‏ما هو مفهوم الصحافة الصفراء؟

اقرأ في هذا المقال


‏مفهوم الصحافة الصفراء:

‏تعتبر الصحافة الصفراء شكل من أشكال الصحافة، حيث سعت العديد من النظريات الإعلامية والدراسات المعنية في المجالات الصحفية في توضيح وتحديد مفهوم واضح للصحافة الصفراء، أو ما يسمى بالكتب الصفراء، حيث ظهرت مجموعة من الملابسات التي تعتبر ذات صلة بالصحافة الصفراء، والتي تساهم في تشويش المحتويات والمواد الإعلامية والإعلانية بشكل كبير.

‏بحيث تعتمد الصحافة الصفراء على الكلمات التي تحتوي على الذم والقدح، سواء كان ذلك في الأخبار أو الشخصيات أو المؤسسات الإعلامية المتنوعة، حيث تفتقر هنا الصحافة الصفراء للدقة والمصداقية والموضوعية في تناولها للمحتويات الصحفية وإعدادها للمواد الإعلامية المتنوعة بشكل كامل، بالإضافة إلى التهويل والمبالغ والاعتماد بشكل كبير على الأخبار الكاذبة أو الأخبار المحرفة أو الأخبار المتنوعة، كما تعتمد بشكل أساسي على الإشاعات، ‏والتي تساهم في جعل الجمهور الإعلامي أو القارئ المتلقي غير واثق بهذه الصحافة ولا يطمئن لأي مادة إعلامية تقدمها.

سلبيات الصحافة الصفراء:

يجب التركيز على أنَّ هنالك مفارقات ما بين الصحافة الصفراء وما بين الصحافة الشعبية، أو ما تسمى بالصحف الرسمية، بحيث تعتمد بصفة أساسية على مدى اقتراب هذه الصحافة من المجتمع أو الشعب بشكل كبير، بالإضافة إلى قدرتها على مخاطبة المجتمع أو الشعب بألسنتهم وبلغتهم.

بالإضافة إلى قدرتها على توضيح المفاهيم المرتبطة بالمحتويات الإعلامية، حسب المستويات التي ينتمي إليها كل فئة من الشعب، وهو على عكس الصحافة الصفراء التي لا تنظر إلى المصالح العامة، وإنما تهدف إلى ‏تحقيق مصلحة جذب أعلى عدد ممكن من الجماهير الإعلامية المستهدفة نحو محتوياتها التي تشتمل على الإساءة والذم والقدح بشكل كبير.

‏وعليه فإنَّ الصحافة الصفراء قد تتنوع في عملية إصدارها، حيث يوجد منها صحف يتم نشرها للمحتويات بشكل شهري أو دوري أو أسبوعي أو يومي، حيث أصبحت ذات انتشار واسع، وذلك بعد ظهور التطورات التكنولوجيا الإعلامية والإنترنت، كما أصبحت ذائعة الصيت بشكل كبير؛ وذلك بسبب الأثر المتحقق من المحتويات والمواد الإعلامية التي تقدمها، بالإضافة إلى أنَّ الصحافة الصفراء تعتبر من الصحف التي تعاني من ضعف في التوزيع الصحفي في الأسواق الإعلامية، كما أنها تصدر أسماء وعناوين لصحيفتها لا تمت للحقيقة والواقع بصلة.

‏وعليه أيضا فإن الصحافة الصفراء أصبحت تعتمد على مبدأ ضرورة عدم استعمال الحقيقة والنتائج الحقيقية التي تم التوصل إليها حيال القضايا الإعلامية، كما أنها ساهمت بنشر القضايا الإعلامية ذات الإثارة والتي لا تساهم في مخاطبة الإنسان بل مخاطبة الغرائز فيه.

كما تهدف الصحافة الصفراء بالدرجة ‏الأولى والأساسية إلى جمع أعلى قدر ممكن من الأرباح، حيث أنها تعتمد على طبيعة التغيير للأخبار، وذلك من خلال الاعتماد على الضجيج الإعلامي الذي تحدث مجموعة من الموضوعات، إلا أنها تشتمل أيضاً على الممارسات والسلوكيات والاتجاهات التي تتمثل في الابتزاز الصحفي، بالإضافة إلى المبالغة السيئة في الكتابة القصصية، بالإضافة إلى قدرتها على اختلاق العديد من القصص الإخبارية العارية عن الصحة تماماً، وهو ما يساهم في جعل القارئ المتلقي غير راغب في التعرض لمثل هذه القصص.

‏بالإضافة إلى ذلك، فلقد ساهمت العديد من الدول العالمية والمؤسسات الصحفية والإعلامية إلى وضع حد للصحافة الصفراء ومنعها من استخدام المبالغ والتهويل، ‏بالإضافة إلى عدم إدخالها السوق الإعلامي؛ وذلك بسبب تأثيرها على اقتصاديات الإعلام، كما تتعرض ‏الصحافة الصفراء لمجموعة من الانتهاكات الصحفية، خاصة في الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة.

حيث ‏ظهرت الصحافة الصفراء بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بالإضافة إلى أنها تعود إلى الصحف التي استعملت الرسم الكاريكاتوري في إظهار موادها الإعلانية والترويجية، كما ساهمت في استخدام الإشارة غير الأخلاقية والتي تؤثر على القيم الاجتماعية والحكايات الشعبية الأكثر تناول ما بين الصحف العامة.

‏وعليه يكون من الضروري الإشارة إلى أنَّ أكثر الأسباب التي ساهمت في نقل الصحافة الصفراء، وأهمها هو احتواء الصحافة الصفراء على بعض السمات والصفات المعيبة والتي تؤثر على الشعبية الكبيرة التي تمتلكها، وخاصة الصفات التي تؤثر بشكل كبير على الشخصيات المهمة والسياسية في الدولة، بالإضافة إلى اعتمادها على المناهج التقليدية في الوسائل الإعلامية وقدرتها على تلفيق وشن حملات بشكل متوالي على الصحف الشعبية الأخرى.

كما ساهمت الصحافة الصفراء في التأثير على السلوكيات الصحفية التي ظهرت في الصحافة الاستقصائية والصحافة الشعبية، وخاصة فيما يخص إعداد الموضوعات الإخبارية المختلفة والأكثر تعرض من قبل الجمهور الإعلامي.

المصدر: كتاب الصحافة والصحفي المعاصر/ د. محمد الدروبي.كتاب أخلاقيات الإعلام وتشريعاته في القرن الحادي والعشرين/ د. عبدالرزاق الدليمي.كتاب فن المقابلة الصحفية/ طارق الخوري.كتاب الإعلام في ظل التطورات العالمية/ د. عبدالرزاق الدليمي.


شارك المقالة: