الجيل الثالث للويب وتطوره Web 3.0

اقرأ في هذا المقال


ما هو الويب

الكثير من الناس يخلط بين مُصطلحي الويب والإنترنت وقد يظن البعض أنَّهما الشيء نفسه، لكن يمثّل مُصطلح الويب (Web) اختصارًا للشبكة العنكبوتية العالمية (World Wide Web)، وهو مجموعة من الصفحات والتطبيقات التي تمكِّنُنا من القيام بزيارتها يوميّاً عبر المُتصفّحات المُختلفة على الهواتف الذكية والحواسيب، فيما يمثّل الإنترنت أداة الوصول إلى الويب.

مرَّ الويب منذ اختراعِه بالعديد من المراحل حتى وصلنا اليوم إلى الإصدار الثالث من شبكة الويب (Web 3.0)، ويشكّل الإصدار الجديد من شبكة الويب نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا والإنترنت، وبهذا الإصدار الجديد من الويب يعني شبكة إنترنت أكثر تطوّراً وذكاءً، ولكن ما الفرق بينه وبين الإصدارات السابقة؟ وما هو الإصدار الثالث من الويب؟

ما هي مراحل تطور الويب

ويب الجيل الأول (Web 1.0):

الجيل الأول من الويب هو مجرد بوّابة معلومات؛ حيث يتلقَّى المستخدمون المعلومات بشكلها دون أن تُتاح لهم الفرصة لتقيمهم للمعلومات أو تعليقهم عليها، لذلك أُطلق على مواقع الويب في تلك الفترة ويب القراءة فقط (Read-only web)، أي يُسمح للمُستخدم بالقيام بالبحث عن المعلومات وقراءتها ولا يُمكنه المشاركة في صناعة المحتوى بأيِّ شكل كان.

ويب الجيل الثاني (Web 2.0):

يسمح الجيل الثاني من الويب القراءة والكتابة (Read-Write web)، حيث يسمح بمشاركة المعلومات، ومن الأمثلة على تطبيقات الجيل الثاني للويب هي اليوتيوب (YouTube) والفيسبوك (Facebook)، حيث لم تعد صلاحيات المستخدمين مقتصرة على قراءة المحتوى فقط، وإنما أصبح بإمكانهم صنع المحتويات الخاصَّة بهم ورفعها على مواقع الويب، فكان (Web 2.0) نقلة نوعية للمستخدمين لهذا السبب.

ويب الجيل الثالث (Web 3.0):

يمكن لأجهزة الحاسوب تدقيق المعلومات مثل البشر وإنشائها لمحتويات مفيدة وتوزيعها بذكاء وفقًا لاحتياجات المستخدمين لها. مثال على (Web 3.0) هو (Tivo) وهو مسجل فيديو رقمي، ويمكن لبرنامج التسجيل الخاص به البحث في الويب وقراءة ما يجده لك بناءً على ما تفضّلهُ.

من الصعب إيجاد تعريف واضح وشرح مُحدّد لمفهوم (Web 3.0)، لكن يمكن توضيحه من خلال الأمثلة، فعلى سبيل المثال في كلِّ مرَّة تقوم فيها بشراء شيء ما من متجر أمازون، يقوم الموقع بالبحث عن أشياء أخرى قام الناس بشرائها من قبل وبعد شرائهم للمُنتج الذي ما زلت تبحث عنه.
ويتم عرض هذه المنتجات لك كاقتراحات لتقوم بشرائها بناءً على آرائهم السابقة، بمعنى آخر يمكن القول أنّ الموقع يأخذ من المستخدمين الآخرين ما قد تكون خياراتك المُفضلة ويعدلها باستمرار ثمّ يقترحها لك، فبذلك يزداد ذكاءً وتطوّراً وهذا ما يفسِر باختصار مفهوم الجيل الثالث للويب (Web 3.0).

ما هي خصائص (Web 3.0)

– الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence):

بأبسط العبارات، يشير مصطلح الذكاء الاصطناعي (AI) إلى الأنظمة والأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري في أداء المهام والتي يمكنها أن تُحسّن من نفسها استنادا ً إلى المعلومات التي يتم تجميعها.

سيتيح الذكاء الاصطناعي لمواقع الويب أن تقدّم أفضل البيانات المُمكنة للمستخدمين، حيث ستمتلك الحواسيب والأجهزة الذكية في مختلف المجالات ميّزات مُشابهة للذكاء البشري كعمليات صُنع القرار والتّعلُّم وتسهيلات الحياة اليومية في المنزل والعمل، وهناك العديد من الشركات كالفيسبوك وجوجل بدأت بالفعل بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لما لها من مميّزات وقدرتهاعلى تحسين الخدمات للمستخدمين.

– سعة الانتشار (Ubiquitous):

التطور الهائل الذي شهدته الهواتف والأجهزة الإلكترونية الذكيّة وسهولة الوصول للإنترنت، تجعل من (Web 3.0) متوفراً في أي مكان وأيِّ وقتٍ حيث لن يقتصر الوصول إليه على الحاسوب كما في (Web 1.0)، أو على الهواتف الذكية كما في (Web 2.0)، إذ يمكن أن نُطلق عليه تسمية ويب كل مكان وكل شيء ممَّا سيعزّز تطبيقات إنترنت الأشياء (IoT) في المستقبل القريب.

الرسومات الثلاثية الأبعاد (3D Graphics):

رسم المُجسمات الحقيقية الموجودة في الطبيعة مع عرضها بأبعادها الثلاثة، يساهم (Web 3.0) في تغيير مستقبل الإنترنت بالانتقال من الرسومات ثنائية الأبعاد (2D) إلى الرسومات الثلاثية الأبعاد (3D) الأكثر واقعيَّة وجمالاً.
حيث تُستخدم هذه الرسومات في المواقع والخدمات في الجيل الثالث للويب كالألعاب عبر الإنترنت (Online Games)، والتجارة الإلكترونية وقطاع العقارات وغيرها. ففي الجيل الثالث للويب تم بناء تطبيقات مُصمّمة برسومات ثلاثية الأبعاد عالية الجودة، وتعمل على المُتصفحات لتحاكي الواقع.

الويب الدلالي (Semantic Web):

ما المقصود بـ الويب الدلالي؟ هو أحد التقنيات الحديثة في مجال تكنولوجيا الويب والمستخدمة في مجال تكنولوجيا التعليم، حيث تعتمد هذه التكنولوجيا على الذكاء الاصطناعي في عمليات التقسيم والتّحكُّم في مواقع الويب والبحث وإدارتها.

ويطلق على الجيل الثالث للويب مصطلح الويب الدلالي؛ وذلك لاعتماده على المعاني والدلالات للكلمات، حيث إنَّ الذكاء الاصطناعي هوالاعتماد الأساسي في عمله وإدارته، ولهذا السبب يطلق على الجيل الثالث العديد من المُسمَّيات، كالويب الذكي (Intelligent Web) حيث إنَّه يعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويطلق عليه ويب البيانات (Web of Data) لاعتماده على تحويل وترجمة بيانات الويب إلى لغة تفهمها الآلة.

البحث الدلالي: هو أحد التوجهات الحديثة التي تعتمد على تطبيقات الويب الدلالي؛ لاسترجاع المعلومات من النظام، وذلك اعتماداً على دلالة المصطلحات التي يرغب المستخدم في الحصول على نتائج حولها، فبدلاً من أن يعرض النظام نتائجه اعتماداً على الترتيب الشائع للمواقع فإنَّ الأساس والمبدأ في البحث الدلالي يكون على تقديم وعرض نتائج تتَّفق وتتناسب مع معاني الكلمات.


شارك المقالة: