الدروع أو الأرصفة التي بنيت حولها القارات الحالية

اقرأ في هذا المقال


ما هي ظاهرة الدروع أو الأرصفة التي بنيت حولها القارات الحالية؟

يُعرف الدرع جغرافياً بأنه جزء من قاعدة قديمة، تعرضت إلى الإلتواء أثناء الزمن ما قبل الكمبري، ومن ثم حدثت بها انكسارات وانفجارات بركانية، كما تعرضت أيضاً للتسوية من طرف عوامل التعرية.
كما يعرف الرصيف جغرافياً بأنه امتداد لحافة القارة تحت سطح البحر، حيث أنه يكون محيط بالقارة ويكون امتداده إلى حافة الجرف القاري، وتكون منطقة الرصيف القاري تقريباً (8%) من مساحة سطح البحار والمحيطات ولكن هذا يعتبر تقريباً (6/1) مساحة اليابسة على الأرض أغلب الأرصفة القارية، حيث أنها تنحدر انحداراً سهلاً في اتجاه البحر وفي أخر الرصيف القارى يوجد ما يُعرف بالانكسار القاري، ومن أهم الدروع أو الأرصفة التي بنيت حولها القارات الحالية كما يلي:

  • في لوراسيا: حيث يوجد بها مجموعة من الأرصفة أو الدروع وفيما يلي توضيح كل منها:
    • الرصيف أو الدرع السيبيري: ويشغل أغلب منطقة سيبيريا، حيث تكون من جهة الغرب جبال أورال ومن جهة الشرق جبال فرخويانسك ومن جهة الجنوب نطاقات الجبال الانثنائية التي تقع جنوب بحيرة بيكال.
    • الرصيف الروسي: حيث أنه يشغل جزءاً كبيراً في كل من روسيا بين جبال أورال في الشرق، حوض البحر البلطي في الغرب، جبال القوقاز والكربات في الجنوب حتى المحيط المتجمد الشمالي في الشمال.
    • الدرع البلطي أو الدرع الفنلندي الأسكندينافي: حيث أنه يضم أغلب فنلندة والسويد، ويختفي تحت طبقات سميكة من الصخور الرسوبية، كما يمتد جزء منه في غرب روسيا، حيث أن صخوره في أغلب الأماكن تكون ظاهرة على السطح.
    •  الرصيف الصيني: حيث أنه يشغل مناطق كبيرة في كل من شمال الصين ووسطها وشرقها، كما أن صخوره في أغلب الأماكن تختفي تحت تكوينات رسوبية كبيرة، كما يمتد هذا الرصيف باتجاه الجنوب ليشغل أيضاً منطقة كبيرة من الهند الصينية.
    • الدرع العربي: يشغل مجالاً كبيراً في شرق شبه الجزيرة العربية وشمالها ووسطها، كما أنه أيضاً كان جزءاً من قارة جندوانا القديمة.
  • في أفريقيا: يستثنى من ذلك جبال أطلس الانثنائية الحديثة في شمال غرب أفريقيا؛ فإن هذه القارة في مجملها عبارة عن كتلة صلبة قديمة، يتكون أساسها من صخور بلورية أركية تغطيها في الغالب تكوينات صخرية حديثة نسبيًّا؛ ولكنها تظهر على السطح في بعض المناطق وبالأخص داخل نطاق الهضاب الوسطى للقارة، ومن المعروف أن هذه القارة تمثل الجزء الرئيسي من قارة جندوانا، وهي تمثل (باستثناء جبال أطلس) هضبة كبيرة واحدة يطلق عليها بعض الجغرافييون تعبير الهضبة الأفريقية (The African Tableland).
    وقد تعرضت هذه الكتل خلال العصور الجيولوجية المختلفة للتحدب في بعض أجزائها بالأخص في الوسط؛ حيث برزت القاعدة الصخرية القديمة بشكل هضاب من أهمها الهضاب المحيطة بحوض الكنغو، كما تعرضت خلال الزمن الثالث للأرض لبعض حركات التصدع، فنشأت بسبب ذلك بعض الأخاديد الصدعية الضخمة مثل الأخدود أو الوادي الصدعي الكبير (Great Rift Valley) الذي يكون امتداده من الجنوب إلى الشمال في شرق أفريقيا، كما يواصل امتداده على طول البحر الأحمر وخليج العقبة ونهر الأردن حتى الجنوب من سوريا.
  • في الأمريكتين وجرينلاند: وتكون كما يلي:
    • الدرع الكندي أو اللورنسي: حيث أنه يشمل أغلب منطقة كندا والجزر التي تقع إلى الشمال منها، كما يمتد في شمال الولايات المتحدة تقريباً وشرقها ووسطها، حيث أن امتداد هذا الدرع تحت التكوينات الرسوبية السميكة للسهول الوسطى وينتهي من جهة الغرب عند بداية سلاسل جبال روكي، وقد كان هذا الدرع هو النواة الأساسية التي بنيت حولها أمريكا الشمالية، حيث أن جرينلاند هي كتلة صلبة قديمة ومن الممكن اعتبارها امتداداً للدرع الكندي.
    • كتلة البرازيل وجيانا: وهي جزء من أجزاء قارة جندوانا القديمة، حيث تستمر التكوينات القديمة لهذه الكتلة امتدادها تحت الصخور الرسوبية الكبيرة داخل حوض الأمزون حتى قاعدة جبال الإنديز في الغرب، حيث أنها تعتبر النواة الأصلية التي بنيت حولها أمريكا الجنوبية.
    • كتلة أستراليا: حيث أنها إحدى الأجزاء التي انفصلت عن قارة جندوانا، كما تشغل في وقتنا الحاضر كل من الهضبة الغربية والسهول الوسطى للقارة ولكنها تغطت، وبالأخص في السهول الوسطى بطبقات رسوبية سميكة تنتمي إلى عصور جيولوجية أحدث، أمَّا صخورها الأصلية فهي صخور نارية ومتحولة قديمة تنتمي إلى زمن ما قبل الكمبري.
  • الكتلة القطبية الجنوبية انتاركتيكا: هي الجزء الذي تخلف من قارة جندوانا وبقي عند القطب الجنوبي بعد أن زحفت بقية القارة باتجاه الشمال مع حركة الزحف العامة، حيث تختفي هذه الكتلة في وقتنا الحاضر تحت طبقات جليدية كبيرة السمك.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: