النحت البدائي

اقرأ في هذا المقال


كانت تُسيطر على أغلب أعمال النحت البدائي القديم الحاجة البيولوجية، وهي المحافظة على الذات، فكانوا يصنعون تماثيل طينية للحيوانات ثم يجعلونها أهدافاً يصيبونها، وقد صنعت هذه التماثيل بطريقةً بسيطةً وسريعةً وأحياناً بلا رأس أو تفاصيل، وقد صنعوا أيضاً مجسمات للمرأة ومن المعتقد أنها كانت تمثل آلهة الأمومة.

النحت المصري القديم:

كان المصريين القدماء يصنعون التماثيل من الصلصال والعاج والحجر.

أهم منحوتات المصريون القدماء:

النحت الفارسي القديم:

إن أهم ما عُثر عليه من النحت الفارسي هو أطلال برسبوليس، وهي الضاحية الملكية التي تم بناؤها على يد الملك دارا، حيث أنَها عبارة عن هضبة صناعية ضخمة، أُقيم فوقها مجموعةً من القصور وصالات الاستقبال، وتتميز هذه الهضبة بسلم الصعود المنحوت والمزخرف، والمدخل الذي يحتوي على جانبيه تماثيل ثيران ضخمةً برؤوس آدمية.

مميزات فن النحت الفارسي:

  • دقة القطع في الحجر.
  • جمال الزخارف والنقوش.

وكان الأساس في الفن الفارسي: الروحانية المجردة المستمدة من العقيدة الدينية.

النحت الهندي القديم:

كان الغرض من النحت الهندي تزيين العمارات والمعابد، حيث كانت تًزخرف بالنحت البارز الذي يُمثل القصص والحيوانات الخرافية.

وكانت أغلب منحوتاتهم عبارة عن تماثيل توضع في المعابد لتمثل الآلهة، مثل تمثال الإله سيفا الهندسي والذي صُمَم بأربعة أذرع والثعبان يلتف على خصرها وأحيانا على يدها أو رقبتها.

النحت القديم في اليابان:

تطور فن النحت في اليابان بفترة دخول العقيدة البوذية على اليابان، وكانت منحوتاتهم تُستمد منها.

المواد التي استخدمها النحاتون اليابانيون:

  • الخشب، لأنه كان متوفر لهم بشكل كبير.
  • البرونز الذي كانوا يلونه باللون الذهبي.

النحت الصيني القديم:

كانت تتميز منحوتات الصينيون في عهد أُسرة (واي): بالحزن، وكانت تُجسد الملامح الروحية المتميزة، أما في فترة حُكم أُسرة (تانج): استمر العمل بالطريقة القديمة، بالإضافة إلى إدخال تعديلات بسيطة مستمدة من البيئة.

النحت السومري والأكدي:

كانت بلاد ما بين النهرين عبارة عن الأرض المحصورة بين دجلة والفرات، وكانت تتميز بوجود أربع ثقافات فيها: (السومرية الأكدية، الآشورية، الكلدانية، الأخمينية الفارسية).

لقد كان السومريون والأكديون يواجهون مشكلة في توفير المواد التي يحتاجونها في النحت، حيث أن بيئتهم لم يكن فيها إلا الحجارة والطين وبعض من الخشب.

مميزات منحوتات السومريون:

  • كان يكثر فيها النحت البارز.
  • تميزت بقوتها وضخامة تجسيمها.
  • المهارة الكبيرة والدقيقة في قطع الحجر.

النحت الروماني:

كان النحَات الروماني يهدف ويعمل بجهد كبير من أجل توثيق تاريخ الأمبراطورية الرومانية، فقد صنعوا التماثيل ووزعوها بكثرة في الساحات والمباني العامة والخاصة، وكانت الحمامات الضخمة والقصور الفخمة بمثابة متاحف للنحت الأغريقي سواءاً كانت أصلاً من الإغريق أو بما يناسب الذوق الروماني.

أبرز صفات النحت الروماني: أنه فن واقعي، ويعبرعن الفردية في أدق تفاصيلها بحيث تحاكي الطبيعة تماماً.

أما بالنسبة لتماثيل الآلهة فقد نقلها الرومان عن التماثيل الأغريقية، بينما أبدع الفنان الروماني في إبتكار التماثيل الرمزية، كالتماثيل التي ترمز إلى الأنهار كتمثال نهر النيل.

النحت القبطي:

أبدع الفنان القبطي في الحفر على الأخشاب، فهي متوافرة بكثرة في طبيعتهم، فنحتوا على الأخشاب النباتات ومناظر للسيد المسيح، وحفروا أيضاً الأشكال الهندسية والزخارف المجردة، وقد كانت الأشكال الآدمية والحيوانات قليلة.

النحت البيزنطي:

كان الفن البيزنطي خالياً من التماثيل، حيث ساد اعتقاد أن التماثيل تبعد روح الإنسان عن عبادة الله السامية، وتهديه إلى عبادة المخلوق، ومع ذلك فقد بدأ النحاتون منذ القرن الخامس الميلادي في عمل تماثيل للسيد المسيح والقديسين، ثم انتشر هذا إلى درجة كبيرة، مما دعا الإمبراطور ليون الثالث إلى إصدار قرار بتحريم عمل التماثيل أمر برفعها من الكنائس، فلم يقوم النحاتون بعد ذلك إلا بنحت بعض من قطع العاج عليها نقوش بارزة.

النحت الآشوري:

يُذكر أن الآشوريون كانوا شرسون ووحشيون، وقد استمدوا قسوتهم من إلههم الأصلي، إله الشمس ومنه أخذوا اسمهم آشور، كما استعمل الفنان الآشوري الحجر بكثرة في النحت البارز الذي استخدموه كزخرفة معمارية للبناء، مع تماثيل للحيوانات برأس إنسان.

مميزات النحت الآشوري:

  • منحوتاته ضخمة.
  • تمتاز بالجرأة والمتانة في الحفر.
  • تمتاز بالرقة الظاهرة في الجناح المفرود.
  • تغطي السطوح بوحدات ذات أُسلوب تقليدي.

النحت القوطي:

لقد أبدع النحاتون القوطيين في عملهم متخذين من الطبيعة نموذجاً لهم، فنجد في كل كنيسة تماثيل الرجال والشيوخ التي تُمثل القديسين أو الملوك أو الآمراء، أما تماثيل النساء التي كانت تتواجد في الكنيسة فهي تُمثل الملائكة أو القديسات.

ولقد استنبط النحاتون زخرفاتهم من الوسط المحيط بهم، فزخرفوا تيجان الأعمدة بأوراق العنب والبلوط، ونحتوا تماثيل الحيوانات الخرافية ذات الأشكال المخيفة، ومن أجمل الكنائس التي خلفها الفن القوطي بفرنسا كنيسة شارتر ونوتردام.

المصدر: فن النحت. تأليف: نذير الزيَات.فن النحت. تأليف: د. قاسم حسين الغريري.تقانات النحت. تأليف: الدكتور فواز البكدشفن النحت. تأليف: صبحي الشاروني.


شارك المقالة: