ما هي تقنية الديبفك وكيفية استخدامها؟

اقرأ في هذا المقال


تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت تصل إلينا بأشكال عديدة، بعضها قد يثير اهتمامنا أكثر من غيره ويسبب فوضى حول العالم، مثل الديبفيك (Deepfake)، والتي تعتبر واحدة من التقنيات التي سوف نتعرف عليها اليوم.

هل سمعت من قبل عن تقنية ذات جودة عالية يتم من خلالها تغيير وجه شخص في الفيديو، لا تترك المجال للمشاهد أن يتعرف إذا كان الفيديو معدّل أو مزوّر؟ ربما قد سمعت بهذا وإن لم يسبق لك ذلك فلا تقلق فسوف نقوم بتوضيح الأمر لك بأبسط طريقة ممكنة في هذه المقالة.

مفهوم الديبفيك

الديب فيك هو تقنية من تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدم لإنتاج فيديو أو التعديل على محتواه بشكل كامل ليستعرض شيئاً لم يكن موجوداً فيه بالأصل.

تسمية هذه التقنية تعود إلى حساب في موقع التواصل الاجتماعي ريديت (Reddit) وكان الحساب يحمل اسم (deepfakes)، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعية للتعلم العميق من أجل العبث بوجوه النجوم والمشاهير وإدخال وجوههم في فيديوهات لا علاقة لهم فيها، ولذلك، فإنّ التسمية جاءت لتجمع بين تقنيات التعلم العميق والتزييف.

وتقنيات “ديب فيك” وبرنامجها (Fake App) مماثلة لبرنامج فوتوشوب الشهير، ولكن بدلاً من العمل على الصور الثابتة فإنّ العمل هنا يكون على فيديوهات ومقاطع مصورّة، في حالة (Deepfakes) لا يبدّل البرنامج الوجه فحسب بل يُطابق التعبير أيضًا، وإذا كان شكل جسم الشخص مشابهًا لشخصية الضحية، يمكن أن يبدو الفيديو الزائف حقيقياً جداً ولا يُمكن تمييزه بسهولة. 

ومن الجدير بالذكر أن هذه التقنية تعتبر من الأساليب السهلة والبسيطة للتعديل على الفيديوهات أو تركيبها بالكامل، مما يجعلها خطيرة وتفتح باب لإساءة سمعة الأخرين أو الترويج لأجندة معينة.

آلية عمل الديبفيك

يتم إنشاء فيديو الديب فيك باستخدام نظامين من أنظمة الذكاء الاصطناعي؛ هما المولد والمميز، فعندما يقوم نظام المولد بإنشاء فيديو جديد يتم إرساله لنظام المُميّز ليحدّد ما إذا كان هذا الفيديو حقيقيا أو مزيفاً، وإذا تأكد أنه حقيقي سيقوم المولد بتعلم إنشاء فيديو قابل للتصديق أكثر وهكذا.

يُشكّل هذان النظامان معاً ما يمكن تسميته شبكة الخصومة التوليفية أو (GNN) وتحتاج هذه التقنية إلى إمدادها بمخزون من الفيديوهات لتتعلم كيفية التعديل عليها والتحديد المنطقي من المزيف.
حيث في البداية سيكون طرف المولد من التقنية ضعيف ويحتاج إلى التدريب المستمر حتى يصل إلى درجة مقبولة من الجودة فاذا وصل الى هذه المرحلة يبدأ بإرسال فيديوهاته إلى المُميّز، وكلما زاد ذكاء المولد يزداد ذكاء المُميّز، وبهذه الطريقة سوف تصل إلى فيديو في النهاية يكون معدل بشكل كامل وقابل للتصديق للعين البشرية.

هل تمثل تقنية الديبفيك خطراً كبيراً؟

في بداية ظهور تقنية الديب فيك كانت تُستخدم لأهداف ترفيهية سواء لأغراض التسلية أو السخرية من النجوم أو مختلف المشاهير، ووقتها كان من السهل للغاية معرفة الفيديو الحقيقي من المزيف، لأن طبيعة الفيديو ببساطة لا يمكن أن تكون بدرجة عالية من الدقة والصحة.

إلا أن ازدياد شعبية هذه التقنية أدى إلى وصولها إلى عدد أكبر من الناس، وهو ما جعلها للأسف موضع للتساؤل إذا كنا بحاجة إليها بالفعل أم يجب وضع حد لها.

فقد انتشرت في مختلف أنحاء العالم خلال الأعوام الماضية حالات كثيرة من إساءة السمعة واتهامات مختلفة في مجال الصحافة بمشاهد غير أخلاقية تم تركيبها لهدف ازعاج وإنهاض من قبل أجندة فاسدة ضد المقصودين .

والمخاوف الحالية هي أن نصل إلى مرحلة من التطور لن نتمكن فيها أن ندرك أبداً أننا نرى فيديو مزيف تم إنشاؤه بهذه التقنية.

فوائد الديبفيك

رغم المخاوف العديدة التي تحدثنا عنها في الفقرة أعلاه، لا يزال هنالك من يجادل بأهمية الديب فيك ودور إيجابي لا غنى عنه لهذه التقنية.

برأي هذه المعتقدات، أننا اعتدنا على تصديق كل شيء نراه في الأخبار سواء عبر الإنترنت أو عبر قنوات التلفاز، والآن بعد أن أصبحت هذه التقنية منتشرة ومعروفة لدى الكثير، سوف نبدأ جميعاً بتشكيك ما نراه قبل تصديقه، وهو أمر جيد لمنع المجرمين والمفسدين من نشر أجندة وأفكار خاطئة بين الناس.

مثلما كان الكثير من الناس يصدّق ما يراه في الصور الصحفية أو الفوتوغرافية المختلفة، ثم فجأة أُصِيبت هذه الثقة وأصبحت هشة للغاية بعد انتشار برنامج تعديل الصور (Photoshop)، والآن ليس من الغريب أن يتكرر السيناريو ذاته مع الفيديو.

وبالتالي من الأجدر بنا جميعاً أن نزيد من إدراكنا لما يجري من حولنا وتحديداً منافذ الأخبار ووسائل الإعلام المختلفة، وأن نبحث عن منطق يمكن تصديقه وراء كل فيديو نراه، فهذا بالتأكيد ليس بأمر سيء على الإطلاق وربما ما يجعل تقنية الديب فيك (Deepfake) وأمثاله تقنيات رمادية ليست سيئة بالكامل أو إيجابية بالكامل.


شارك المقالة: