ما هو مفهوم البرامج الساخرة؟

اقرأ في هذا المقال


تعتبر البرامج الساخرة من الفنون الإعلامية التي ترتبط بشكل كبير في الأساليب الاتصالية التي تؤكد على أهمية توفير بيئة إعلامية متميزة، تسعى إلى جذب الوسائل التعبيرية التي تقوم من خلالها التعبير عن الموضوعات الإعلامية بمصداقية وواقعية، تابع المزيد عزيزي القارئ للتعرف على مفهوم البرامج الساخرة.

مفهوم البرامج الساخرة

إنَّ مفهوم البرامج الساخرة يركز على جذب قاعدة جماهيرية عريضة وكبيرة؛ وذلك بسبب استعمال مجموعة من الاتجاهات المتمثلة في السخرية على أن يتم تقديم الواقع كما هو ومن ثمَّ توفير بيئة خصبة بالنسبة للجمهور الإعلامي للنقد حيال الموضوعات الإخبارية التي تم تناولها في البرامج الساخرة على أن تكون نابعة من مشاكلهم الحياتية.

‏الانتقادات التي تعرضت لها البرامج الساخرة

‏تعرضت البرامج الساخرة إلى مجموعة من الانتقادات وخاصة تلك البرامج التي تتبع الطابع السياسي في دول العالم العربي؛ وذلك بسبب قدرتها على تحديد المواضيع السياسية التي تؤثر على نظام الدولة أو على العادات والتقاليد المجتمعية، بحيث ساهمت الوزارات الإعلامية المتواجدة في أقطار الوطن العربي في تحديد مجموعة من المحتويات السياسية ‏والاجتماعية والتي من الممكن ‏استعمالها وتناولها بشكل سطحي ضمن طابع البرامج الساخرة؛ وذلك من أجل تحقيق رأس مال وإيرادات كبيرة، بالإضافة إلى تحقيق شهرة واسعة أمام إثارتها لدى الرأي العام المحلي أو الدولي أو الإقليمي.

‏أهم البرامج الساخرة

  • ‏برنامج بعنوان جوشان والذي يتم تقديمها على التلفزيون العربي وتلفزيون سوريا.
  • ‏برنامج خرابيش والذي يقدم على قناة YouTube في المملكة الأردنية الهاشمية.
  • ‏برنامج بعنوان عطوة كنانة والذي يتم تقديمة من قبل الإعلامي تامر جمال في دولة فلسطين على قناة YouTube.
  • ‏برنامج البشير شو والذي يتم تقديمة على قناة دويتشه فيله في جمهورية العراق.
  • ‏برنامج بعنوان السيناريو والذي تم تقديمة في جمهورية سوريا على قناة أورينت نيوز.
  • ‏برنامج بعنوان فوق السلطة والذي تم تقديمه على قناة الجزيرة العربية من قبل الإعلامي نزيه الأحدب.

وعليه فإنَّ ‏البرامج الساخرة تلعب دور ‏في التأثير على الصحافة الإلكترونية والمواقع الإخبارية المتواجدة على الشبكة العنكبوتية، وذلك من خلال قيامها بإنشاء مجموعة من القصص الإخبارية الصحيحة والمرتبطة بالأحداث المطروحة على الساحة العالمية بطريقة الساخرة، بحيث يتم من خلال هذه القصص جذب جمهور عالمي لا يشكك في منطقية ‏السلوكيات والممارسات التي تقدمها المؤسسات الإعلامية وخاصة فيما يتعلق في المجالات السياسية ومن أشهر مواقع  عالمية للصحافة الساخرة:

  • موقع ذا أونيون.
  • موقع ذا ديلي كورانت
  • موقع بين سوب تايمز.

‏في عام 2013 تم نقل البرامج الساخرة من خلال إجراء مجموعة من التجارب باللغة العربية على المواقع الإخبارية الإلكترونية، حيث ظهر ‏موقع إخباري ساخر تحت عنوان الحدود حيث كان من أهم المواقع المتواجدة في المملكة الأردنية الهاشمية والذي يسعى إلى سرد كافة الوقائع والأحداث السياسية التي تعبر عن هموم ومشاكل المجتمع الأردني، كما تطور هذا الموقع ليصبح من المواقع الأكثر أهمية ودخول من قبل الجماهير الأردنية وال‏جماهير العربية والأجنبية، حيث بلغ عدد متابعي هذا الموقع خمسة مليون متابع.

‏وعليه يكون من الضروري التركيز على أنَّ البرامج الساخرة لعبت الدور في تأطير الموضوعات الإخبارية وجعلها جدّية أكثر  وخاصة في القضايا الترفيهية السياسية والاجتماعية والتي تساهم في التأكيد على الواقع العملي والتوجهات الإعلامية للمواطنين على أن يتم تناولها ضمن البرامج بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، كما يجب أن تكون البرامج الساخرة بمثابة مصدر موثوق للمعلومات الإعلامية قادرة على التأثير على الرأي العام السياسي؛ وذلك من أجل التشجيع على تشكيل وعي مجتمعي واضح.

‏تؤكد البرامج الساخرة على قدرة شبكة الإنترنت في تحديد المصادر المظللة والتي تؤثر بشكل كبير على انتشار محاكاة البرامج الساخرة بحيث تلعب أيضاً دور في التأثير على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على اعتبار أنها من المكونات الثقافية التي ظهرت مع انتشار الرسائل البصرية بالإضافة إلى النصوص الإعلامية المكتوبة.

وهو ما ساهم في قيام المؤسسات الإعلامية في إنشاء بعض الأقسام المتخصصة فقط في صياغة البرامج الحوارية الساخرة. سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، ‏وذلك من أجل تحديد الفئة العمرية والتركيب النوعي للجماهير التي سيتم استهدافهم؛ من أجل تحقيق أهداف البرامج الساخرة، ‏مع أهمية التركيز على أن يكون هنالك مجال للتأثير على الشعبية السياسية بطريقة غير مباشرة، وذلك من خلال  استعمال اللغة الإعلامية والمهارات التكنولوجية بشكل حذر داخل البرامج الساخرة.

المصدر: كتاب قضايا إعلامية وثقافية، د. نجلاء إسماعيل أحمد، 2018.كتاب التشريعات الاعلامية: قراءة نقدية للاسس الدستورية والقانونية التي تحكم أداء وسائل الاعلام، ابراهيم عبدالله المسلمى دار الفكر العربي للطباعة والنشر، 2008.كتاب الحوار الاجتماعي كأداة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. د. مجدي عبدالله شراره.كتاب من أجل حرية الصحافة، إدوي بلينيل، 2015.


شارك المقالة: