المتحف الهندي

اقرأ في هذا المقال


تأسس المتحف الهندي في عام 1814، وذلك في مهد الجمعية الآسيوية للبنغال، تحديداً في المبنى الحالي للجمعية الآسيوية، كما أنه يعتبر من أقدم وأكبر المتاحف الهندية متعددة الأغراض، ومع تأسيس المتحف الهندي في عام 1814 بدأت حركة المتحف في الظهور في الهند وعبر العالم.

نشأة المتحف الهندي

يعد تاريخ نشأة ونمو المتحف الهندي أحد أهم الأحداث الرائعة نحو تطوير تراث وثقافة الهند، حيث كانت الحركة التي بدأت في عام 1814، وهو العام الذي تأسس فيه المتحف في الواقع بداية حقبة مهمة، حيث بدأت الإنجازات الاجتماعية والثقافية والعلمية للبلاد، ويعتبر بخلاف ذلك بداية الحداثة ونهاية عصر العصور الوسطى.

ومع تأسيس المتحف الهندي بدأت حركة المتحف في الظهور في الهند وخلال السنوات التي تلت ذلك اكتسبت دفعة جديدة وزخمًا كبيرًا، حيث أنها تطورت بشكل كبير وبلغت أوج ازدهارها في الوجود المثمر لأكثر من 400 متحف في البلاد. ولتقدير تاريخ نشأة المتحف الهندي ونموه يجب العودة إلى الربع الأخير من القرن الثامن عشر، وذلك عندما كرس السير ويليام جونز وهو عالِم كرس حياته لخدمة الهند.

بدء تأسيس المتحف الهندي

كان دور المجتمع الآسيوي هو تشكيل مركز تعليمي لتطوير الفن والثقافة المتعلقة بالأنشطة الاجتماعية والثقافية وترفيه الناس ونشر المعرفة والحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي للبشرية للأجيال القادمة ضمن الحدود الجغرافية لآسيا، لكن السير ويليام جونز مؤسس الجمعية الآسيوية لم يشر في خطابه الافتتاحي إلى تأسيس متحف كجزء من أنشطة الجمعية.

وفي عام 1796 توصل أعضاء الجمعية الآسيوية إلى ضرورة إنشاء متحف في مكان مناسب؛ وذلك بهدف استقبال وحفظ المواد، حيث تشكلت الفكرة في بداية عام 1808، وذلك عندما تم الوصول إلى أن يمكن السيطرة على المباني المقامة على زاوية شارع بارك على أرض ممنوحة من الحكومة.

وبعد ست سنوات تم بذل جهد محدد لتنفيذ نية إنشاء متحف عندما تم أسر الدكتور ناثانيال واليتش؛ عالم النبات الدنماركي، الذي كان قد تم أسره في حصار سيرامبور، ولكن تم إطلاق سراحه من قبل الحكومة اعترافًا بذلك، ومن أهم إنجازاته العلمية أنه كتب رسالة إلى المجتمع دعا فيها بشدة إلى تشكيل متحف وقدم اقتراحًا للمجتمع ليس فقط ليكون أمينًا فخريًا للمتحف المقترح، ولكن أيضًا لتوفير نسخ مكررة من مجموعاته القيمة.

لاقى ذلك الاقتراح قبولًا جاهزًا مع أعضاء المجتمع وتم الوصول إلى قرار إنشاء متحف المجتمع في مقر الجمعية الآسيوية في البنغال، حيث تم إنشاء المتحف تحت إشراف الدكتور ناثانيال واليتش في 2 فبراير 1814 في الجمعية الآسيوية، وتم تعيينه أمينًا فخريًا للمتحف الشرقي للجمعية الآسيوية.

مقتنيات المتحف الهندي

تم جمع مواد ومقتنيات مثيرة للاهتمام وفضولية من أجزاء مختلفة من البلاد ووضعها في المتحف، حيث تتكون قائمة الهدايا من 174 قطعة تم التبرع بها من قبل 27 متبرعًا أوروبيًا في عام 1816، كما بدأ المساهمون الهنود في تقديم هدايا للمتحف، وفي عام 1837 للميلاد كتب جيمس برينسيب أمين الجمعية إلى الحكومة لتبني اقتراح الجمعية لتشكيل متحف وطني على حساب الدولة.

وفي عام 1867 تم وضع أساس المبنى الحالي للمتحف الهندي في أفضل موقع، وفي عام 1875 للميلاد تم الانتهاء من مبنى المتحف الحالي الذي صممه دبليو إل جراندفيل (W.L Grandville)، ومن عام 1814 إلى 1878 كان المتحف يقع في الجمعية الآسيوية لبارك ستريت كولكاتا، وبعد الانتهاء من تشييد المبنى الجديد تم نقل متحف المجتمع من المجتمع الآسيوي إلى المبنى الحالي، وتم فتحه للجمهور مع معرضين في 1 أبريل 1878؛ معرض الآثار ومعرض الطيور، حيث تم الإعلان عن فتح قسم علم الحيوان للجمهور في المبنى الحالي.

تطور المتحف الهندي

على الرغم من افتتاح المتحف الهندي في البداية مع معرضين في وقت لاحق، فقد تم تحويله إلى مؤسسة متعددة الأغراض، حيث تم عرض أشياء متعددة التخصصات في أقسامه الستة؛ الفن وعلم الآثار والأنثروبولوجيا وعلم الحيوان والجيولوجيا وعلم النبات.

وفي بداية ظهور المتحف كان يُعرف باسم “متحف المجتمع الآسيوي” ومع بدء التطورات أصبح يُعرف باسم “المتحف الإمبراطوري” حتى يأخذ اسم “المتحف الهندي” الحالي والذي استقر عليه، كما أن المتحف مألوف أكثر بين الزائرين باسم جدوغار أو أجابغار.

ومنذ أيام المتحف الآسيوي كانت هذه المؤسسة تقدم خدماتها لشعب الهند باعتبارها مثالًا للفن والثقافة في الهند، حيث يشهد دور المتحف الهندي على الانسجام الاجتماعي والثقافي بين المتحف والمجتمع. ونتيجة لذلك تطور المتحف إلى أكبر مؤسسة من نوعها في البلاد تصور إرث الأمة وفخرها، كما تم تسليط الضوء عليه كواحد من المؤسسات الوطنية الرائدة في دستور جمهورية الهند.

المصدر: عبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصوركتاب "الموجز فى علم الأثار" للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب تحف مختارة من المتاحف الأثرية للمؤلف للمؤلف أحمد عبد الرزاق وهبة يوسفكتاب"علم الآثار بين النظرية والتطبيق" للمؤلف عاصم محمد رز


شارك المقالة: