النظرة العامة للملابس من جميع النواحي

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الملبس هو الجلد الثاني للإنسان، وقد عولج موضوع أهمية الملابس ومغزاها بدرجات متفاوتة، كما ذكرت فيها آراء كثيرة متعددة، فالملابس من ناحية وظيفتها ومنفعتها تعتبر من الحاجات الأساسية للأفراد في جميع أنحاء العالم، وإذا بحثنا في علاقة الملابس بالبيئة والنواحي الاجتماعية والسيكولوجية والعادات والقيم فسوف نجد أن كثيراً من الناس يفضلون ارتداء ملابس عملية جداً في تصميماتها.

أهمية نظرية الملابس:

كثير من النظريات التي قامت منذ أكثر من خمسين عاماً مضت، وأثبتت أن السلوك الملبسي أصبح الآن يبحث ويختبر بواسطة علماء الأنثروبولوجي (علم الإنسان) وكذلك بواسطة المؤرخين وخبراء الملابس، وكذلك علماء النفس والاجتماع، وكثير من العاملين في بحث المشكلات ذات الأهمية.

ومن المعروف أن كل حقل للدراسة يجب أن يقوم على القواعد المقبولة للنظريات حتى ولم يكن معظمها خاضعاً لمقاييس الأصول العلمية، وفي البحوث التي أجريت عبر التاريخ والتي وجدت في الكتابات في العهود الماضية فيما يتعلق بالسلوك الملبسي.

وجد أن الملابس تعتبر دليلاً مهماً للمجتمع الحاضر، ودليلاً للأهمية السيكولوجية للفرد، وأكثر من ذلك فهي تساعد في التعرّف على انطباع الآخرين من ناحية مركز الفرد الاجتماعي ومهنته ودوره ومدى ثقته بنفسه، وكذلك الاخلاق والعادات الشخصية الأخرى، ومن المستحيل أن نفصل أنفسنا عن هذا الجزء المألوف والمحبب من ممتلكاتنا، وهو الملابس.

النظرة العامة للملابس:

تعتبر الملابس من أهم المستلزمات والضرورات الشخصية اليومية، وفي نفس الوقت تؤثر في النشاط الاجتماعي؛ وذلك فهي راسخة وقوية في الحياة الاجتماعية والثقافية في أي عصر، ولكن خياطة الملابس التي نلبسها والاختيارات الملبسية المتعددة التي نحددها هي أولاً وقبل كل شيء تكون محددة ومقيدة بنوع المجتمع الذي نعيش فيه.

فتأثير المجتمع قد يكون على نظام أحكام ثابتة مثل: القوانين والعقائد، أو قد يكون غير ثابت مثل: العادات والتقاليد، أو ما هو مأخوذ من الجماعة من نظام ملبسي ثابت، وكل هذه الأحكام الرسمية منها وغير الرسمية، التي يمكن أن تشمل كل الأفراد في المجتمع، أو حتى مجموعات بذاتها، كهؤلاء الذين يعملون في مواقع عمل معينة، وأبعد من ذلك، فتلك القوانين يمكن أن تتحكم فيما يرتديه الفرد في كل الأوقات أو ما يرتديه في العمل أو في أماكن ومناسبات خاصة.

وإن مكانة الشخص في المجتمع ومركزه الاقتصادي والاجتماعي يؤثر أيضاً على ملابسه وعلى الأهمية التي يعطيها للملابس، وعموماً فهناك نظرية تقول إنه كلما ارتفع المركز الاقتصادي والاجتماعي زاد التأكد على أهمية الملبس، ولكن هذه النظرية قد هدمت من قبل هؤلاء الذين يتمتعون بمراكز اجتماعية واقتصادية مرتفعة جداً، وتبرير لذلك أن هؤلاء بما أنهم بتمتعون بالأمان والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، فهم ليسوا في حاجة إلى اللجوء للمبالغة في الملابس أو التأكيد على أهميتها.

وفي المجتمع المركب هناك أكثر من مجموعة من الأدوار الثقافية، وكل فرد يلعب أكثر من دور من هذه الأدوار، ويهتم بما يتوقعه منه الآخرون من ناحية ملبسه ومن ناحية سلوكه أيضاً، وعلى ذلك فأن الفرد يحاول أن يحقق هذه التوقعات في كلا الحالتين، كما يشير هارت مان إلى أن الاختيار الدقيق في الملابس هو بمثابة تقييم للوظائف وتنظيم القيم الملبسية للفرد بالشكل الصحيح.

إن الملابس تقيم دليلاً واضحاً ومباشراً للقوى الاجتماعية، وهذا يعطي تعزيزاً نفسياً للفرد مع عملية التقدم له في الميادين الأخرى من الأنشطة البشرية المتقدمة، وكذلك فأن الانطباعات الأولى لها تأثير هام على حياتنا؛ وذلك لأنه من الممكن أن نتجنّب شخصاً ما إذا لم يحظ بالقبول والرضا من الانطباع الأول، كما أن الملابس تلعب دوراً يشجع على الاندماج في الحياة الاجتماعية، بغض النظر عما يشعر به الشخص نفسه نحو درجة أهمية الملابس عند عملية ارتداءها بالشكل الصحيح والمناسب لكل فرد في المجتمع.

لهذا نجد أن الملابس تلعب دوراً هاماً في اختيار الزملاء والأصدقاء، وتلعب الملابس دوراً كبيراً بالنسبة للأثر الذي يتركه الفرد فيمن يقابلهم في حياته، وفي المقابلات الشخصية التي تعقد لاختيار الأفراد لمختلف الوظائف أو توجيههم لمختلف الكليات، وقد يلعب ملبس طالب الوظيفة دوراً هاماً، فهي إما أن تساعده على الحصول على الوظيفة، أو تكون سبباً في فقدها، ويصدر الناس أحكامهم في بعض الأحيان على الأفراد الذين يقابلونهم في حياتهم اليومية على أساس ما يرتدونه من ملابس مناسبة لهم.

المصدر: كتاب" موسوعة فن التفصيل للمؤلف؛ الدكتورة علية عابدينكتاب" أسرار فن الخياطة والتفصيل للمؤلف؛ خديجة قصيباتي شحروركتاب" الإبرة الذهبية للمؤلف؛ عبدالله حاج نجيبكتاب" فن التفصيل والخياطة للمؤلف؛ بنت مفيد/2020


شارك المقالة: