ما هي أهمية تحديد المفاهيم في بحوث العلاقات العامة؟

اقرأ في هذا المقال


أهمية تحديد المفاهيم في بحوث العلاقات العامة:

من مبادئ البحث العلمي تعريف المفاهيم التي سيتم اختبارها ودراستها، أو التي وردت في فروض البحث وتساؤلاته، ذلك أن الكثير من المفاهيم يدل على معانٍ مختلفة، فالمفهوم الواحد قد يعني شيئاً معيناً في أحد العلوم، لكنه يعني شيئاً مختلفاً في علم آخر، كما أن المفهوم الواحد يدل على أكثر من معنى في مجال التخصص، فمفهوم الوظيفة يدل على المهنة أو العمل الذي يزاوله الشخص.
كما يدل على عمليات نفسية داخلية أي داخل الفرد، كالتفكير والتأمل، وفي الزمن نفسه هناك مفاهيم متقاربة في المعنى مثل، الحافز، الدافع، الحاجة، إن هذه المفاهيم الثلاثة متقاربة، وهناك أيضاً مفاهيم متقاربة المعنى في مجال الاتصال مثل مفهوم، الرأي، الاتجاه، الإعلام، الاتصال، ومن هنا تبرز ضرورة تعريف المفاهيم المستخدمة في البحث العلمي، وإلا حدثت وظهر سوء الفهم.
وهناك نوعان من التعريفات الخاصة بالمفهوم في البحث العلمي، النوع الأول هو التعريف النظري، والذي يتمثل فيه كبنية فكرية حسبما تتضمن ذلك الكتابات التي تناولت هذا المفهوم، فالباحث الذي يقوم بدراسة الرأي العام من زاوية معينة، سوف يجد تعريفات متعددة لمفهوم الرأي في الكتابات النظرية ومن تلك الكتابات يستمد الباحث تعريفاً نظرياً لمفهوم الرأي العام.
أمّا التعريف الإجرائي فإنه التعريف الذي يضعه الباحث للتعبير عن المفهوم، ويُعبّر عن الرؤية الخاصة بالباحث بشأن كيفية قياسه، ففي بحث عن اتجاهات الرأي العام نحو سيطرة الدولة على وسائل الإعلام، فقد يضع الباحث تعريفاً لمفهوم الرأي العام، بأنه الرأي الذي عبرت عنه غالبية البحث بشأن سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام. وتتضح أهمية التعريف الإجراائي في البحث العلمي أيضاً في واقع ارتباط البحوث بمجتمع ما، وواقع معين بخصائص مميزة قد لا تتناسبه التعريفات النظرية للمفاهيم.
ومن ثم تتم بلورة تعريف إجرائي يناسب الواقع الذي يجري فيه البحث، ومن الطبيعي الاستفادة من المصطلحات النظرية ففي صياغة التعريف الإجرائي، ولذلك يجب على التعريف الإجرائي ألا يتناقض مع الأصول النظرية المتعارف عليه في التخصص، بل هذه الأصول يجب أن تكون بمثابة مصدر الإمداد الفكري للحصول على صياغة تعريف إجرائي يناسب البحث.

المصدر: مناهج البحث العلمي في الدراسا الإعلامية، شيماء زغيبمناهج البحث العلمي، أحمد بن مرسليمناهج البحث العلمي، محمد الرافعي


شارك المقالة: