المتحف المفتوح بالكرنك

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرفه عن المتحف المفتوح بالكرنك:

بعد أن امتلأت المخازن بالآلاف من القطع الأثرية والأحجار المنقوشة وخاصة التى استخرجت من حفائر الكرنك منذ بداية القرن التاسع عشر، ونظراً لأهمية عدد كبير من هذه القطع تاريخياً وفنيا فقد نشأت فكرة خلق متحف أثري يسمح بالحفاظ عل هذه القطع ودراستها دراسة علمية صحيحة ونشرها علميا.

يقع هذا المتحف داخل محيط معابد الكرنك في الأقصر في مصر ، حيث يقع في الركن الشمالي الغربي من فناء آمون في مجمع الكرنك.

وقد قررت هيئة الآثار المصرية افتتاح الجزء الأول من المتحف المفتوح بالكرنك في الثاني والعشرين من شهر أبريل “1986” للميلاد كمرحلة أولى تضم ثلاثة مقاصير رئيسية اكتشفت معظم أحجارها داخل أجزاء البيلون الثالث خلال الفترة ما بين”1923 إلى 1954″ للميلاد، وهي المقصورة البيضاء الخاصة بسنوسرت الأول، المقصورة المرمرية لامحوتب الأول والمقصورة الحمراء الخاصة حشبسوت.
وقد جمعت بقايا هذه المباني منذ عام “1926” للميلاد، بالقرب من الزاوية الشمالية الغربية للسور المحيط الذى بناه تغتانبو، وقد كان من الضروري وضع هذه الآثار الشهيرة بطريقة تسمح لأكبر عدد من الزائرين برؤيتها وخاصة بعد أن اختلطت المهمات من هذه الأحجار المتناثرة مع المباني المجاورة لها في الموقع، كما أنها عانت من الإهمال ولم يكن من الممكن أن تترك هذه القطع المنقوشة في أماكنها، كما هي عليه وخاصة إذا ما فتحت المنطقة للزيارة العامة لذلك، فقد تم وضع مشروع المتحف المفتوح لإعادة تنظيم ودراسة هذه القطع.

وقد تقرر تقسيم المنطقة إلى جزئين، وذلك ببناء جدار من الطوب والذي يتناسب فى لونه وشكله مع مباني الكرنك، حيث أن الجزء الأول يقع بالجهة الغربية وهو الذي قُرر أن يفتح للجمهور، أما الجزء الثاني فقد تقرر أن يخصص لحفظ باقي القطع بالجهة الشرقية للمتحف، وقد ساعد ذلك على تحسين طريقة العرض وتسهيل اختيار القطع وتصنيفها وطريقة حفظها، وذلك بعد القيام بالأبحاث والدراسات العلمية على هذه القطع الأثرية وترميمها ترميماً دقيقاً والاستعانة ببعض القطع المخزونة بمخازن الشيخ لبيب، حيث تم تجديدها فى نفس الفترة مما ساعد على إثراء المتحف ببعض القطع الأخرى، كما زرعت بعض الأشجار التى تتفق مع طبيعة المكان للتمتع بروعة وجمال المنطقة التي تقع أكثر مباني الكرنك بها.

كما يستطيع الزائر لهذا المتحف أن يتعرف على القطع الرئيسية التى باتت مهملة لعدة قرون بعد إعادة استخدامها في الصروح الضخمة مع تتبع مراحل البناء التى ظلت مستمرة خلال فترة تزيد عن عشرين قرنا، والتى تظهر بصورة واضحة لزائري منطقة الكرنك فى صالة الاحتفالات الكبرى والفناء الكبير، بالإضافة إلى المتحف المفتوح والمباني المقامة به من الحجر الجيري والكوارتزيت والجرانيت الأسود.

هذه الجولة التاريخية فى العصور الفرعونية وإنجازاتها الرائعة في مجال الزخارف والنقوش المصرية تعد إضافة ممتعة لا غنى عنها لزائر معبد آمون الشهير، وتكشف عن جزء بسيط من ثراء هذه المؤسسة التاريخية الضخمة، وقد زودت هذه القطع المختارة بأساليب الشرح اللازمة، والتى ستزيد من اهتمام الزائر بهذا المتحف الجديد.

المصدر: بشير زهدي-كتاب المتاحفعبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصور.علم المتاحف ونشأته وفروعه وأثره- د محمد جمال راشدتحميل كتاب مدرسة المتاحف ، مدخل إلى نظام التعلم الناشط الدكتور عبد العظيم كريمي


شارك المقالة: