المحيطات والقارات كمرتبة من مراتب التضاريس

اقرأ في هذا المقال


كيف تكون المحيطات والقارات كمرتبة من مراتب التضاريس؟

إن كلمة تضاريس (Orography) أو (Relief) تعني أنها تضم كل ما على سطح الأرض من ارتفاعات وانخفاضات بأحجامها وأشكالها المختلفة، وعلى هذا الاعتماد فإن كثيراً من الجغرافيين يدخلون القارات والمحيطات خلال مظاهر التضاريس ويعدونها أكبر المظاهر التضاريسية، ومنها تتضح هذه المظاهر متدرجة إلى المظاهر الأصغر حتى تصل إلى أصغر الأشكال التي يمكن أن نجدها في مواضع صغيرة على سطح الأرض.
ومن الأمثلة عليها التموجات التي توجد على سطح الرمال أو التجاويف والنتوءات الصغيرة التي تكون ضمن سطح الصخور. وبسبب هذا التفاوت الواسع بين كل هذه المظاهر والأشكال من حيث أحجامها والعوامل التي شاركت في نشأتها وتطورها؛ لم يعد من السهل دراستها كلها في باب واحد؛ ولذلك فإن الجغرافيين يقسمونها عادة إلى ثلاث مراتب هي:

  • تضاريس المرتبة الأولى: وتشمل كتل اليابس من ناحية وأحواض المحيطات والبحار الكبرى من ناحية ثانية.
  •  تضاريس المرتبة الثانية: وتتضمن المظاهر الأساسية التي توجد في تضاريس المرتبة الأولى وأهمها الجبال والهضاب والسهول والأحواض النهرية والبحيرات والبحار الداخلية. وهذه المظاهر هي التي نعني بها عادة عند الحديث على التضاريس، وتعد دراستها من أهم الموضوعات الجغرافية؛ لأنها تعد من أهم المظاهر الطبيعية لسطح الأرض فحسب؛ بل لأنها تدخل كذلك بأساليب مباشرة وغير مباشرة في جميع النواحي الجغرافية الأخرى، سواء منها ما هو طبيعي مثل المناخ والنبات وتصريف المياه، أو ما هو بشري مثل الإنتاج الزراعي والمواصلات وتوزيع السكان وتخطيط الحدود وغير ذلك من مظاهر الحياة البشرية.
  • تضاريس المرتبة الثالثة: وتضمن كل الأشكال الصغيرة التي تكون داخل تضاريس المرتبة الثانية بما في ذلك أصغر الأشكال وأكثر التفاصيل دقة التي تسببها العوامل الجوية، وحركة الرياح أو المياه الجارية أو الجليد، وهذه الأشكال هي التي يختص بدراستها وتحليلها علم الجيومورفولوجيا Geomorphology الذي برز في أواخر القرن التاسع عشر ثم أخذ يتطور بسرعة حتى أصبح يحتل في الوقت الحاضر مركزًا مهمًا بين العلوم الجغرافية بصفة عامة وعلوم الجغرافيا الطبيعية بصفة خاصة.
    لكن ما نقصده عادة في الكلام على التضاريس هو تضاريس اليابس فقط؛ فليس معنى ذلك أن قيعان البحار والمحيطات خالية من مثل هذه التضاريس؛ إذ أنها تحتوي على الكثير من المظاهر التضاريسية الكبيرة والمختلفة، ومن بينها كثير من الأخاديد العميقة والجبال العالية. وكل ما هنالك هو أنها تكون غالبًا مغمورة تحت سطح الماء وليست لها علاقات مباشرة بمظاهر الجغرافيا الطبيعية أو البشرية على سطح اليابس، وهذا هو ما يبعدها غالبًا عن مجال الدراسات الجغرافية في الوقت الحاضر.

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.


شارك المقالة: