المتحف اليوناني الروماني

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرفه عن المتحف اليوناني الروماني:

تبلورت فكرة إنشاء المتحف بمدينة الإسكندرية في حوالي عام “١٨٩١”؛ وذلك حفاظا على الآثار المشتتة في مجموعات لدى الأفراد مثل « جون انطونيادس » وغيره، وقد أقيم هذا المتحف فى مبنى صغير فى أول الأمر، إذ يتكون من خمس حجرات فى شارع رشيد ( طريق الحرية حاليا)، ولكن نظراً لعدم استيعاب هذا المبنى لكميات الآثار المراد عرضها قررت بلدية الاسكندرية إقامة متحف الإسكندرية، وهو المبنى الحالي، والذي كان من تصمم ديتريش (Dietriche) وستينون (Stienon)، وقد كان عدد قاعاته إحدى عشر قاعة انتهى العمل فيها بصورة متكاملة عام “١٨٩٥”، حيث افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني.

ونتيجة للنشاط الأثري وتزايد الاكتشافات تطلبت الحاجة زيادة عدد القاعات لعرض ما يتم كشفه من قطع أثرية، ولذلك قامت بلدية الإسكندرية بزيادة عدد القاعات حتى وصلت ٢٥ قاعه حاليا.

كما اهتمت هيئة الآثار بالمبنى من حيث تطوره تطويرا شاملا، فقد كان تخطيط المتحف لا يتناسب مع تخطيط المتاحف المتعارف عليها من حيث عدم استكمال دورة الزيارة، مما سبب عدم الانسياب، وقد وضعت هيئة الآثار ذلك في الاعتبار عند التطوير، وبذلك أصبح المتحف فى الوضع اللائق واستكملت الدورة الكاملة بحيث تبدأ من القاعة (٦).

قامت الهيئة بتطوير المبنى ووصله بجسم المتحف من الشرق للغرب، وبذلك أصبح خط السير مستمر بلا انقطاع بالنسبة لنقطتى البدء والنهاية، وكان ذلك حجر الأساس في عمليات التطوير.

عناصر التطوير المتحفي:

لم يقتصر التطوير على شكل المبنى فقط بما يحويه من عناصر هندسية وفنية، ولكنه شمل أيضا طرق عرض الآثار، حيث أن بعض القاعات تختلط فيها القطع الأثرية من عصور مختلفة ومتداخلة، ولذا فقد تم تنسيق العرض في القاعات تبعاً للتطوير والتسلسل التاريخي والذى يمكن إيجازه كما يلي:

  • مدخل الحضارة الإسكندرية: القاعة رقم (٦) التي تعكس لنا تاريخ الإسكندرية التى انشأها الاسكندر الأكبر، والذي يتصدر جميع المعروضات إلى جانب عرض بعض اللوحات من الفسيفساء الذى يمثل مدينة الإسكندرية القديمة والتي صورت عل شكل سيدة .

ولأهمية الديانة الجديدة التى أنشأها البطالمة فى مدينة الإسكندرية للتقريب بين الحضارة اليونانية والمصرية والتي تمثلت عند المصريين في صورة العجل وعند اليونانيين في صورة الإله زيوس كبير الآلهة، والتى ظهرت تحت اسم عباده «سيرابيس » لدى كلا الجانبين، كما أنها انتشرت في حوض البحر المتوسط واستكمالا للعرض كان لزاما تزويد هذه القاعة بالآلهة المصرية القديمة والتي أثرت وتأثرت بهذا العصر مثل إله إيزيس وابنها حربوقراط.

واستمر عرض الآثار المصرية عامة من تماثيل برونزي وموميات من العصر الفرعوني، وتماثيل من الجرانيت والبازلت وصلتنا كهدايا أو زودتنا بها الحفائر بأبي قير وخلافها، ومن الفيوم فقد اتضح تأثير الفن المصري العريق على عمائر البطالة كمعبد المساح الذى عثر عليه فى ثيادلفيا، أو بطن حربت حاليا، ونقل للمتحف ويعرض حديقته لضخامته.

  • قسم النحت ( من ١١ – ١٧): يعرض شواهد قبور تمثل الفن الإغريقي الأصيل وبعض القطع التى تعكس التأثير المتبادل بين كلا الفنين المصري واليوناني ثم الروماني الأصيل والمتأثر بالمصري القديم، والتي عرضت بطريقة متطورة بعد عزلها عن الجدران، لحمايتها من الرطوبة؛ وذلك بمعرفة مرممى هيئة الآثار وبسواعد شباب الجامعات والمعاهد.

وبالنسبة لفن النحت اليوناني الروماني تم تخصيص القاعات (١٢ _ ٤ ١) لعرض رؤوس تماثيل لملوك مصر من العصر البطلمي، وكذلك أباطرة العصر الروماني الذين كان لهم أثر فى تارخ مصر، والإسكندرية بصفة خاصة وأشهرهم الاسكندر وبطليموس الرابع وكليوباترا السابعة وبطليموس الخامس، وأيضا يوليوس قيصر الذي بدأت بمجيئه لمصر ملامح التغيير وانتقال السلطة إلى روما ومن تبعه من أباطرة وأيضا، عرض لأعمال فن النحت اليوناني والروماني من أنحاء مصر المختلفة.

  • قسم الفخار: تم تطوير هذا القسم لإظهار بعض النواحي الفنية من الفخار والزجاج، حيث عرض مجموعات جديدة لأول من القيشاني لأواني تعرف باسم أوافي الملكات وترجع للعصر البطلمي، الى جانب ترتيب وتنسيق الأواني الفخارية ترتيبا زمنيا مما يفيد الزائر والدارس على وجه الخصوص فى تتبع المراحل التاريخية المختلفة، وذلك بالإضافة إلى تماثيل الفخارية الصغيرة التي تصور آلهة مختلفة التى سادت خلال العصرين اليوناني والروماني ومدى تأثرها بآلهة وحضارة مصر القديمة.
  • قسم العملة: مع التخطيط الجديد للمتحف وضم الجناح الجنوبي الذي استكملت به دورة الزائر رأت هيئة الاثار جعل القاعة المستجدة متحفا كاملا، وذلك كمجموعات العملة الضخمة التى يمتلكها المتحف والتي تمثل فترة قبل الإسكندرية فالعصر البطلمي ثم الروماني والبيزنطي، وذلك إلى جانب امتلاك المتحف مجموعة هائلة من العملات التى ترجع للعصر الإسلامي بمختلف حقبه.

أما بالنسبة لحديقة المتحف فقد تم نقل القطع الأثرية التى كانت مكدسة به والمتكررة إلى المناطق الأثرية الأخرى بالإسكندرية، حيث عرض منها مايصلح للعرض وتم تخزي ما لا يصلح منها، وتشمل الحديقة الآن قطع أثرية منها التوابيت التى ترجع للعصر الروماني والمزخرفة على هيئة الفستونات الوردية التي يحملها آلهة أو أبطال وغالبا ما كانت توضع عل التابوت صورة الميدوسا لحماية المقبرة من اللصوص، وطبقا للأساطير اليونانية، كانت هذه الميدوسا تحول كل من ينظر اليها الى حجر ذلك علاوة عل تماثيل لشخصيات هامة مثل انطونيوس.

المصدر: بشير زهدي-كتاب المتاحفعبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصور.علم المتاحف ونشأته وفروعه وأثره- د محمد جمال راشدتحميل كتاب مدرسة المتاحف ، مدخل إلى نظام التعلم الناشط الدكتور عبد العظيم كريمي


شارك المقالة: