أهم الآثار والمواقع في مدينة أوروك

اقرأ في هذا المقال


“Uruk city” وكانت تعتبر إحدى أهم المدن في بلاد ما بين النهرين القديمة، حيث تعتبر أول مدينة حقيقية في العالم وأصل الكتابة والمثال الأول للعمل المعماري بالحجر وبناء الهياكل الحجرية العظيمة.

تاريخ مدينة أوروك

تقع بقايا مدينة أوروك اليوم في صحراء مغبرة عديمة الملامح، على بعد عدة كيلومترات شرق نهر الفرات في جنوب العراق، والتي تم تأسيسها على يد الملك إنميركار حوالي 4500 قبل الميلاد، والتي بدأت الحياة فيها منذ أكثر من خمسة آلاف عام، حيث كانت أكبر مستوطنة في جنوب بلاد ما بين النهرين، تهيمن عليها مباني ضخمة من الطوب اللبن ومزينةً بفسيفساء من الأقماع الطينية المرسومة في الجدران والأعمال الفنية غير العادية.

حيث تم التنقيب عن نسبةٍ صغيرة فقط من مدينة أوروك، وكان معظمها في شكل عمارة ضخمة من الطوب اللبن، حيث يعود تاريخ بعض الهياكل الأكثر تفصيلاً إلى حوالي 3500-3000 قبل الميلاد، عندما تم تزيين جدرانها الخارجية بفسيفساء مكونة من عشرات الآلاف من المخاريط الصغيرة المصنوعة من الطين المخبوز، وقد تمثل المنحوتات الصغيرة من الحجر الجيري المنحوتة بشكل حساس والتماثيل الطينية للأبقار والأغنام الموجودة داخل هذه المباني، حيوانات مقدسة أو عروضاً للآلهة.

ويقول العلماء إن أوروك ازدهرت لآلاف السنين، لأنها كانت واحدة من المدن الرئيسية في بلاد ما بين النهرين المشاركة في التجارة البحرية القديمة والتي ربطت البحر الأبيض المتوسط ​​والخليج والهند، لكن ازدهارها انتهى في نهاية القرن الثالث، عندما احتلت المنطقة من قبل سلالة فارسية سعت عمداً إلى تحويل التجارة إلى الطرق الداخلية.

الكتابة والمعتقدات القديمة عن مدينة أوروك

يُعرف الكثير عن أوروك بسبب أعمال التنقيب في الموقع التي بدأت في عام 1850، ولأن أقدم كتابات في العالم أتت من هناك، والتي يعود تاريخها إلى حوالي 3500 قبل الميلاد، كتب الناس في أوروك على ألواح من الطين ومن القصب تُدعى الكتابة بإسم “الكتابة المسمارية”، ونظراً لأن الألواح الطينية أكثر متانةً من الحرير أو اللحاء أو الخيزران أو ورق البردي الذي يستخدمه الأشخاص الآخرون للكتابة، فقد نجا العديد من ألواح أوروك وهي محفوظةً الآن في المتاحف في جميع أنحاء العالم.

ونعلم من النقوش الموجودة في أوروك أن شعبها بنوا معبداً لإله السماء يُدعى “آن”، وأخيراً لابنته إنانا، إلهة الحب والحرب (التي عُرفت فيما بعد باسم عشتار)، حيث اعتقد سكانها أنهم جذبوها إلى هناك ببناء منزل خاص لها يعمل به قساوسة وخدام، وأدار الكهنة مساهمات الناس وبنوا قوتهم تدريجياً، مستخدمين المعابد كمراكز لإعادة توزيع فائض الطعام.

الآثار في مدينة أوروك

قام علماء الآثار الألمان الذين يعملون في العراق بعمل خريطة جزئية لموقع أوروك القديم، حيث اكتشفوا أن بعض معالمه موصوفةً تماماً كما هو موصوف في القصيدة الملحمية السومرية الشهيرة “نشيد كلكامش”، وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي توقف فيه العمل الأثري فعلياً في العراق على مدار العقد الماضي، بسبب الأزمة بين بغداد والمجتمع الدولي.

تم اكتشاف العديد من المعابد والحدائق والمنازل في مدينة أوروك، حيث أن ثلث المدينة كان عبارةً عن حديقة، وثلثها الآخر ملاذاً للمعابد، كما تم اكتشاف قنواتٍ للمياه كانوا يستخدمونها السكان للتنقل عبر المدينة، وليس الشوارع أو أي شيءٍ آخر، كما تم العثور على مبنى من صنع الإنسان في وسطٍ ما كان ذات يوم مجرى نهر الفرات، وتم اكتشاف معبداً رائعاً مبنياً فوق منصة من الطوب، ومرئياً من مسافةٍ بعيدة حتى من فوق الجدران الدفاعية للمدينة، بالإضافة إلى منصة مبنية بأربعة جوانب مائلة، ومعبداً أبيض اللون يمثل نموذجاً لمعابد الشرق الأدنى القديمة.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: