الأجور والموزعون يريدون سلع قليلة الثمن لبيعها بأسعار مرتفعة، كما أن المستهلكين بدورهم يريدون شراء السلع بأقل الأسعار. وعلى الإدارة أن تحلل جميع المصالح المتضاربة والجوانب المتعددة وما يطرأ عليها من تغييرات، ثم تعمل على الجمع بينها وتطبيق العدالة بالنسبة للجميع، حيث تُعد هذه الوظيفة العليا من وظائف الإدارة ترتبط بشكل مباشر بالعلاقات العامة.
حيث أن نوعيات هذه الجماهير تتغير من وقت إلى آخر، فشباب اليوم هم شيوخ الغد وكما أن الاتجاهات السياسيّة والاهتمامات الاقتصاديّة والقيم الاجتماعيّة مُعرَّضة للتغيرات من جمهور إلى آخر، لذلك فإن تحليل الجماهير والتعرّف على طبيعتها وصفاتها تُعدّ عملية مستمرة لا يجب أن تتوقف، ولهذا السبب يضع خبراء العلاقات العامة جلّ اهتمامهم دائما الشعار القائل، اعرف جمهورك.

المصدر: العلاقات العامة،طلعت عبد الحميدالعلاقات العامة، محمد الباديالعلاقات العامة،علي عجوة


شارك المقالة: