العوامل التي لها علاقة بالمد والجزر

اقرأ في هذا المقال


ما هي العوامل التي لها علاقة بالمد والجزر؟

إن عملية المد (High Tide) والجزر (Low Tide) هي ظاهرة طبيعية، حيث يتم معرفتهما على أنهما حركتا ارتفاع وانخفاض ماء البحر أمام أغلب سواحل البحار والمحيطات، وذلك بشكل يومي منتظم يتكرر فيه كل منها مرتين (حيث يكون حدوث المد والجزر كل 12 ساعة و 21 دقيقة تقريباً) وعندما يكون شكل القمر بدراً أو محاقاً يحدث أقل مد وأقل جزر والعكس صحيح.
ولكن على الرغم من أن الفترات التي تفصل بين المد والجزر الذي يليه، أو بين المدين أو الجزرين اللذان يحدثان في اليوم الواحد تكون نفس الفترة تقريباً من يوم إلى آخر؛ فإن فترة حدوثها تتأخر بشكل يومي بمعدل 52 دقيقة خلال الشهر العربي، حيث أنها نفس الفترة التي يتأخر بها ظهور القمر كل ليلة منذ مولده في أول الشهر حتى أن يختفي في آخره.
كما أن لحركات المد والجزر أهمية كبيرة جداً، فهي تعمل على تنقية البحار والمحيطات من الشوائب، وأيضاً تنقية مصبات الأنهار والموانئ من الرواسب، كما أن الإنسان يقوم باستغلالها في تحديد مواعيد دخول السفن إلى المواني التي تقع على مياه ضحلة، ولكن المد الشديد قد يكون خطراً على الملاحة وخاصة داخل المضايق، ومن أهم العوامل التي لها علاقة بالمد والجزر كما يلي:

  • جاذبية القمر: حيث أن جاذبية القمر تعد من أهم العوامل على الإطلاق، حيث قام باكتشافها العلماء منذ زمن بعيد، كما قاموا بإثبات أنها هي المسؤولة أولاً عن حدوث المد والجزر، ومع ذلك فإن هناك عوامل ثانية مساعدة تقوم بالتحكم في توقيت حدوثهما، وفي تحديد مدى ارتفاع المد أو هبوط الجزر على طول أيام الشهر العربي.
  • جاذبية الشمس: إن تأثيرها يكون أضعف بكثير مقارنة في تأثير جاذبية القمر؛ حيث يكون ذلك بسبب البعد الكبير بين الأرض والشمس، ولا يظهر هذا التأثير بشكل واضح إلا عندما تكون الشمس والقمر والأرض واقعة في مستوى واحد، فعندئذ تقوم الجاذبية الشمسية بالتعاون مع جاذبية القمر على زيادة المد وزيادة انخفاض الجزر؛ لأن اتجاه الجاذبيتين يكون واحداً ويحدث هذا مرتين في الشهر العربي؛ إحداهما في منتصفه والثانية في آخره، أي عندما يكون القمر على شكل بدر أو محاق، وعندها يصل المد إلى مستواه الأعلى وينخفض الجزر إلى مستواه الأدنى، أمَّا عندما يكون القمر تربيعياً فإن اتجاه جاذبية الشمس يكون بشكل عمودي على اتجاه جاذبية القمر فيضعف تأثيره ويكون المد والجزر عندئذ ضعيفين.
  • دوران القمر حول الأرض: حيث أن دوران القمر حول الأرض يكون هو المسؤول عن تأخر وقت حدوث المد والجزر بنحو 52 دقيقة كل يوم عن اليوم السابق له؛ فلو قمنا بتخيل أن البحار تحيط بالكرة الأرضية إحاطة تامة وكاملة، وأن القمر ثابت في مكان واحد؛ فإن ذلك سيتسبب في حدوث موجتين متساويتين من المد العالي على المكان الواحد يكون بينهما 12 ساعة، وهي الفترة التي تلزم من أجل انتقال أي نقطة من الجانب المواجه للقمر إلى الجانب المقابل له؛ ولكن بما أن القمر يدور حول الأرض مرة كل 29 يوماً فإن مروره على النقطة الواحدة يتأخر لمدة 52 دقيقة كل يوم.
  • قوة الطرد المركزية التي تحدث نتيجة دوران الأرض حول محوره: حيث أنها تساعد على ارتفاع المد.
  • توزيع الماء واليابس وتحرك المياه: حيث أن هذا العامل يكون هو المسؤول عن تباين مدى المد والجزر من مكان إلى آخر على سطح الأرض؛ فلو كانت البحار تحيط بالأرض بشكل تام لكان من الممكن أن نحدد ارتفاع المد ومدته في أي نقطة على سطحها على أساس قوة جذب القمر وقوة الطرد المركزي للأرض، ولكن نظراً لأن البحار تختلط باليابس، ولأن مياهها تكون دائمة الحركة فإن ارتفاع المد يختلف من بحر إلى آخر، حيث يحتاج حسابه إلى بعض العمليات الصعبة نوعاً ما، ففي بعض المناطق يصل ارتفاع المد إلى عشرين متراً تقريباً؛ بينما يقل عن ذلك كثيراً أو يختفي في بعضها الآخر.
    كما أن المد والجزر من العوامل التي تؤثر في (توزيع الرواسب والكائنات الحية الدقيقة والبلانكتون) على السواحل التي تتأثر بها، كما أنها تؤثر بنظام حياة الأسماك وحركاتها، ومن الواضح أنها تؤثر أيضاً على نظام الحركة في المواني التي تتعرض لها؛ ولهذا فإن تخطيط هذه المواني، وتوزيع منشآتها يتم مراعات الآثار الناتجة عن حركتي المد والجزر.

المصدر: علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: