المعالم الأثرية في قلعة نارفا

اقرأ في هذا المقال


“Narva Castle” وتسمى ب “قلعة هيرمان”، وتعتبر إحدى أهم المعالم التاريخية في إستونيا، كما أنها تعد أكثر الهياكل الدفاعية تنوعاً وأفضلها، كما تحتوي القلعة على العديد من المعالم والأنشطة التي تجذب الزوار.

قلعة نارفا

كانت قلعة نارفا هي أقصى نقطة دفاعية في الشمال للنظام التوتوني، حيث كانت عنصراً مهماً يشكل بوابة المنطقة بأكملها ويحرس الطريق التجاري من خليج فنلندا إلى نوفغورود وبسكوف، ظهرت القلعة على صفحات التاريخ عام 1277، وكانت لا تزال ملكية دنماركية في ذلك الوقت، وعلى الأرجح بعد ذلك أو بعد بضع سنوات تم بناء التحصينات الحجرية الأولى.

في منتصف القرن الرابع عشر، أُجبرت الدنمارك على بيع عقاراتها الإستونية إلى النظام التوتوني، ولم يقرر إنشاء قائد في نارفا، حيث كان “teutonic vogt” هو رئيس الأمر، وكان أول ما عرف بالاسم هو “Arnd von Altena”، حيث أقام حوالي عام 1370، وخلال فترة حكمه وخلفائه، تم توسيع القلعة بشكلٍ كبير وتم رفع البرج وإضافة الجناح الغربي والجناح الشمالي، وكانت التحصينات قوية لدرجة أنه في عام 1492 قررت دولة دوقية موسكو الكبرى بدلاً من محاولة الغزو،بناء معقلها الخاص، إيفانغورود على الجانب الآخر.

تطور قلعة نارفا

في عام 1588، عبرت قوات إيفان الرهيب النهر واحتلت المدينة بالقلعة، وبعد ثلاثة عشر عاماً استعاد السويديون المدينة وظلوا في حوزتهم حتى بداية القرن الثامن عشر، وعلى الرغم من أنه في عام 1700 حقق الملك كارول الثاني عشر بالقرب من نارفا انتصاراً رائعاً على جيش القيصر بطرس الأكبر، إلا أنه خسر الحرب في النهاية، وبعد أربع سنوات أصبحت القلعة تحت الحكم الروسي لمدة 200 عام، وتسببت الحرب العالمية الثانية في تدمير المدينة، وكانت القلعة أكثر حظاً، على الرغم من تعرضها لأضرارٍ بالغة (الجزء الشرقي من البرج، والركن الشمالي الشرقي من القلعة العليا)، ولكن أعيد بناؤها بعناية.

في يونيو 2020، تم الانتهاء من إعادة الإعمار الكامل لقلعة نارفا في إطار مشروع “افتتاح مركز اكتشاف بوردر كاسل”، ويمكن الآن أيضاً زيارة الجناح الشرقي للقلعة، الذي لم يكن بإمكان الزوار الوصول إليه من قبل، كما شهد صيف 2020 افتتاح معرض دائم جديد في القلعة، مع التركيز على تاريخها منذ وصول الدنماركيين الأوائل على ضفاف نهر نارفا حتى يومنا هذا، كما يقام مهرجان المتاحف الإستونية في نارفا كل خريف، حيث تظل أفضل المعارض من المتاحف الإستونية التي تم إحضارها هنا مفتوحةً حتى نهاية العام.

المعالم الأثرية في قلعة نارفا

كانت القلعة تقع على الضفة الغربية العالية لنهر نارفا، وكذلك جنوب المدينة التي تم تطويرها لاحقاً، وفي القرن الرابع عشر، كانت تتألف من الجزء العلوي وحوض خارجي كبير يفصل بينهما حفرة في الجانب الغربي وآخر أصغر في الجانب الشمالي.

كان الجناح العلوي رباعي الزوايا مع برجٍ ضخم من الجانب الشمالي الغربي يسمى “High Hermann”، يبلغ ارتفاعه أكثر من 50 متراً وسماكة جداره 4 أمتار، وكانت أقدم الأجنحة السكنية على الجانبين الغربي والشمالي، حيث استقبل الجناح الغربي أقدم قباب حجرية في الطابق الأرضي، وفي الطابق الأول الأكثر أهمية، وفي هذا الجناح كان هناك قاعة طعام وصالة نوم.

بشكلٍ غير عادي بالنسبة للقلاع التيوتونية، كان المهجع يقع في الطابق الأرضي، وفي الجناح الغربي تمت إضافة برج “dansker” بارزاً من وجه الجدار في وقتٍ لاحق، كما احتلت الغرف الخاصة لمسؤولي الرهبنة الطابق الأول من الجناح الشمالي، وتم وضع المصلى في الطابق الأول من برج القلعة، وتم توفير الاتصال من خلال رواقٍ خشبي متصل من الخارج بالفناء، حيث كانت البوابة الأصلية تقع على الجانب الغربي، ولكن في القرن الرابع عشر تم تغطيتها بسور والبوابة الجديدة اخترقت من الشمال، وليس هناك ما هو مؤكد كيف يبدو الجانب الشرقي من التحصينات، محمياً بمنحدرٍ حاد ونهر.

تصميم قلعة نارفا

وفي القرن الخامس عشر، تمت إضافة الجناح الشرقي بالكامل للجناح العلوي، وفي مطلع القرنين الخامس عشر والسادس عشر، تم إضافة الجناح الجنوبي الأخير، وفي القرن الخامس عشر، تم تعزيز القلعة ببرجين منخفضين من أربعة جوانب؛ أحدهما عند الستارة الغربية والآخر عند الجدار الشرقي، هذا الأخير يعلو فوق ضفاف النهر، وكان له وظيفة مرحاض ويحتوي على بئر، كما حصل كلا الجناحين الخارجيين أيضاً على تحصينات، وكان الأصغر على الجانب الشمالي محصوراً بين القلعة والمدينة والنهر، ويحدها من الغرب جناح خارجي ثانٍ أكثر اتساعاً، محمي ببرجين أسطوانيين في الزاوية وآخر في الستارة الجنوبية، ويؤدي إليها بوابتان: الأولى الشمالية المطلة على المدينة والأخرى الجنوبية الغربية تؤدي مباشرة إلى خارج تحصينات نارفا.

تحتوي القلعة على قاعة اجتماعات ومآدب الفرسان المقببة الرائعة، حيث تقام الحفلات الموسيقية والمؤتمرات فيها، وأيضاً في القاعة الأصغر قليلاً في الجناح الشمالي، بينما يطل برج “Tall Hermann” الذي يبلغ ارتفاعه 51 متراً على نارفا ومصنع “Kreenholm” وقلعة “Ivangorod” عبر النهر في روسيا.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسن، سنة 2008كتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد علي، سنة 2000كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتي، سنة 2012كتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق، سنة 2008


شارك المقالة: