أثر المواد الكيميائية على فقدان السمع

اقرأ في هذا المقال


المقدمة:

يتعرض ثلاثة من كل أربعة عمال بناء لمستويات ضوضاء خطيرة في موقع العمل، تعتبر مستويات الضوضاء خطرة عندما تصل إلى 85 ديسيبل أو أعلى، وجدت دراسة أجرتها (NIOSH) لفحص فقدان السمع عبر الصناعات أن عمال البناء لديهم مستويات أعلى من ضعف السمع مقارنة بالعاملين في معظم الصناعات.

كما أن أعلى المعدلات يعاني منها عمال البناء في تشييد المباني غير السكنية والطرق السريعة وبناء الجسور والهندسة الثقيلة والمدنية، مع وجود أدوات كهربائية ومعدات متنقلة ومصادر أخرى للضوضاء الخطرة الموجودة في العديد من مواقع البناء، يكون للعمال أسباب متعددة لارتداء أجهزة حماية السمع، ومع ذلك، وجدت إحدى الدراسات أن واحداً من كل ثلاثة عمال بناء تعرض لضوضاء خطيرة لا يرتدي حماية السمع.

تعتبر المواد الكيميائية من التهديدات الأقل شهرة لفقدان السمع والموجودة في كل موقع بناء تقريباً في جميع أنحاء البلاد، والتي يمكن أن تسبب نفس القدر من الضرر للسمع من الضوضاء العالية، إن لم يكن أكثر.

هل يمكن أن تسبب المواد الكيميائية الخطرة فقدان السمع؟

المواد الكيميائية الخطرة ليست فقط خطرة على صحتنا من الاستنشاق والابتلاع وملامسة الجلد، ولكنها يمكن أن تسبب أيضاً فقدان السمع عندما تقترن بمستويات صوت أقل من التي أوصى بها (NIOSH 85) ديسيبل، وهو متوسط الوقت المرجح لحد التعرض للضوضاء.

يمكن للعديد من المواد الكيميائية أن تعزز الآثار الضارة للضوضاء عندما يتعرض الأفراد للأصوات العالية والمواد الكيميائية، يُعرف هذا النوع من فقدان السمع باسم تسمم الأذن، تحدث السمية الأذنية عندما تؤثر المواد الكيميائية على السمع أو نظام السمع، حيث لا يدرك العديد من العمال أن فقدان السمع قد حدث حتى إكمال مخطط السمع ومراجعة النتائج مع طبيب أو مقدم الرعاية الصحية المرخص.

تم تحديد مئات المواد الكيميائية السامة للأذن من قبل (NIOSH) وغيرها، ومن الأمثلة على ذلك:

  • المستحضرات الصيدلانية: (مثل الأسبرين والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (المسكنات) ومدرات البول الحلقية).
  • المذيبات (مثل التولوين والزيلين والستايرين الموجودة في المخففات ومزيلات الشحوم والعديد من الدهانات).
  • المواد الخانقة (مثل أول أكسيد الكربون وسيانيد الهيدروجين ودخان التبغ).
  • المعادن والمركبات (مثل مركبات الزئبق ومركبات القصدير العضوية والرصاص).

حماية العمال من المواد الكيماوية التي قد تسبب فقدان السمع:

لمنع فقدان السمع، يجب تحديد المواد الكيميائية التي لها خصائص سامة للأذن قبل التعرض، كما يجب على العمال وأصحاب العمل مراجعة أوراق بيانات السلامة الكيميائية (SDSs)، لتحديد المواد الكيميائية السامة للأذن المستخدمة حالياً في مكان العمل.

يوجد ما يسمى بقسم السموم لعينة (SDS)، والذي يوضح لنا أين يتم تحديد مادة كيميائية على أنها مادة سامة للأعصاب محتملة (غالباً ما تسمى المواد السامة للأذن بالسموم العصبية)، إذا كانت هذه هي الحالة، فيتم التحقق من الأعراض المرتبطة بالتعرض لمعرفة ما إذا كانت تتضمن شكاوى سمعية.

في عام 2019  تبنى المؤتمر الأمريكي لخبراء الصحة الصناعية الحكوميين (ACGIH)، تدوين المواد السامة للأذن، لتسليط الضوء على قدرة المادة الكيميائية على التسبب في فقدان السمع إما بمفردها أو مع الضوضاء، في حالة وجود مواد كيميائية سامة للأذن، تقترح (ACGIH) ضوضاء الحد من التعرض باستخدام الضوابط الهندسية والإدارية ومعدات الحماية الشخصية، كما يقترحون وضع الموظفين المتأثرين في برامج الحفاظ على السمع والمراقبة الطبية لمراقبة فقدان السمع.

على وجه التحديد، عندما يتعرض العمال للضوضاء والمواد السامة للأذن مثل أول أكسيد الكربون، الهيدروجين، الرصاص، مخاليط المذيبات، يقترح (ACGIH) على أصحاب العمل إجراء مخططات صوتية دورية، يجب أيضاً توفير مخططات سمعية في حالة عدم وجود ضوضاء عند وجود حالات التعرض لإيثيل بنزين أو ستيرين أو تولوين أو زيلين في مكان العمل.

التخلص من المواد الكيميائية السامة للأذن أو استبدلها عند الإمكان

نضع في اعتباراتنا المخاطر المرتبطة بالمواد الكيميائية السامة للأذن وحدد ما إذا كانت حيوية لموقع العمل والنتائج المرجوة من المشروع، من خلال إجراء تقييم للمخاطر، يمكن للمنظمات تقييم الآثار الضارة للمواد الكيميائية على مواقع عملهم، واتخاذ قرار مستنير بشأن ما إذا كان ينبغي استخدام بديل أكثر أماناً أم لا، بالإضافة إلى ذلك، يجب تدريب إدارات المشتريات في المنظمة والموظفين ذوي الصلة على تحديد المواد الكيميائية التي قد تكون سامة للأذن بحيث يمكن تحديد الخطر قبل شراء المنتج الخطير.

يمكن مراجعة عملية العمل للتخلص من المادة الكيميائية السامة للأذن أو استبدال المادة الكيميائية المستخدمة بواحدة أقل خطورة، على سبيل المثال، إذا كان بإمكان مولد كهربائي محمول تحقيق نفس النتائج مثل إصدار مماثل يعمل بالبنزين، فقد تكون هذه طريقة بسيطة لتقليل تعرض العاملين لأول أكسيد الكربون من عادم المولد، بالإضافة إلى التولوين الموجود في البنزين كلا هذين العاملين عبارة عن مواد سامة للأذن، إذا لم يكن ذلك ممكناً، ففكر في تطبيق ضوابط هندسية أو إدارية، مثل تقليل عدد العمال المعرضين أو تقليل مدة التعرض.

 المحافظة على السمع السليم:

عندما يفكر أصحاب العمل في طرق لمنع فقدان السمع المرتبط بالعمل، يجب أن تتضمن عملية اتخاذ القرار مدخلات من جميع مستويات المنظمة، كما يجب أن تحصل المنظمة على دعم قيادي من أجل إيقاف فقدان السمع في صناعة البناء، وكذلك الحصول على دعم من موظفي الخطوط الأمامية، من خلال الانخراط مع الإدارات على جميع مستويات المؤسسة لتحقيق هدف مشترك، فإنه لا يعزز فقط التعرف على المخاطر ومشاركة الموظفين، ولكنه يساعد في إنشاء برنامج أقوى للوقاية من فقدان السمع.

المصدر: CPWR (2010). The construction chart book: ONET database and occupational exposures in construction. CPWR-The Center for Construction Research and Training. Silver Spring, MDMasterson, E.A., Tak, S., Themann, C.L., Wall, D.K., Groenewold, M.R., Deddens, J.A. and Calvert, G.M. (2013), Prevalence of hearing loss in the United States by industry. Am. J. Ind. Med., 56: 670-681. doiTak, S., R. R. Davis and G. M. Calvert (2009). “Exposure to hazardous workplace noise and use of hearing protection devices among US workers–NHANES, 1999-2004.” Am J Ind Med 52(5): 358-3Nordic Expert Group (2010). 142. Occupational exposure to chemicals and hearing impairment. Johnson AC, Morata TC. The Nordic Expert Group for Criteria Documentation of Health Risks from Chemicals. Nordic Expert Group. Gothenburg. Arbete och Hälsa; 44(4): 177 pp.NIOSH (1996). Preventing Occupational Hearing Loss – A Practical Guide. Human Health Services, Centers for Disease Control, National Institute of Occupational Safety: Washington DC. DHHS (NIOSH) Publication Number 96-110. https://www.cdc.gov/niosh/docs/96-110/default.htmlAmerican Conference of Governmental Industrial Hygienists [ACGIH]. Threshold limit values and biological exposure indices. Cincinnati, OH: ACGIH 2019.


شارك المقالة: