الألياف القطنية في الخياطة

اقرأ في هذا المقال


يُعد القطن واحداً من أهم مصادر الألياف التي شاع استخدامها من قديم الأزل، وما زال إلى الآن أحد أهم الألياف الطبيعية لتمتعه بميزة المنشأ الطبيعي الأثر السلبي عند تماسها مع الجسم على العكس من الألياف التركيبية ذات الأثر السلبي وبخاصة فيما يخص التوازن الكهربائي والتحسس.

بنية القطن في الخياطة:

يتكون القطن من ألياف طويلة ووحيدة الخلية، وألياف تكون نهايتها مفتوحة متعرجة وسفلية، حيث يكون اتصالها بالبذرة، ويتم فصل الشعيرات عن بذورها بعمليات الحلج، وتتميز بنيتها بطبقات متحدة المركز وبتجويف مركزي يعرف باللب وطبقة القشرة الخارجية التي تتألف من الشحوم والبكتين والشمع، ويوضع تحت القشرة الجدار السيللوزي الأولي والذي تتشابك أليافه بصورة متصالبة، ويليه الجدار الثانوي المؤلف من ثلاث طبقات سيليلوزية.

طبقات القطن:

  • طبقة داخلية: لا نستطيع تمييزها إلّا عند فحص مجموعة كبيرة من الأقطان الشديدة النضوج، وتقابل بطانة اللب وتتألف من أملاح معدنية وبروتينات مشتقة من جفاف عصارة الخلية على عكس الطبقتين الأولى والثانية المكونتين من السيللوز.
  • طبقة وسطى سيللوزية: تكون هذه الطبقة خفيفة جداً ذات شكل حلزوني وتمثل بزاوية 20 إلى 35 سيلسيوس.
  • طبقة خارجية سيللوزية: تكون على شكل حلزوني وبزاوية ميل دون 20 إلى 30 سيلسيوس.

ويوجد في الألياف القطنية مكتملة النضج حوالي 80 إلى 120 لفة في السنتيمتر الواحد، ويتضاغف عددها كلما زادت جودة وقوة القطن، ولا بد من احتواء القطن عموماً على خلايا غير مكتملة النمو ممّا يجعل من التوائها معدوماً أو قليلاً بحسب درجة النضوج، لذا فإنً جدارها يكون رقيقاً ويكون لبها صغير ممّا يجعلها أليافاً ميتة في النهاية، ويعود بعدم نضوج الخلايا أو موتها لأسباب كثيرة تتعلق بشروط الزراعة تربة ومناخاً وموعد زراعة والقطف للقطن.

كما تتوزع بنية الألياف ما بين مناطق بلورية التي تتميز بالمتانة واللمعان والقساوة وغيرها، ومناطق طرية لا بلورية تمنحها خواص الطراوة والليونة والامتصاص، وكلما قست معاملة الألياف القطنية بالعمليات اللاحقة زادت نسبة المناطق البلورية وزادت معها خواص القساوة وقابلية للتكسر، وبخاصة بشروط الخزن السيئة التي تقود في النهاية لتموت الخلايا.

أهم أنواع القطن:

جوسيبيوم باربادانس:

حيث تعتبر أجود سلالات القطن التي تكون طويلة وعريضة التيلة، كما تتراوح طول التيلة من 1.5 إلى 2.5 بوصة، مثل: قطن جورجيا وأغلب سلالات القطن المصري والأمريكي، كما يتراوح طول شجيراته بين 3 إلى 8 اقدام، جذوعها مستقيمة ومستديرة وناعمة، وتكون متسعة التفريغ، أمّا أوراقها تكون عريضة ومقسمة تقسيماً عميقاً يصل إلى 5 أقسام أكبرها الذي يكون في وسط الورقة، أزهارها صفراء تنتهي بقواعد قرمزية، وبذورها سوداء وملساء، حيث يسهل نزع شعيراتها عن بذورها الخالية من الزغب، وتعتمد خواصها المميزة لدرجة كبيرة على الطقس والتربة، وأي تغيير في هذين العامليين يلحقه تغيير في خواص التيلة.

جوسيبيوم هرباسيوم:

يتواجد هذا النوع من القطن في آسيا، كما تأتي منه أغلب سلالات قطن الهند وبلاد الشام وتركيا، ويتراوح ارتفاع شجيراته من 2 إلى 5 أقدام، وفروعه وجذوعه صغيرة ومتعرجة ومستديرة لاحتواءها على العُقل، وتغطى عادةً بطبقة وبرية، أوراقه جلدية الملمس، ولها 5 إلى 7 أفرع، وسيقان الأوراق طويلة وأزهارها صفراء ضاربة إلى اللون القرمزي، ويبلغ طول التيلة من 0.75 إلى 1 بوصة، ولون تيلته بين الأبيض والأصفر والأسمر، ويغطي البذور زعب حشن.

جوسيبيوم بيروفيانوم:

حيث يتواجد هذا النوع من القطن في أمريكيا الجنوبية والوسطى، وانتشرت في الكثير من بقاع العالم، حيث يصل طولها من 10 إلى 15 قدم، وجذوعها قوية وطويلة، وأوراقها كبيرة وسميكة وذات ثلاثة أفرع، أزهارها صفراء والنباتات حمراء قرمزية، وبذورها سوداء، وتتصل بذورها ببعضها على شكل مخروط مكسو بزغب أخضر ورمادي، وتيلتها خشنة ولها ملمس صوفي، كما يبلغ طول تيلتها من 1 إلى 1.5 بوصة.

جوسيبيوم اربوربوم:

يتواجد هذا النوع من القطن في الهند والصين على شكل أشجار يتراوح طولها بين 6 إلى 12 قدم، فروعها كبيرة جداً ومميزة، لونها أصفر فاتح عندما تكون في بداية عملية النضج، وأوراقها قوية وناعمة وعميقة، كما تحتوي على عدّة أفرع منتشرة في أماكن مختلفة، أما زهورها فتكون بيضاء مائلة إلى اللون الأحمر، وتيلتها تكون قصيرة ولا تزيد عن 0.75 بوصة، ولونها مائل للصفرة أو الأخضرار، وتمتاز هذه النباتات من النوع المعمر لفترة طويلة جداً، حيث ينمو نبات القطن بصورة جيدة في الأراضي الخصبة الوفيرة للمياه، ويحتاج إلى جو دافئ وحار، وخالي من الصقيع لفترة لا تقل عن 180 يوماً، كما تحتاج إلى جو جاف بعد تفتح لوزة القطن بالطريقة المطلوبة.

المصدر: كتاب" موسوعة فن التفصيل للمؤلف؛ الدكتورة علية عابدينكتاب" الإبرة الذهبية للمؤلف؛ عبدالله حاج نجيبكتاب" أسرار فن الخياطة والتفصيل للمؤلف؛ خديجة قصيباتي شحروركتاب" فن التفصيل والخياطة للمؤلف؛ بنت مفيد/2020


شارك المقالة: