هل البلوتوث وسيلة اتصال آمنة

اقرأ في هذا المقال


مع تعدُّد الأجهزة الإلكترونية وانتشارها بشكلٍ كبيرٍ حتى أصبحنا نعتمد عليها للقيام بأبسط أمورنا اليومية، برزت الحاجة لتأمين الاتصال بينها لنقل مختلف الملفات والبيانات، فكانت البداية مع الأسلاك والكابلات إلى أن اخترع الخبراء تقنية الاتصال اللاسلكي عبر الأشعة تحت الحمراء(IR)، ليأتي بعدها معيار اتصال لاسلكي شهير أصبح أساساً في الكثير من الأجهزة الإلكترونية حتى الآن وأُطلق عليه اسم بلوتوث.

ما هو البلوتوث؟

بلوتوث هو أحد معايير التكنولوجيا اللاسلكية الذي يقوم بتأمين الاتصال بين مختلف الأجهزة، كالهواتف الخلوية والكمبيوتر والهواتف الذكية بملحقاتها، حيث يتم الاتصال بينها دون الحاجة لاستخدام وسائل اتصال كالأسلاك. فوحدة البلوتوث هي جزءٌ صغيرٌ من الرقائق الموضوعة في هذه الأجهزة بحيث تسمح لها بالاتصال لاسلكياً مع وحدة بلوتوث أُخرى موجودة في أي جهازٍ آخر.

بشكلٍ عام يمكننا القول أنَّ البلوتوث يستخدم لنقل مقدارٍ قليلٍ من البيانات بشكلٍ يتلاءم مع كفاءة البطارية، ويعرف بقدرته على تأمين اتصالٍ مستقرٍ ضمن مسافاتٍ قصيرةٍ تصل لحدِّ 10 أمتار(33 قدم) دون استهلاك طاقة كبيرة.

من اخترع تقنية البلوتوث؟

أوجد هذه التقنية فريقٌ من المهندسين لدى شركة إركسون، حيث يُنسبُ للمهندس الكهربائي الهولندي جاب هارتس والذي طوَّره عام 1994 دون أن يطلق عليه اسمًا.

ومع اعتماد بقية الشركات لهذه التقنية في أجهزتها، اقترح جيم كارداتس الموظف في شركة إنتل اسم بلوتوث نسبةً للملك الدنماركي هيرالد بلوتوث الذي وَحَّدَ قبائل الدنمارك والنرويج المتحاربة في مملكةٍ واحدة خلال القرن العاشر الميلادي، الأمر الذي شبهه لطريقة عمل هذه التقنية بجمع عددٍ من الأجهزة من خلال معيار اتصالٍ موحدٍ، فكان له ما أراد.

آلية عمل بلوتوث

يعتمد بلوتوث على أمواج الراديو ويعمل بالتحديد ضمن التردُّد 2.4 جيغاهرتز، حيث يُستخدم هذا التردُّد القصير المدى بشكلٍ واسعٍ في معظم الأجهزة التي تحتاج للاتصال لاسلكيًا منها أجهزة الراوتر “Wi-Fi”، لكن ما يجعل البلوتوث مختلفًا هو استخدامه تقنيةً تدعى القفز التردُّدي، وهي تقنيةٌ دقيقةٌ تعمل وفقًا للآلية التالية:

يستخدم البلوتوث 79 حزمةً من أمواج الراديو ضمن تردُّد 2,4 جيغاهرتز، وعندما تُرسل البيانات يتم تقسيمها إلى حزم أصغر حجماً، والتي بدورها تُرسل بشكلٍ منفردٍ عبر الحزم السابقة الذكر، وبما أنَّ البلوتوث تقنيةٌ ذكيةٌ فهو يقوم بهذا التغيير بالحُزم بطريقة سريعة دون حدوث أيِّ اختناقاتٍ أو تداخلات فيها.

ومن خلال القفز الذكي للبيانات يمكن للبلوتوث أن يقوم بالاتصال مع عددٍ من الأجهزة في نفس الوقت قد يصل إلى ثمانية.

طريقة إجراء اتصال بلوتوث

تحتوي الكثير من الهواتف الخلوية على تقنية بلوتوث، في حين يمكن إضافتها إلى أجهزة الحاسوب وبقية الأجهزة التي لا تحتوي عليها، وذلك عن طريق إضافة جهاز ناشر للبلوتوث.

يطلق على عملية توصيل الجهازين بالبلوتوث اسم (الاقتران)، حيث يقوم كل جهازٍ بنشر إشارةٍ تُحدِّد مكان تواجده للجهاز الآخر، فيقوم المستخدم باختيار الجهاز المراد الاتصال معه حالما يظهر اسمه على جهازه.

يُدخل المستخدم رمزًا معينًا ومعروفًا للطرفين، ليضمن بذلك أنَّه قد اتصل بالجهاز المطلوب، فمع ازدياد الأجهزة التي تستخدم البلوتوث كان لا بدَّ من وجود هكذا رمز لجعل عملية الاقتران أكثر أماناً.

هل يعد البلوتوث وسيلة اتصال آمنة؟

من الجدير القول أنَّه ما من تكنولوجيا آمنة بالمطلق، وخاصّةً عندما يتعلق الأمر بتقنية كالبلوتوث، فخلال السنوات الماضية اكتشف الخبراء التقنيون العديد من المخاطر التي يتضمنها اتصال البلوتوث وأكبرها تأثيراً اكتُشف عام 2017 والذي يدعى (blue borne)، لذلك أوصت شركات التكنولوجيا بالقيام بعددٍ من الخطوات لضمان أمانٍ أكبر أثناء اتصال البلوتوث:

  • غيّر رقم التعريف الخاص بالبلوتوث (PIN) والمكون من أربع خاناتٍ، فمن المتعارف عليه أنَّه مكونٌ من أربعة أصفارٍ وهذا يسهل عملية اختراقه.
  • يجب أن تحرص على إبقاء البلوتوث مغلقاً في حال عدم استخدامك له، فبهذا تكون بأمان. وأفضل إجراء تقوم به لضمان عدم اختراق هذه الأجهزة.

استخدامات تقنية بلوتوث

لتقنية البلوتوث العديد من الفوائد في الكثير من الأمور سنذكر بعضاً منها:

  • الاستخدام الشائع والمعروف للجميع وهو نقل الملفات بين الهواتف الخلوية أو بينها وبين الكمبيوتر وهنا ينصح إذا كانت الملفات ذات حجمٍ كبيرٍ كالأغاني والأفلام استخدام الوصلات السلكية لسرعة نقلها بشكلٍ أكبر من البلوتوث.
  • ربط الكمبيوتر لاسلكياً مع العديد من الملحقات مثل الماوس ولوحة المفاتيح والطابعة والسمَّاعات وذراع التحكم بالألعاب وغيرها العديد من الملحقات.
  • توصيل الهاتف الخلوي مع الكمبيوتر ليصبح الهاتف كجهاز راوترٍ باستخدام ميزة Tethering، وبذلك يمكن تصفُّح الإنترنت بسهولةٍ من الكمبيوتر دون أيِّ مشاكلٍ.
  • توصيل الهاتف الذكي مع السماعات لاسلكياً لإجراء المكالمات وسماع الموسيقى بكل سهولةٍ دون تقييد الحركة بالأسلاك، واستخدامها حتى ولو كان الهاتف بعيداً نوعاً ما عنك.

شارك المقالة: