الإمكانات البشرية في العلاقات العامة:
لا شك أن العنصر البشري له أهمية بالغة في التنظيم الإداري للعلاقات العامة بصفة عامة. وفي تنظيم الإدارات المتخصصة بصفة خاصة، بل له أهمية بالغة في وصول العلاقات العامة إلى أهدافها بفاعلية داخل المنظمة وخارجها وفي مواجهة كل جماهيرها. ولكي يحقق العنصر البشري كل هذه الأهمية ينبغي أن تتوفر فيه الصفات خاصة وأساسية، وهي صفات لا تتوفر في كل شخص وتعتبر من التحديات التي تواجه خبراء العلاقات العامة.
وينبغي توفّر العديد من الأمور في خبير العلاقات العامة، من شمول المعرفة واتساعها. ومن الطبيعي أن يكون قادراً على تحليله تحليلاً موضوعياً وقادر على أن يفهم وجهات النظر كل الأطراف؛ وهذا يعني أنه لا حدود لما ينبغي أن يعرفه، فكلما زادت معرفة معرفته بالعالم وما فيه، كلّما كان قادر على أنه يمارس مهنته بكفاءة، وهذا التحدي له مغزاة على ضوء ما يحدث في العالم من نمو المعرفة واتساعها وتشعّبها.
ويجب أن يتوافر في خبير العلاقات العامة القدرة على تبسيط الموضوع، فليس مطلوباً أن يفهم موضوعه وأن يستوعب وجهات النظر المحيطه به، بل مطلوب منه أن يكون قادراً على إفهامه للآخرين وإقناعهم به. ويعتبر هو همزة الوصل بين الجماهير، ومن هذا الواقع يكون لازماً عليه أن يفهم هذه الجماهير اللغة التي يتكلم بها كل واحد منهم
لا بُدّ أن يتوافر لديه مهارات فنية كثيرة ومتنوعة فالقدرة على الكتابة والخطابة والمحادثة والمناقشة، تُعدّ ضرورية وحيوية؛ لكي يستطيع أن ينجح في عمله وأ يجدي كل قوالب التعبير الفنية. وكلّما أجاد أكثر من قالب من قوالب التعبير، كلَّما كان أفضل وعليه أن يُجيد فنوناً أخرى كالرسم، التصوير، الإخراج، الدراما. ولا بُدّ أن يتوافر في خبير العلاقات العامة إعداداً نظرياً وعملياً إلى جانب الخبرة العملية.
وخبير العلاقات العامة يعمل في مجالات متنوعة، فهي تتشعب بتشعيب الأنشطة الإنسانية داخل المجتمع بل أنها تمتد إلى خارجه لتواجه المسؤوليات المجتمع الحديث. والمطلوب من خبير العلاقات العامة أن يخدم كل المجالات والأنشطة، بالرغم ما تفرضه طبيعة كل مجال أو نشاط من ظروف عمل وإمكانات متعددة ومحدودة لحركته وعلاقاته ومعاملاته.
