ما هو مفهوم الحوار الاجتماعي وعناصره؟

اقرأ في هذا المقال


‏مفهوم الحوار الاجتماعي

‏يعتبر مفهوم الحوار الاجتماعي من المفاهيم التي لا غنى عنها في الحياة اليومية، حيث تؤكد على طبيعة الإنسان وميوله الاجتماعية بالإضافة إلى الاحتياجات الإنسانية والبشرية، كما يعتبر بمثابة وسيلة ‏يتم من خلاله التدقيق على المشاورات والمفاوضات حيال بعض الموضوعات المجتمعية أو التي تهم فئة كبيرة من المجتمع، بحيث يتم من خلال الحوار الاجتماعي صياغة العديد من القرارات التي تساهم في تحقيق المصالح العامة والخاصة للمجتمع فقد يرتبط الحوار الاجتماعي بالموضوعات والمجالات الأساسية الأكثر استهدافًا من قبل المجتمع  من مثل القطاع التعليمي، قطاع الصحة، قطاع العمل والقطاع الاقتصادي.

‏‏

بالإضافة إلى ذلك لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ الحوار الاجتماعي يستهدف بشكل أساسي ‏الشرائح الاجتماعية التي تمتلك المصالح المشتركة على أن تساهم في إيجاد نوع من العلاقات التي تؤكد على الاستقرار الاجتماعي وكيفية الوصول إلى الحلول السريعة؛ من أجل القضاء على الاضطرابات الاجتماعية التي من الممكن أن تنتج أثناء الحوار الاجتماعي، كما يقوم الحوار الاجتماعي على عملية التصحيح والتدقيق للأفكار الاجتماعية المغالطة أو التي تتبنى أفكاراً غير موضوعية وغير هادفه.

‏‏كما يسعى الحوار الاجتماعي إلى بناء حوار صادق، صحيح وموضوعي يتم من خلاله تحديد وسائل التفاهم والاحترام المتبادل وفقد يكون الحوار الاجتماعي بمثابة وسيلة لمشاركة المعلومات والتحاليل الأخرى، المقترحات والأفكار التي تتم ما بين مجموعة من الأفراد التي تربطهم منظمات العمل وما بين أفراد ‏ومجموعة على أن تتم بين المدير والمرؤوسين أو ما بين المسؤولين والفئات المجتمعية كافة.

‏المفاهيم المرتبطة بالحوار الاجتماعي

‏يستهدف الحوار الاجتماعي مجموعة من المصطلحات أو المفاهيم التي تساهم في إثراء الموضوعات التي يتم مناقشتها من خلال الحوار ما بين الفئات المختلفة سواء كانت فئات علمية، فئات تربوية، طبية، تعليمية، بالإضافة إلى  الفئات الأدبية وغيرها، ‏من أهم هذه المفاهيم:

  • مفهوم الجدل: حيث ‏يقصد به المفهوم الذي يسعى إلى تقديم الحجج والأدلة ولا يعتمد على المناقشة بين الطرفين، بل يسعى إلى فرض رأي الأغلبية على رأي الأقلية ومن أنواع الجدال، الجدال الممدوح والذي يعتمد على الوصول إلى الطريق الصحيح وإنشاء حوار اجتماعي متميز بينما الجدال المذموم فهو يعتمد على التعصب للرأي العام دون الآخر دون الاهتمام بصحة المعلومات والبيانات المقدمة.
  • مفهوم المناظرة: ‏حيث يقصد به المفهوم الذي يركز على إعداد مناظرة يتم من خلالها تقديم الآراء المختلفة تجاه الموضوع المطروح على أن يهتم بالشرائح المجتمعية، بحيث يتم الوصول إلى الصواب في النهاية.
  • مفهوم الاختلاف: ‏حيث يقصد به المخزون الذي يسعى إلى تقديم مختلف الآراء ووجهات النظر، بالإضافة إلى تقدير الموضوعات والمعلومات والحكم عليها، كما يتم في الاختلاف التأكيد على المستويات الاجتماعية للأفراد والتي تؤكد على أن هنالك بعض الأفراد يمتلكون قدرات متساوية وأخرى متفاوتة على أن يتم من خلال الحوار الاجتماعي تحقيق سمة التفاعل الاجتماعي ما بين الجماعات والأفراد.

‏عناصر الحوار الاجتماعي

‏يكون من الضروري التركيز على أنَّ الحوار الاجتماعي يمتلك مجموعة من العناصر الأساسية والضرورية والتي لا بُدَّ من تواجدها أثناء إجراء الحوار الاجتماعي ومن أهمها:

‏مادة الحوار

‏حيث يقصد به العنصر الذي يقوم على ضرورة إيجاد موضوع حواري يتم من خلاله الحصول على ملامح ومعلومات، بالإضافة إلى بيانات هادفة، بحيث يتم أيضاً تحليل الموضوع من خلال إنشاء مقدمة منطقية يتم من خلالها توضيح أهم القواعد الأساسية التي سيتم مناقشتها في الحوار الاجتماعي، بالإضافة إلى النتائج التي تم الوصول إليها أثناء الحوار، كما  ‏يجب أن يتم استعمال اللغة الواضحة والمفهومة لكافة الأطراف في مادة الحوار، ‏والعمل على مناقشتها في الوقت والمكان المناسب.

‏صفات المحاور

‏حيث يقصد به العنصر أو الطرف الذي لا يمكن ‏الاستغناء عنها أثناء مناقشة المحاور الاجتماعية، بحيث يجب أن يتسم المحاور الاجتماعي بمجموعة من السمات من أهمها: الصدق، الثقة، وذلك على اعتبارها سمة أساسية يتم من خلالها كسب الموقف نحو الإيجابية، بالإضافة إلى أن يتسم المحاور في قدرته المتميزة في مناقشة الموضوع على أن يتم طرح المعلومات الأساسية وعدم الخوض في التفاصيل غير المهمة، ‏بالإضافة إلى قدرته على الربط ما بين أركان موضوع الحوار الاجتماعي.

المستمع

حيث يقصد به العنصر الأكثر أهمية في الحوار الاجتماعي، وذلك على اعتبار أنَّه بمثابة طرف يتم التأثير فيه، كما يجب أن يتحلى بمجموعة من الخصائص من أهمها:

  • الاستماع بشكل كامل دون المقاطعة للمحاور الاجتماعي.
  • ضرورة أن يقوم بالتعليق على الموضوع عند الانتهاء من الحصول على المعلومات المهمة وذات علاقة بالموضوع.

المصدر: كتاب قضايا إعلامية وثقافية، د. نجلاء إسماعيل أحمد، 2018. كتاب التشريعات الاعلامية: قراءة نقدية للأسس الدستورية والقانونية التي تحكم أداء وسائل الاعلام، ابراهيم عبدالله المسلمى دار الفكر العربي للطباعة والنشر، 2008.كتاب الحرية في الصحافة والإعلام، مرشد عبد صافي، 2017.كتاب من أجل حرية الصحافة، إدوي بلينيل، 2015.


شارك المقالة: